ترتيبات نقل 7 آلاف من حجاج اليمن جوا .. قطاع الحج والعمرة يبدا تحركاته مع هيئة الطيران المدني السعودي
صدور المعجم اللغوي "لسان المعافر" الخاص بتعز للزميل "توفيق السامعي"
اللجنة التحضيرية لقبائل بكيل تهدد بالتصعيد و تطالب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتوقيف الإجراءات التي لا تخدم المشروع الوطني وتتعارض مع جميع المرجعيات
في حدث استثنائي وحزين.. العرب لن يسمعوا عبارة ''هنا لندن'' بعد الآن
بوتين يوقع على قانون يسمح لحاملي هذه التأشيرة دخول روسيا
حقيقة تعرض رونالدو لإصابة خطيرة في مباراة النصر والإتحاد
حضرموت.. قيادة التحالف تصدر توجيهات صارمة لقيادي بارز في الانتقالي وتتوعده باستخدام القوة اذا رفض
أردوغان يهنئ المسلمين بـ ''ليلة الرغائب''.. ماذا يعني؟
تركيا تستعد لغزو الفضاء
بابا الفاتيكان يصدم العالم بعد اعلانه دعم الشذوذ الجنسي
قد يتأخر حدوث التغيير المنشود لكن مراحله وخطواته قد بدأت وها هي مرحلة تشكل اليمن الجديد ظاهرة للعيان من خلال إصرار أبنائه بثورتهم السلمية علي ولادته رغم آلام المخاض المتمثل في الاعتداءات اليومية والعقاب الجماعي بالتضييق في سبل المعيشة. وفي خضم هذه المراحل والآلام يجب أن لا نغفل عن الهدف الرئيسي لهذا التغيير، فهذه الثورة لا تهدف فقط لإزاحة علي صالح من الحكم واستبداله برئيس آخر أومجرد التغيير السياسي لنظام الحكم. إن التغيير المنشود يتجاوز ذلك ليشمل تغيير قيم وثقافات كثيرة ترسخت في أذهان الناس علي مدى عقود من الزمن سعى النظام خلالها لتكريس قيم البدائية الفجة وثقافة التمييز الفئوي والمناطقي والنهب الممنهج للمال العام حتى انقلبت المفاهيم السوية وتبدلت معايير القدوة والمثالية وأصبح الجاهل المبتذل في تصرفاته زعيماً والساقط في وحل الفساد بطلاً يتمنى الآخرون أن يكونوا مثله. لقد عمل النظام طوال حكمه علي إبعاد المخلصين والكفاءات النزيهة وقرب الفاسدين وجعل معيار التفاضل لتولي المناصب القيادية للدولة تعتمد علي المقدرة علي النفاق والتماهي مع فساد النظام حتى أصبحت الثقافة الشائعة لدى العامة أن الإلتزام بالنظام والقانون مجرد سذاجة لا تتناسب مع الواقع المعاش وأن " الفهلوة" وتجاوز القانون والنهب للمال العام هو البطولة وبذلك تلاشت في أذهان الكثيرين تلك الصورة الممقوته للفاسدين وبذيئي الخلق وغوغائي التعامل. دمر النظام قيمة العلم والخلق كمعياري كفاءة للتفاضل بين الناس فتلاشت رغبة الطالب اليمني في تحصيل العلم وهو يرى أن المجتمع يقدر حاملي ألقاب "الشيخ" و"الفندم" أكثر مما يقدر حاملي ألقاب الدكتور والمثقف والمهندس، كيف لا وهو يرى قادة الدولة وكباراتها وهم القدوة يحرصون علي "تشييخ وفندمة " أبنائهم أكثر من حرصهم علي تعليمهم ، وأصبح الطالب اليمني في المدرسة يسأل نفسه عن جدوى التعليم وأهميته في تحقيق حياة كريمة له في ظل هذه القيم المغلوطة للمجتمع.
قد يكون تغيير المفاهيم والقيم لدى الناس ليس بالأمر الهين وقد يقول المثبطون أن الحال ميؤوسٌ منه لأن الثورة فيها الغث والسمين وهؤلاء وإن كانوا في صف الثورة فهم لن يستطيعوا التخلص من القيم البائدة ، إلا أن المتابع لهذه الثورة الشعبية يدرك أن اليمن تمر بمرحلة تاريخية تبدو فيها القاعدة الشعبية العظمى لديها الكثير من الاستعداد والتعطش لقيم جديدة تتناسب مع الفطرة السوية وتحقق لليمنيين حلمهم في يمن جديد تسوده ثقافة العدل والمساواة والإلتزام بالقانون والتنافس على أساس النزاهة والكفاءة العلمية. لقد أثبت الشعب اليمني من خلال هذه الثورة أنه يمتلك مخزون حضاري هائل من القيم السليمة النابعة من فطرته الأصيلة وإلتزامه الديني وأنه فقط يحتاج لقيادة تكون قدوة له في تطبيق هذه القيم السوية على أرض الواقع.