صالح ..و محسن.. من صنع انتصار زنجبار؟
بقلم/ عارف علي العمري
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 8 أيام
الخميس 15 سبتمبر-أيلول 2011 07:32 م

ليس ثمة خلق مشين أسوا من امتهان الكذب وقلب الحقائق وتزوير الأحداث, إذ أن الكاذب يخلع عن نفسه صفة الصدق وتاج العز, ليبدوا شخصاً محتقراً حتى أمام ذاته, إضافة إلى لعنة التاريخ التي تتناقلها الألسن ردحاً من الزمن انطلاقاً من قوله تعالى \" إلا لعنة الله على الكاذبين \".

ولايختلف اثنان على أن النظام الحاكم في اليمن امتهن الكذب ولازال كوسيلة لخداع الشعب من اجل البقاء في السلطة, والاستئثار بثروات الوطن وخيراته, ولان ألاعيب النظام انكشفت أمام الشعب وتوالت فضائحه واحدة تلو الأخرى, ابتداء من الانتخابات النزيهة مروراً بالكهرباء النووية وليس انتهاء بالقضاء على الفقر والبطالة خلال عامين, وأمام تلك المصفوفة الطويلة من الادعاءات ثار بركان الغضب, وتفجرت حمم القهر, وزمجرت صيحات العدل في سماء السعيدة, فكانت ساحات من الحرية, وميادين من النضال, ومسيرات من العزة, وتضحيات في سبيل الكرامة تترجمها كلمة لاتقبل التأويل ولاتحتمل التأجيل \"ارحل \".

يحكى عن العقيد المطارد معمر القذافي انه قال حكمت ليبيا وفيها مليون شخص ولن ارحل عن الحكم إلا إذا أعيدت ليبيا كما كانت في عهد السنوسي, ولسان حال (أبو يمن ) جئت إلى سدة الحكم واليمن شطرين فوحدته, ولن ارحل إلا إذا مزقت لحمته وفتت أجزائه, فعمل النظام المتهالك بوتيرة عالية على تنفيذ أجندته التشطيرية, وسلمت معسكرات الحرس الجمهوري في صعده للحوثيين بكامل عدتها وعتادها, بهدف أن يعلن الحوثي تمرداً في الشمال ينتهي بفصل صعده عن باقي الوطن وتتحول صعده إلى إمارة حوثية في شمال الشمال, وذات السيناريو تم تكراره في محافظة الجوف إلا أن قائد اللواء 115 ميكا استنشق عبير الوطنية ونسيم الإخلاص فاثر الوطنية على الخيانة والوحدة على التفرقة, ليحيل مخطط النظام إلى سراب من الوهم والعبث.

وفي أبين بوابة الجنوب الشمالية سلمت المحافظة على طبق من ذهب لقاعدة النظام دون أن تسال قطرة دم واحدة, وسلمت معها معسكرات الأمن المركزي والنجدة لأعضاء القاعدة, بهدف إقامة إمارة طالبانية في شمال الجنوب في مقابل إمارة حوثية في شمال الشمال, وكل ذلك بفضل الدعم الصالحي, وكانت عملية فرار 63 شخصاً من أعضاء تنظيم القاعدة من سجن الأمن السياسي بحضرموت في 22يونيو دليل دامغ وكافي للعالم بأكمله ان يعرف أن من يقف خلف التنظيم الإرهابي هو من فك سراحهم في حضرموت وقبله من سجن عدن, وكان عملية فرارهم من سجن حضرموت تمهيداً لتسليمهم ابين.

العميد الصوملي قال في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط بان أعضاء القاعدة يقاتلون بالسلاح الذي استولوا عليه من معسكر الأمن المركزي والنجدة, وشكا الفريق عبدربه منصور الرئيس بالإنابة من تعامل مهدي مقوله معه, وذلك بحسب هادي أن مقوله لاينفذ توجيهاته بشان محاربة القاعدة في ابين, وسئل الرئيس بالإنابة وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة عما إذا كان مهدي مقولة قائد المنطقة الجنوبية يتبعهم فأجابا بالنفي, وهذا وحده دليل كافي على تواطؤ مقوله والنظام في دعم الجماعات المسلحة في أبين, واستخدامها كفزاعة من اجل غض الرأي الدولي عن مطالب الساحات.

لقد وجد اللواء 25 ميكا نفسه بين فكي ذئب متوحش احكم عليه الحصار من جميع الجهات طيلة ثلاثة أشهر ونيف, في ظل تخاذل رسمي لوزارة الدفاع في نجدته كنتيجة طبيعية لرفضه الانسحاب من أبين وتسلميها للجماعات المسلحة,فستنجد بإخوانه أبطال الجيش الموالي للثورة فلبوا النداء وابلوا بلاء حسناً حتى توج ذلك بفك الحصار عن اللواء 25 ميكا يوم السبت 11 سبتمبر ودخول اللواء 119 بقيادة فيصل رجب مدينة رنجبار.

عقب الانتصار البطولي للجيش الموالي للثورة حاولت بعض القوى المتآمرة على وحدة الوطن سرقة انتصار الجيش الموالي للثورة والظهور في مظهر المحارب للإرهاب وتبادل التهاني مع شخصيات هي من صنعت الهزيمة بامتياز طيلة أربعة أشهر في مسرحية هزلية يعرف القاصي والداني تفاصيلها.

فطيلة فترة الحصار كانت قوات مهدي مقوله مشغولة بمداهمة ساحات الحرية في عدن وقتل أبنائها بدم بارد, وكانت قوات النظام العائلي في تعز مشغولة بإخلاء ساحة الحرية وإحراق ذوي الاحتياجات الخاصة في صورة اقرب ماتكون لصورة أصحاب الأخدود, بينما كانت قوات أخرى تابعة للنظام العائلي تقصف المواطنين وتشردهم من منازلهم في أرحب ونهم والحيمة.

لقد استطاع اللواء علي محسن الأحمر بعلاقاته الوطيدة مع أبناء أبين أن يقنع قبائل أبين بالقضاء على القاعدة, وان يوحد الجهود القبلية والعسكرية لتتوج بتحرير زنجبار من عصابة القاعدة المزعومة.

والحقيقة التي يجب أن يؤمن بها الجميع هي ان حكمة الجنرال الأحمر وشجاعة الجيش الموالي للثورة وعزيمة أبناء أبين قد أسقطت أهم أوراق صالح التي كان يراهن عليها في ابتزاز الغرب, ولازلت أتذكر جيداً ماقاله الجنرال الأحمر حين قال أن مسائلة قتال القاعدة مسالة حياة أو موت.

تهانينا لقيادة الجيش الموالي للثورة بالنصر الذي أشفى الله به صدور اليمنيين في الداخل والخارج, وتحية إجلال وإكبار للواء 119 واللواء 201 واللواء 39 مدرع, وآلف إكليل من المجد ومليون قبلة من الوفاء للواء 25 ميكا, الذي اثبت وجوده وغلب خيارات الوطنية على خيارات المشروع الصالحي البغيض.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
  أحمد الجعيدي
حرب المسيّرات.. التكنولوجيا التي أعادت تشكيل وجه النزاعات العسكرية
أحمد الجعيدي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
  أحمد الجعيدي
الحروب الباردة الجديدة بين التكنولوجيا والاقتصاد..
أحمد الجعيدي
كتابات
سارة عبدالله حسنإلا عدن....
سارة عبدالله حسن
محمد الحذيفيجدلية الحسم الثوري
محمد الحذيفي
مشاهدة المزيد