أيها الرئيس .. قد فقدت شرعيتك ..!!
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 13 يوماً
السبت 04 يونيو-حزيران 2011 06:19 م

قف مكانك أيه النظام الظالم المستبد قف مكانك أيها الرئيس ، لا تتقدم نحوي فأنت لا تخيفني برصاصك ومدافعك ..! لا تتكلم .. لا أستطيع أن أصدقك .. أنت كذاب وأشر في كذبك .. لا تبرر لأفعالك المخزية فالمقابر قبل المجازر تشهد أنها مخزية وبشعة ..!!

قتلت أبي وأخي بل حتى أمي وكل جيراني .. لقد حرمتني حتى من طفولتي ..فلم يعد لدي إلا صديق واحد غير أنه جريح من جراء طلقاتك وبعد قليل يلفظ أنفاسه الأخيرة ..لقد حرمتني الكثير والكثير .

لست أدري لماذا تفعل كل هذا بالرغم من أنك تعلم أن كل من قتلت وجرحت وأسرت كانو ا يحبونك يوما ما ..؟؟ ألم يضحوا من أجلك لتكون ..؟؟ ألم يبذلوا الغالي والرخيص وكل نفيس لتبقى ..؟ لقد أملوا عليك الكثير.. ظنوا أن الجوع الذي ألهب بطونهم سيطرد عند أول لقمة تضعها بيدك في أفواههم ..!! كانوا يقولون : وداعا للبرد ولأيام الشتاء .. أملوا أن ذراعيك ستضمهم الى ربيع دافي .. غير أنهم لا يعلموا أن في داخلك جمرة تتوقد ونار تضطرم ستحرقهم يوما ما..!! كانوا يظنون أنك ستكون كما يأملون ويريدون .. لكن النتائج بالنسبة لهم كانت مرة ومفاجئة إذ لم يتحقق من ذلك شيئ .

وياليت شعري ما الذي كانو يريدونه منك حتى فعلت بهم ما فعلت ..؟؟ إن عيش الكرامة , والبحث عن حياة مستقرة , والعيش كما يعيش العالم هنا وهناك مطلب ضروري لا بد منه , ولا بد من تحقيقه والوصول إليه .

سيدي الرئيس : لا تطأطئ رأسك لما أقول , نعم لا تفعل ذلك فأنت رجل عظيم , ورجل قوي وشديد ..!! صدقني فأنا لا أكذب فيما أقوله في حقك .. لقد أستطعت أن تعمر المقابر الخالية في لحظات .. بالرغم من أنها لا تعمر إلا في سنوات ..!!

لقد أجريت الأنهار الحمراء من تحت قدميك لتنشد الخلود المستحيل متربعا على عرشك وكرسيك وكأن أمرا لم يكن ..!!

إن ما تفعله اليوم لحاق محقق بركب الظلم والطغيان , وإضافة تاريخية مسودة الصفحات ترشقها الألسن باللعنات والصخب , ولك بكل من سلف عبرة وعظة وهم الآن بانتظارك ..!! وأنا أعلم أنك لا تحب صحبتهم غير أن التاريخ يجبرك على ذلك فهو لا يرحم أحدا ..فالتاريخ كما أنه عبرة وعز وكرامة وفخر , فهو كذلك سبة ولعنة وغضب وصخب فاختر لنفسك قبل الرحيل ما شئت من ذلك..فليس إلا ثمة ذلك ...!!

إنني بعد ذلك كله أناشدك الله والرحم والعروبة التي لا أظن أنه بقي منها شيئ .. أن تتنحى قليلا ..نعم قليلا ..حتى أرى شمس الحرية , ونور الكرامة , وضياء العدل , فقد حجبت كل ذلك بظلمك وبطشك وبغيك وعنادك وإصرارك .. نعم .. فظلمك أشد ظلاما من هذا الليل البهيم ..!! إياك أن تستغرب ما أقول , فأنت تعلم أن لكل ليل فجره ونوره , وأنت أنت لا ........ لديك .. ضع ما شئت ..!!!

أرجوك .. والعجب أني أرجوك ..!! رغم أنك فاقد السيطرة على نفسك التي بين جنباتك فهي أيضا مثل شعبك تطالبك بالرحيل ولكن الى أين .....الى الهاويه ..!!

ومع هذا أرجوك سيدي الرئيس : قف كما أمرتك..وقم بما أمرتك .. وأعطني ما طلبتك ..فأنا قد لفظتك .. نعم لفظتك..! كرهتك..! سئمتك..! لاتظن أن ما تراه خيالا وشبحا يتراءى إليك .. لا تظن ذلك أرجوك .. إنها الحقيقة..!! إنه الواقع يتجسد في ثوراتنا..!! إنها مادة تثور وتتحرك أمام عينيك.!! ولكن ذلك لدون عينيك..إنه لأجل الوطن..!!

ولا تنسى أن شبيبة اليوم ليسوا كشيبة الأمس فالخطابات العاطفية التي تتمثل القائها كوسيلة لتحقيق المآرب أشبه ما تكون بالهشيم الذي يواجه رياح عاتية فهي تذروه هنا وهناك , والشباب اليوم آذانهم مما تقول في وقاء , فإياك أن تتعب نفسك فلا جدوى من ذلك كله .

أخيرا سيدي الرئيس : أيها المناضل الكبير في هذه الثورة المجيدة قف كما أمرتك سابقا , لكني أقول : ولا تكن كما رأيتك عهدتك ..!! وأعدك أنا سنكمل المسيرة بنجاح إذا ما أتحت لنا الطريق لنعبر , نعم , أتح لنا الفرصة , الأيادي الأمينة كثيرة وكثيرة , وإن كان كثير منها قد قطع إلا أنا هناك إيادي من حديد هي التي لم تقطع بعد ( أيادي الشعب ) ..!!

أيها الرئيس : إياك أن تصنفني لجهة ما فلست من أي جهة تخالفك أو قل تحاربك وتعاديك , أنا لست منهم , لست مشتركيا البتة وأختلف معهم في كثير من المسائل غير أن ما أراه اليوم من المآسي جعلني أتفق معهم في ضرورة تنحيك , وجعلني أقول ما أقول , وخلاصة ما أقول : ( سيدي الرئيس .. قد فقدت شرعيتك ) فارحل فليس للحديث بقية .