مليشيات الحوثي تحول مدارس صنعاء إلى معسكرات تدريب للطلاب حزب الإصلاح يلتقي بعيدروس الزبيدي مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي يتحدث عن نقاط ضعف الحوثيين القابلة للاستغلال وحقيقة قدرتهم على تحديد هوية السفن وتعقبها وضربها سلاسل بشرية بمدينة مأرب تضامنا مع الشعب الفلسطيني ودعما لقطاع غزة - صور وزير الخارجية يستقبل الرحالة اليمني منير الدهمي بالرياض الضالع.. القوات المشتركة تدمر مرابض قناصه المليشيا وتحرز تقدما ميدانيا تفاصيل لقاء وزير الدفاع ومحافظ حضرموت باللجنة الأمنية بالمحافظة محكمة الجنائية الدولية تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت وتكشف عن أسبابها المنطقية عاجل: وزير الدفاع الأمريكي: سنعمل على انتزاع قدرات الحوثيين في اليمن مليشيا الحوثي تحول محافظة إب لقادتها ومشرفيها القادمين من صعدة وعمران
تستغرب فعلاً، هذا النهم واللهاث والسعي الحثيث من قبل البعض وراء زخارف الدنيا ومباهجها، وما هو سر هذه الأنانية والجشع البشري لاقتناء الفاخر والساحر والباهظ من المتاع، ولا أدري، والحال، لما يلجأ بعض الناس إلى اقتناء الأقلام المصنوعة من الذهب أو الأقلام غالية الثمن مما رصّـع بالألماس والمعادن الثمينة؟ ولماذا يلبسون الساعات الذهبية أو الماسية الغالية جداً؟ ولماذا يزيـّنون واجهات غرف الطعام بأطقم الصحون المذهـّبة أو المصنوعة من خزف ثمين جداً؟ لماذا يأكلون من حلل فاخرة جداً ويقضون الساعات بـ«المولات» بحثاً عن الأفخم الأغلى والأجود؟ ولماذا يشربون القهوة أو الشاي من فناجين مزركشة ومطلية بزخارف ذهبية و«يكرعون» الماء بكؤوس غريبة؟ ولماذا يميل آخرون لتكون حنفيات المغاسل والحمّامات في بيوتهم مصنوعة من معادن نفيسة؟
ولا بد والحال من التساؤل والبحث عن الحكمة من هذا السلوك الإنساني المريب؟ هل هو نوع من البطر وعدم التعب في كسب المال يكمن وراء هدره بهذه الطريقة أم هو نمط من التعويض حيث المثل الشعبي الساخر القائل: «عنزة الجربانة لا تشرب إلا من رأس النبع»؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟
والأهم هل يا ترى يستطيع القلم الذهبي أن يكتب بطريقة أفضل من أقلام البلاستيك أو أقلام الرصاص؟ هل يمكن لصاحبه أن ينتج أعمالاً أدبية أو سياسية أو فكرية لا يستطيع أن ينتجها صاحب قلم الرصاص أو الأقلام الرخيصة؟ هل كتب شكسبير أعماله الخالدة بأقلام من الألماس حتى غزت العالم وأصبحت تزين مكتبات العالم من أقصاه إلى أقصاه؟ أم يا ترى كتبها بأقلام بدائية جداً أو ربما بما يشبه الأقلام؟ لماذا ينفق البعض آلاف الدولارات على شراء أقلام فاخرة يضعونها في جيوب بدلاتهم أو أثوابهم، بينما لا يستطيع بعضهم أن يكتب جملة مفيدة واحدة من دون أن يقترف أخطاء إملائية ونحوية يندى لها الجبين؟ هل القلم يصنع الكاتب أم إن الكاتب العظيم يستطيع أن يكتب بأصابعه أو بريشة الطير، وكما يقال أيضاً: «الغزّلة تغزل بالعود»، أي الإنسان الماهر يتقن عمله بأي شيء كالغزّالة الماهرة التي لا تحتاج للمغزل بعملها ويمكنها القيام بالغزل حتى بـ«عود»، عادي؟ ومن هنا لا يجب أن ننسى أن العالم البريطاني الراحل ستيفن هوكنغ كان مقعداً ولا يستطيع أن يحرك أي عضو من جسمه، لكنه اكتشف أسرار الكون من على كرسي متحرك، ناهيكم عن انتفاء القيمة العملية للأقلام وباتت في طريقها إلى الانقراض شيئاً فشيئاً بعد أن أصبحت الكتابة الكترونية على أجهزة الموبايل والحواسيب في المقام الأول.
وعلى الرغم من أن صناعة الساعات في العالم تراجعت كثيراً لأن ملايين الناس استعاضوا عنها بساعات الموبايلات ولم يعد الكثيرون يلبسون الساعات، إلا أن البعض ما زال مغرماً بشراء الساعات الثمينة جداً التي يصل ثمن بعضها إلى مئات آلاف الدولارات؟ هل يا ترى تقيس الساعات الفاخرة الزمن بطريقة أفضل من الساعات البلاستيكية التي يمكن شراؤها بخمسة دولارات؟ ثم ما فائدة أن تلبس ساعة ثمينة جداً لكنك لا تحترم قيمة الوقت ولا المواعيد؟
هل يا ترى شرب القهوة من فنجان مذهب أطيب مذاقاً وطعماً من شربها بفنجان صيني بسيط؟ ماذا يضيف الفنجان الغالي الثمن والمرصع بالذهب للقهوة أو الشاي؟ هل يبدو شرب الماء ألذ طعماً من كأس الكريستال أو الفضة من شربه بالكأس البسيط أو الفخار مع العلم أن الطب ينصح باستخدام الفخار لشرب الماء لأنه صحي أكثر ويقوم بتنقية المياه من الشوائب. وفنجان قهوة بسيط في أحضان الطبيعة أطيب وألذ بمائة مرة من تناوله بفنجان فاخر في أرقى الفنادق في العالم. الذي يعطي لفنجان القهوة طعمه اللذيذ ليس الفنجان بل الروح والنفس والطبيعة وراحة البال. إن كأساً من الشاي مصنوعاً في إبريق قديم مطلي بالسواد من كثرة الاستخدام على موقدة حطب في أحضان الطبيعة له طعم لا يضاهيه كل كؤوس الذهب في العالم.
هل كان الطبخ بالأواني الثمينة ينتج طعاماً طيباً؟ لماذا يتباهى البعض بالطهي بأوان غالية الثمن؟ هل هذا يا ترى نوع من التحضر أم من الإسراف والـ»بهورة» و«الفنجرة» والفشخرة» التي لا طائل ولا فائدة منها؟ أليست الخرفان المطهية بالأفران الطبيعية تحت الأرض أطيب من كل أدوات الشواء الحديثة بالغاز أو الكهرباء؟ وفي كتابه الشهير بعنوان «خرافة التخلف والتقدم» للراحل جلال أمين يتساءل: «ماذا استفدنا من صناعة الملاعق والسكاكين والشوك غير استنزاف المعادن؟ هل الأكل بالملاعق أفضل وألذ من الأكل باليدين».
ماذا تستفيد عندما تغسل يديك بماء نازل من نافورة مصنوعة من الذهب الخالص؟ هل الكرسي الذهبي مريح أكثر من الجلوس على التراب يا ترى؟
هل السيارات الفارهة التي يبلغ ثمن الواحدة مئات الآلاف من الدولارات مريحة أكثر بكثير من السيارات الاقتصادية؟ هل توصلك إلى المكان الذي تريد بسرعة أكبر؟
هل يا ترى الفراش المصنوع من ريش النعام والخشب المذهب مريح أكثر من النوم على الأرض أو العشب؟ ما فائدة أن تنام في غرف نوم بعشرات الألوف من الدولارات إذا كنت غير قادر على النوم أصلاً بسبب القلق أو المرض لا سمح الله؟ هل السرير الذي يبلغ طوله خمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار أفضل من السرير العادي؟ فلا السرير الذي يجعلك تنام مرتاح الضمير ولا حتى الدواء بل العقل الباطن، فإذا كان عقلك الباطن مطمئناً ستنام قرير العين وإذا كان مضطرباً فلن تستطيع النوم على سرير من ذهب بطول مائة متر وعرض عشرين.
هل يحقق الإنسان ذاته يا ترى باقتناء الأغلى من الأقلام والسيارات والساعات؟ هؤلاء لا يدركون أنه لو امتلكت ألف قصر فلن تنام إلا في غرفة نوم وعلى سرير متر بمترين بأحسن الأحوال؟ ولو كان عندك آلاف الدونمات والهكتارات من الأراضي فلن تحصد بالنهاية أكثر من مساحة متر بمتر في باطن الأرض.
استودعكم الله…ذاهب إلى السوق…وصدق من قال إن بني آدم لا تـُشبع عينه إلا حبة التراب.