بعد الملاحقة وطرد وزيرة إسرائيل ..اشتعال المواجهات من جديد بين الجزائر وإسرائيل مرض خطير يجتاح العالم.. وعدد المصابين به أكثر من 800 مليون مصاب .. تفاصيل مخيفة الحرب تنتقل الى الفضاء بين أمريكا وروسيا...محطة الفضاء الدولية في خطر توكل كرمان: محور الشر الإيراني أساء إلى قداسة القضية الفلسطينية وعدالتها فصائل المعارضة السورية تفاجئ الجميع وتحقق انتصارات ميدانية ضد المليشيات الايرانية وقوات الأسد أول تعليق من أردوغان بخصوص مبادرة بايدن لوقف النار في غزة قيادي حوثي بمحافظة إب يقوم بالاعتداء على مجمع 26 سبتمبر بسبب اسمه ويفرض تغييرات قسرية داعمة للإمامة طارق وبن عزيز يناقشان وضع الجيش ورفع اليقظة والجاهزية الأمم المتحدة ترعى مؤتمراً دوليا «حاسماً» في السعودية ماذا قال مدرب ليفربول عن صلاح ومبابي بعد المباراة المثيرة؟
مأرب برس - خاص
لن نتحدث عن جغرافية اليمن وتاريخها فهي لا تخفى عن من يمتلك ابسط مقومات المعرفه بكل وسائلها الممكنه لكننا بصدد ان نتحدث عن فتره ماضيه تصل الى عقدا من الزمن او تزيد .. لنستنبط منها افق المستقبل القريب ومقدار التحول الذي يمكن لبلد مثل اليمن ان يستفيد من التحولات والتحالفات في المنطقه اذ انها تعيش الاخرى ارهاصات وتغيرات على المستوى السياسي والديموقراطي رغم ما يشوب هذه العمليه من شوائب لكننا لسنا بصدد الحديث عن التجربه الديمقراطيه في اليمن ...نحن نعلم ان المنطقه العربيه تغيرت نظرتها بشكل كبير بعد الحرب الخليجيه الثانيه والتي حدثت في ظل تحالف امريكي خليجي بعد الحرب العراقيه الايرانيه بتحالف عربي....
تغيرت نظرة الخليجيين لليمن بعد هذه الحرب بسبب مواقفها الغير صريحه تجاه احتلال العراق للكويت ولكن في الوقت نفسه مالبثت اليمن ان دخلت في حرب صيف 1994م وطويت صفحه الماضي بعد دعم واضح من بعض دول الخليج لقوات الانفصال وكانت بمثابه ضريبه يدفعها اليمن مقابل مواقفه الغير واضحه في عام 1990م .
ودخلت اليمن حاله من اللاستقرار في ضل نتوءات داخليه وكانت القيادة السياسيه لا تنظر وقتها الى الافق بنظره قويه ومستقبل المنطقه في ظل النظام العالمي الجديد. نظام القطب الواحد وكسبت عداوات كنا في غنا عنها وقتئذ وكانت منها ازمه الخليج ومدى تأثر الاقتصاد اليمني بعودةالمغتربين بسبب المواقف السياسيه الغير مسئوله لكن مسأله الحدود مع دول الجوار كانت عالقه وكانت القيادة السياسية تسعى الى تعبئه شعبيه ضد من يتامر على اليمن والجمهوريه وتتبنا هذه التعبيه وسائل الاعلام في كلا القطرين ونشأت تعبئة في الطرفين كادت هذه التعبئه ان تفضي الى حرب بين البلدين الجارتين وتم ترسيم الحدود باتفاقيه البلدين اليمن والمملكه بغض النظر عن اليات الترسيم .
وبعد احداث 11 سبتمبر وقامت الولايات المتحده الامريكيه وهي تقود معركتها مع ما يسمونه بالارهاب ومحور الشر .
وكانت ايران هي احدى دول هذا المحور بسبب تطوير برنامجها النووي والاستراتيجيه الصهيو امريكيه التي تهدف الى اخضاع المنطقه كلها لتبقى الدوله العبريه هي الدوله الاقوى من حيث العده والعتاد.
وبعد ان جثمت امريكا رابضه في منطقه الخليج تحت ذريعه الحمايه من خطر العراق وطموحات صدام في دول الخليج حتى جاء وقت اسقاط هذا النظام الذي تتذرع به امريكا لتبقى في دول الخليج بكل قواها العسكريه وكان لا بد من ايجاد فزاعه اخرى يمكن للامريكان ان يبقو على هذه الجزيره الغنيه بموارد النفط وتدفع دول الخليج ثمن الحمايه ..وهنا بدأت تفكر ايران بأحداث ثغرات يمكنهم ان يجرجرو الولايات المتحده بها وكانو يلعبون على ثلاثه اطراف مهمه في المنطقه .
اولها فشل امريكا في العراق واستطاعت ايران ان تلعب على وتيره الشيعه با عتبارها انها تمتلك ولاءات المرجعيات الذين يمكنهم ان يحركو الشارع وخاصه ان امريكا قادت الحمله على العراق خارج الشرعيه الدوليه ... الوتيره الثانيه الامتداد الشيعي في المنطقه العربيه وخاصه مناطق منابع النفط وهنا جاء التخوف من زعماء المنطقه من القلاقل التي قد تحدث جراء هذه الحرب التي تثير غضب هذه الطائفه التي تعود مرجعياتها الى ايران ..
الطرف الثالث وهو اقل اهميه من سابقيه ان احداث الزعزعه واللا استقرار في المنطقه يؤدي الى ازدياد سعر النفط وتكون ايران هي اول من يستفيد من هذه الفوارق ويمكنها ان تستعين على تطوير برنامجه النووي وهذا كان سر اقامه المناورات في الخليج كنوع من التلويح باستخدام سلاح النفط ..وبتعريجنا على هذه الاستراتيجيات والتحالفات وخاصه ان دول المنطقه الخليجيه تتقدم بشكل ملوحظ في معدل الدخل وبدأت تدخل في خانه اغنى دول العالم.
ولكون اليمن جزء لا يتجزأ من هذه المنطقه فان اليمن يمثل بالنسبه لدول الخليج مصدر قلق لانه ولعده اسباب منها ان اليمن يمثل بوابه الخليج الى القرن الافريقي فان ترك دوله بحجم اليمن تتدهور اقتصاديا فسيكون منبع للتطرف وتهريب السلاح الى منطقه الخليج واحداث قلقله تقوض الاستثمارات الخليجيه ويستهدف النمو الاقتصادي الخليجي الذي لاحت مؤشراته بازدياد طردي واضح.
ولكون اليمن ذات كثافه سكانيه عاليه يمثل معدل الخصوبه فيه الى 6.5 وهي زياده تعني ان اليمن قد يضاعف سكانه بعد 19 عاما تقريبا الى الضعف بمعنى انهم امام انفجار سكاني هائل اذا لم يهتمو بهذه القوة البشريه والاستفاده منها من ناحيتين مهمتين احداهما التقليل من معدل البطاله في دوله كاليمن معدل النمو الاقتصادي فيها بطيئ جدا قد يزيد من فرص احداث مشاكل مستقبليه بالنسبه لدول الجوار والمنطقه ككل..الناحيه الاخرى هي عمل توازن ديموغرافي (سكاني) باعتبار اليمن غالبيه سنيه يمكن ان تكون بعدا استراتيجيا يقلل من خطر الامتداد الشيعي الذي تلعب عليه ايران وتضغط على المنطقه باسره بهذا التوجه ..
وهنا نستطيع ان نفسر الترحيب الامريكي بانضمام اليمن لدول الخليج ليس حبا في اليمن ولكن تحجيم دور ايران في المنطقه ومن هذه الاستراتيجيات جاءت ضروره انضمام اليمن لدول الخليج لكن اليمن بقيادتها السياسيه الحاليه تفتقد الى الطموح لمستقبل يمكن ان ينهض باليمن اقتصاديا بشكل كبير وهذه الفرصه لم تجد ايادي امينه يمكنهم احداث اصلاحات داخليه وإداريه تؤهل اليمن لان تكون عضوا فعالا بل وقياديا في مجلس التعاون الخليجي ..
وقد بدت مطالبه مجلس التعاون الخليجي واضحة على لسان ناطقيه وعلى لسان كثير من السفراء والمؤتمرات العامه .. لكن كما يبدو لي ان الرئيس اليمني يريد ان يقنع دول الخليج كما يريدها ثقافه عند اليمنيين ان الفساد ظاهره اجتماعيه لا يمكننا التخلص منها وكأنه يريد الاحتفاظ بالاداره الموجوده التي اثبتت فشلها يوميا من خلال نوادي المانحين والبنك الدولي بايصالهم لدوله اشرفت على الانهيار ..
لكن هل تفقه السياسه اليمنيه برئاسه علي عبد الله صالح انه لا داعي للاحتفاظ بهذه الاداره لتحقيق مكاسب داخليه سياسيه معروفه ولابد من مآثره المصلحه الوطنيه والوطن ككل والخروج من عقده التامر السياسي مادام و اننا اخترنا الخيار الديموقراطي بمحض إرادتنا ومازلنا مصرين على تأسيس مبدأ الحفاظ على المصالح العليا للوطن والتداول السلمي للسلطه..
هذه هي فرصه كل يمني لان يتخطى الوضع المشين بكل مقاييسه والخروج من مأزق مصيري وحضاري لمستقبل جديد ليمن جديد وقياده من اجل اليمن لا يمن من اجل القيادة