المهمة السرية ل : "لجنة الوساطة "
بقلم/ مصطفى راجح
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 3 أيام
الخميس 27 أكتوبر-تشرين الأول 2011 12:15 م

كلما أستدعى النظام الساقط لجنة الوساطه إلى الواجهة ، تحسس الثوار رؤوسهم متوقعين إفراطاً بالقتل ، وإيغالا ًفي جرائم نظام قرر الإنتحار والتطاير كشظايا وقذائف فوق الشعب . عصر أمس داهمنا هذا الخبر " لجنة الوساطه تعلن تثبيت وقف إطلاق النار في صنعاء " ، تكملة الخبر تقول : ..بالتزامن مع بدء عملية عسكرية واسعه في تعز تشمل القصف وإقتحام الأحياء بالأسلحة الثقيله ومداهمة منازل السكان وما يرافق ذلك من قتل وترويع .

التهدئه في مكان والتسخين في مكان في تناوب مدروس للآلة العسكرية والأمنية يتسنى من خلاله لمركز السيطرة والتحكم التركيز على جزر الشعب هناك ، بمنأى عن الأنشغال هنا .

وهكذا ... التهدئة في تعز والتفرغ لأرحب ، التهدئه في نهم والتفرغ لصنعاء ، وفي هذه الفصول المتتاليه للحرب المعلنه ضد الشعب اليمني يبدو أكثر من واضح الدور الذي تقوم به منضمة "لجنة الوساطه " كأحد أدوات النظام ، ولها دور محدد تستدعى لأجله كلما دعت الحاجه ، وتصعد إلى الواجهه بموجب مقتضيات خطة القتل المنظم . وهي للأمانة تقوم بهذا الدور بكفاءة مشهوده .

الأهم من ذلك : وساطة ماذا وبين من ومن ؟؟ هل مايحدث ثورة أم خلاف على أرضية بالحتارش ؟؟ هي ثورة بأل التعريف واضحة كضوء الشمس ، في كل مدن اليمن وجهاتها الأربع ، ويقدم اليمنيين من أجلها يوميا الشهداء والجرحى ، ويقاومون القتل والقصف والحصار وقطع الخدمات الأساسيه للحياة ، والإسنزاف النفسي والعصبي على مدار الساعه مثل لجنة الوساطه لدينا أيظاَ مجلس وطني –يقال أنه للثورة – فهم الأهتمام بالأطراف الدوليه والأقليمية معكوساَ .فبدلاَ من أن يعطي وجهه للساحات أدار لها ظهره متوجهاَ بأنظاره كلها إلى مجلس الأمن والخليج وما تقوله تصريحات المسؤلين الأمريكان والأوروبيين وما تكتبه صحفهم . الخارج عامل متفاعل ..صدى للحدث الداخلي ، مساند له ومكمل ، غير أنه تحول بنظر الساسه المزمنين إلى بديل للداخل ومخلص ينوب عنه في إنقاذ اليمن من نظامها المستذئب ضد شعبه قنصاً وقتلاً وقصفاً وحصارأ خانقاً 

مايقدمه اليمنييون الشجعان كل يوم في ساحات الثورة من تضحيات ، وصمود ، وإصرار على الأستمراريه في ثورة الخلاص من نظام يختطف اليمن وشعبها هو جوهر الحدث ومتنه وأساسه، شرط ثباته ونصره . وهو أيظاً مايجبر الجوار الجامد على المبادرة والمجتمع الدولي ومجلس الأمن على الإعتراف بثورة اليمن ومساندتها والتسليم بحتمية نصرها .

والفرق هنا أن هذا الأثر اللاحق في الخارج هو صدى للثورة ونتيجة لها ، بينما تعتقد بعض العقول الصدئه أنها تفعل خيراً باليمن وشعبها بالمراهنة عليه عاملاً أساسياً في مسار الثورة وانتصارها . وهي نظرة قيادات أقامت طويلاً في الرتابه والعجز ونسيت القدرة على المبادرة والرهان على إرادة الشعب الصلبة . وهذا الإتجاه المعكوس لن يصل بالساسه المخضرمين إلى تحقيق التغيير المنشود وفق الخدعة الكبرى المسماة " بأقل تكلفة " بل سيصل بهم إلى الغرق بين سطور الصياغات التوفيقية لقرار مجلس الأمن والنفس الإرضائي لتدليل النظام . والمؤكد أنهم سيغرقون وحدهم إذا لم يرفعوا أرجلهم من الوسط اللزج المطاط ...ذلك أن الإراده الجمعيه الحره التي تتصاعد أنفاسها وحرارتها وتضحياتها في ساحات الثورة اليمنيه لا تعترف بالغرق والهزيمه ..ولم يستقر في هذه الروح الحرة لليمنيين سوى كلمة واحدة : النصر لليمن وثورتها الكبرى