فتنت روحي .... عبد العزيز الشامي (الفاتحة الى روح الشهيد )
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 13 سنة و 3 أسابيع و 6 أيام
الأحد 30 أكتوبر-تشرين الأول 2011 04:24 م

في تاريخنا أسود ، وفي حاضرنا أسود ، كلاهما نبتا من ذات الشجرة الملعونة ، وعلى حامل الوطني والثائر ، والخرافة والتقديس ، اخزى الله الاول وقتله ، وجعله عند الامة برتبة مسيلمة والملعون ، وسيخزي الله الثاني على نحو جده الاكبر .

بيض الله وجهك عبد العزيز الشامي ، وأفاض عليك رحمته ونعيمه ، وجعلك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .

وحفظ الله أولادك ، وجعلهم قرة عين كل من يراهم ، وأكرم والديك ، وشفعك فيهم ومن تحب من اقاربك .

بيض الله وجهك أيُهذا الكريم ، وزاد فوق السواد سوادا وجه الاسود الغراب ، ووجوهاً أخرى قبل أصحابها الدنية ، وعاشوا الدناءة .

يا ..الله كم في شعبنا اليمني من عظيم !

لم نرهم وما كنا نعدهم ، نبلاء ولكن من نوع آخر ، يدفعون أنفسهم عن الأبواب ، والظهور والشهرة ، تحسبهم كما غيرهم أرقاما عادية ، لا تحملهم همة ، أو تسير بهم غاية ، فإذا فار التنور ، واحتدم الأمر ، ونادت اليمن ، أين أنتم أكبادي ويحكم هلموا الي ، بلغت عندنا الحلقوم ، أما هم فقد أقبلوا يهرولون بابتساماتهم العريضة يحملون رؤوسهم على أكفهم ، بعد أن استلوها مهجا من جنباتهم ، ترفرف من حولنا على هذه البقاع والتراب الطاهر ، لبيك وا حبيبة ، يا أغلى من الروح والوالدة والولد .

نعم إني رأيتهم هناك ، في جمعة الكرامة ، وفي تعز الحالمة أرواحا تحلق بعد أن احرق أجسادها نيرون ، وفي شوارع عدن رأيتهم ، وفي كل هذه الطاهرة رأيتهم ، رأيتهم في القاع أشلاء وقطع لحم ، وبقايا للمعول والخنجر والساطور .

رأيتهم في أنس وعزيزة ، وجميلة ، وام العلفي عبدالله ، في نزار سلام رأيتهم ، وفي عاصم الحمادي ، وعبدالله واحمد ، في الشيخ والشيخة ، والثكلى والأرملة رأيتهم .

نعم إني رأيتهم في الحجر ، والشجر ، والنبتة التي تنزف .

قبح الله عينا لا تراهم ، ولسانا يزدريهم ، ومثقفا لا يدل الناس اليهم ،ودعي فقه ودين يغمس لقمته بدمائهم .

وقبح الله ذا الاسودين (قلبه ووجهه ) وآله .. كيف يسير به عقله ؟ وأنى له أن يحيا ويخطو بعد ان أتى على الحجر والدار، والبسمة والنسمة ، والٌقرآن والسنة ، وكل جميل على هذا التراب ؟

أما أنت عبدالعزيز الشامي فلله أبوك ، بل بخ بخ ، وتربت يداك باليمن ..أي موتة عظيمة نلتها ، وحياة خالدة في الدارين اخترتها ، وذكرا طيبا من بعدك لك ولعقبك ولمن يدلي اليك بطرف ابقيته .

على مثل هذه الموتة فداء للوطن فليتنافس المتنافسون .

أكرم بها موتة لليمن ، كنت فيها انت الفداء لهذا الشعب العظيم ، ولبلاد تستحق الكثير ..

تواعد الطاغيتان وقد تشابهت قلوبهم ـــ كما ستجمعهم نفس القصة في خاتمة المشهد ـــ على أن يتعاضدا ، وان يمد هذا ذك ، وذك هذا كلا وبضاعته ..

لكنه قدر الله ، في وجه الفاجر من عباده ..وإن ربك لبالمرصاد .

أرسل طاغية سوريا لأخية في اليمن عشرة ــ أو يزيد ـــ طيارين شبيحة لتعزيز بلاطجة الغراب الطاغية ، ليقتل بهم من شاء من البشر ، بل لعله لم ولن يستثني على نحو ( الحصبة وصوفان وما عليها ) .

جاء الطيار المرتزقة ، وقد وسع جيبه ، ولعابه بلزوجة يسيل من فيه ، وعليه ابتسامة الغبي الفاجر ، وفي قلبه سواد لا يختلف عن ما عند ذي الاسودين .

لكن الله سبحانه وتعالى وهو الودود اللطيف رؤوف باهل اليمن ، وهل كان اليمنيون الا مصلحون ، لبيك اللهم الف لبيك مع كل داع وفي كل حين .

فكان ان سبق قدر الله ، وأرسل على الشبيحة المرتزقة ، عبدالعزيز الشامي ، كما الطير الابابيل ، فجعلهم الله خبرا وعبرة للحاضر والقادم .

تحن اليك روحي وإلى مثلك عبدالعزيز الشامي ، والزم نفسي لك بالدعاء ما بقي لي قلب .

حبيب قريب ، وهو بعيد لم تعرفه ، نجي اليك همس الروح للروح ، الله أكبر لله في خلقه أسرار .

ثم اعظم بهذا الوطن الذي في ظل رحمة الله جمعنا همه ، وامتد في اعماقنا رسمه ، وتقاسمنا جرحه .

اللهم احشرنا بصحبة من صفت نفسه كلها لك ، وسارت همته في سبيلك ،مع صاحب النقب ، ومن جاء بعده على نيته ، وهيئته ، وسمته .

عبد العزيز ..

قد هيجت في النفس اللوعة والشجن ....

وبعثتها رسالة مدوية ، ترى هل سيلتقطها من بعدك كريم ؟

لا أدري نوع المشاعر التي ستجتاح رفاقك ، وقياداتك ، والقيادات العسكرية الاخرى ، وكل فاعل على موقعه ..

أحسب بل واجزم ، ان ارضنا خصب وبها خصوبة ، وأن ارحام ذات المقارم لم تجف بعد عن كرمها ، فهي على عادة وكرم أمها خولة وخناس ..