وزارة الدفاع الاميركية تبلغ وزارة الدفاع السعودية التزامها في القضاء على قدرات الحوثيين ومنع إيران من تطوير قدراتها النووية
إعلان أسماء الفائزين بجائزة محافظ مأرب للطالب المبدع .. فوز 18 متسابقا بينهم 10 فائزات من أصل 630 متنافسا ومتنافسة
السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي.. وملف اليمن حاضراً
جامعة عدن تنتصر للعلم وتلغي درجة ماجستير سرقها قيادي في المجلس الإنتقالي وتتخذ قرارات عقابية ''تفاصيل''
(تقرير) أزمة البحر الأحمر أعادت القراصنة الصوماليين وعلاقتهم بالحوثيين جعلتهم ''أكثر فتكًا''
تحسن مفاجئ في أسعار الصرف
كميات ضخمة من المخدرات والممنوعات وكتب طائفية تقع في يد السلطات في منفذ الوديعة كانت في طريقها إلى السعودية
إسرائيل تنقل المعركة الضفة .. دبابات تدخل حيز المواجهات للإجهاز على السلطة
سوريا تعلن افتتاح بئر غاز جديد بطاقة 130 ألف متر مكعب
بعد الإمتناع عن اخراجهم ..رسالة إسرائيلية جديدة بشأن الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا وهذه شروطها التي لا تصدق
إنه الموت، ورهبة الموت، فالموت هو الموت كماعرفناه منذ نعومة أظافرنا، حين يأتي لايستأذن ولا يطرق الأبواب.. فيرحلون.. القوافل تلو الأخرى، وأرواح تليها أرواح وهو نفس الموت الذي داهم طالب الجامعة الشاب لا أدري لماذا عندما قرأت نبأ موته رددت بمرارة:
«أحنُّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي»
وقتها لامسني شعور ما في داخلي مزّقني أشد ممزق، ناهيك عن الرعب الذي زلزل كياني.. وأنا أتخيل أني أسمع صوت بكاء أمه، وتوقفت كثيراً عند نوع البكاء الذي تبكيه.. هل هو بكاء بدموع وصوت..!! أم بكاء بلا دموع ولا صوت..!! وكلاهما من أصعب أنواع البكاء لأنهما لن يتكررا ولن يعودا.
وسألت نفسي سؤالاً: لماذا الرأي العام لم يهتم لبكاء أم الطالب المقتول.. واهتم أن ينشر لنا تلك الصورة السلبية لأولياء الدم المسفوح وهم يزيدون الطين بلّة بانتهاكهم الحرم الجامعي واغلاقهم لأسوار الجامعة لمدة ساعة كاملة وكأن من يحكمنا هي شريعة الغاب..!! ولا نمتلك قانوناً له قنواته لتحقيق العدالة.؟!
لماذا لم يخبرنا الرأي العام عن وضع الأم وهي تبكي ابنها الشاب وتسأله بكل حنان أن يخبرها كيف تحمّل ضمة القبر وهو مازال في ريعان شبابه..!!؟ وهل يعاني من وحشة ورعشة اللحد..!؟ لماذا انصب الرأي العام ليبرز لنا قوة نفق القبيلة المظلم.. متجاهلاً فضاء الوطن وجندي الوطن حين وقف ليقوم بواجبه ليجد له أخاً في وطنه ومن نفس عمره لا يعترف بقانون ولا دستور ولا ينتمي لدولة.. حاصراً نفسه حول خبز أمه، وقهوة أمه، الذي غادرها وهو جاهل بأنه سيلقى حتفه باسم «الفتونة» وأنه أقوى من إطار القانون والواجب ولديه آلية من الصح والخطأ يمشي عليها وحده، متجاهلاً بأنه ضمن هذا الإطار سيلقى حتفه ولن يبكي عليه سوى أمه التي نسمع صراخها اليوم وهي تناديه وتسأله«أحقاً ياأغلى من على الأرض افترقنا..!!؟ أحقاً بقيت وحدي أبحث عنك في كل الاتجاهات فلا أجد سوى شبح غيابك المقيت..!؟» فينهار بعضها على بعضها، ويخذل كلها كلها، وتتساقط فلا يبقى أمام الموت أحدً مرفوع الجبين.
وتذكرت الأم الأخرى «والدة الجاني» وتخيلت بكاءها بدموع دون صوت.. فالحزن لديها أكبر من الصوت، والصوت لايعبر عن الحزن.. وهي تعيش رعباً أن يكون بيتها في الغد القريب فارغاً.. وفي قرارة نفسها تعلم أنه يستحق ما أقدم عليه..! وبرغم علمها هذا فإنها تبكيه بلاصوت، خاصة وهو كان يردد دوماً لها مقطع محمود درويش:
«أعشق عمري.. لأني إذا متُ أخجل من دمع أمي» كلما أوصته بوطنه خيراً وبأن يقوم بواجبه على أكمل وجه فماذا عن دموعها التي سكبت على قارعة النبأ الأليم..!؟ فهل كانت أماً غبية وهي تغرس حب الوطن في نفس ولدها.. يا اللّه.
إني أسطر خفايا قلمي اليوم بنفس خائفة، وقلب مرعوب لأوجه أسئلتي إليكم: هل ما حدث في الحرم الجامعي يدل على تدني الوعي القانوني الذي يجعل من ثقافة حكم الغابة الشرعة التي يتضاءل أمامها الإطار القانوني..!؟ ولماذا كل هذا الهروب ياشبابنا من فضاء القانون إلى نفق القبيلة المظلم..!؟
مرعبة كل تلك القضايا.. فبالأمس بكيناهم.. وفي الغد سنبكي آخرين.. وعجلة الجهل لا تتوقف إلا عند نبأ الموت.