روسيا تلوح باستخدام النووي وتؤكد: ''صبرنا له حدود'' موقف واحد للرئيس السيسي والملك عبدالله بشأن غزة والقضية الفلسطينية أول جامعة في اليمن تدرج مقرر السلامة المهنية لطلاب الإعلام احتمالية وجود ''شبهة جنائية'' .. تفاصيل الحادثة المأساوية التي تعرض لها اللاعب السعودي فهد المولد وحالته الصحية واشنطن ترد على البخيتي وتكشف حقيقة قبولها الاعتراف بحكومة صنعاء اليمن تضرب السعودية بالأربعة مجزرة مروعة وجديدة وسط غزة .. إسرائيل تقتل وتصيب عشرات وتمنع الإسعاف السعودية تعلن عن حدث تاريخي في أول محطة للطاقة النووية حطم أجهزة المخابرات..معلومات جديدة و صادمة عمن حاول اغتيال ترامب قناة الجزيرة تعلن عن إطلا ق منصتها الجديدة الجزيرة 360.. مكتبة ضخمة للبرامج والوثائقيات 1
منذ أن ابتدأ الحوار الوطني وكل وسائل التواصل والاتصال من إعلام، إلى شخصيات مؤثرة...إلى عامة؛ يتحدثون عن كون الحوار هو المخرج الوحيد لنا من الأوضاع المتردية حالياً؛ ورغم تعدد الشخصيات المؤثرة وتعدد مشاربها الفكرية واختلافاتها السياسية إلى أنها اتفقت بشكل مميت على ألا حل سوى هذا الحل!
هل حقاً الفيدرالية هي الحل الأمثل حالياً؟! والأقاليم المزمع تدشينها إلى أي درجة ستعمل على خلق بيئة تنموية ! أم أن الأمر برمته هروب من مشاكل جاهزة إلى مشاكل مجهولة!
الحقيقية الأزلية التي لن يختلف فيها اثنان هي أنه لا يوجد حل واحد فقط لأي مشكلة؛ بمعنى أنه ثمة حلول أخرى يمكن الأخذ بها على غرار الحوار الوطني أو بأساليب أخرى، لكن يبدو أن الإرادة السياسية –كالعادة- في اليمن تقبل بالحلول الجاهزة، كيف إذا وجدت غطاءاً دولياً داعماً لها، غير أن هذا الغطاء في الحقيقة لا يبحث عن مصلحة البلد الذي يظلله بغطاه؛ بل في الأساس هو لا يبحث إلا عن مصلحته هو ولو كان على حساب ذلك البلد!
لا يجب أن نلوم الخارج على ما وصلنا إليه؛ بل يجب أن نلوم أنفسنا كيف ارتضينا أن يؤل حالنا إلى هذا القدر من الإسفاف بقيادة شخصيات سياسية لم تفرق بعد بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة،ومثل هذه الشخصيات لن تصبح لها قيمة إذا اكتشف الشعب فجأة أن التوافق الذي تم لم يتم إلا على حسابه.
وبعد أن حدثت حروب طاحنة كنا نظنها لأجل الوطن، خرج القوم بحل جذري لكل المشاكل التي تواجهنا، ( الفيدرالية) لفظة فضفاضة تحتمل الكثير من الصور الإيجابية والسلبية في آن واحد؛ لا أدري لماذا نركن كشعوب عربية بشكل عام، ويمنية بشكل خاص إلى الحلول الجاهزة...
ربما لأن مثقفينا وسياسينا أدمنوا مجالس القات التي تستمر لأكثر من نصف عمرهم، يناقشوا فيها كل المشاريع...والطموحات، وبعد أن ينقضي المجلس تبقى آخر فكرة هي المسيطرة حتى وإن كانت غبية!
الفيدرالية كحل أضطررنا إليه بسبب ارتفاع سقف مطالب الجنوب؛ ليس حلاً أمثل...نعم يجب أن نقولها ولو أغضبنا الجميع، الفيدرالية التي قيل أن مفكرين وباحثين ناقشوا إمكانية أن تساعد في التقليل من تردي الأوضاع في اليمن يمكن أن تكون القشة الأخيرة التي ستقصم ظهر البعير.
في الابتدائية كنا ندرس حكاية الراعي الذي جمع أبناءه وكسر الأعواد منفردة ثم جمعها وأعطاهم حكمة أن الاتحاد قوة، نكبر وتصبح هذه القصة مجرد ذاكرة مفرغة من مكنوناتها...لماذا؟!
لأن مفكرينا وباحثينا كبروا على الحكم البديهية ! أم لأن العالم بمظلته الكبيرة لا يريد سوى هذا الحل الجاهز وإن كان سروالاً ضيقاً يجب أن نرتديه حتى نصبح كما يريدوا!
في فترة سابقة تقدمت مجموعة من الأحزاب برؤية حول النظام المحلي واسع الصلاحيات، لم لا تطبق هذه الفكرة بدل الركون إلى فكرة نجحت في دول وليس بالضرورة أن تنجح في اليمن لأن مؤشرات سلبية تنبئ بذلك،أفكر بشكل منفرد في الانفلات الأمني والسياسي والاقتصادي القائم حالياً ونحن في ظل قيادة واحدة وقرار واحد ؛ كيف إذا تشظى وصار ألف قرار بناءاً على أهواء زعماء الأقاليم هل حقاً يمكننا أن نتسمى مجدداً بالسعيدة! لا أظن...لأنها ستكون كذبة كبيرة.
التمديد في حال نفذ لن يفيد في شيء طالما بقي القرار السياسي ضعيفاً كما نرى، لكن في حال وجدت إرادة سياسية حقيقية لخلق تغيير حقيقي ربما تمكنا من الخروج سالمين من عنق الزجاجة بدون أقلمة وتشظي، وبدون مركزية خانقة، في تلك اللحظة يمكننا أن نقص لأبنائنا عن حكاية العيدان المنفردة والعيدان المجتمعة دون أن يقولوا عندما يكبروا: كلام ورق!!!