الرهينة عماد بن هامل مع التحية للأخ غالب القمش
بقلم/ الحاج معروف الوصابي
نشر منذ: 14 سنة و 7 أشهر و 21 يوماً
الخميس 25 مارس - آذار 2010 08:04 م

لقيته في الديار المقدسة في ذات عمرة فتعارفنا فأحببته ، ثم تجددت الصلة به في أكثر من مناسبة في صنعاء وتباعدنا .

عماد بن هامل ، من أبناء حضرموت ، ومن تلك العائلات التي تحظى بالمحبة والمهابة والتأثير ، هادئ ، وقور ومقل في الكلام ، متدين وسطي وموزون ، ومن قيادات الإصلاح في المحافظة ورموز المشترك ، يعشق اليمن ، وتملأ الوحدة عليه كيانه ، ولقد حصل على أكثر من تكريم من الجهات العليا لمواقفه الوحدوية .

أتصل بي قبل أيام أحد فضلاء حضرموت ، وبعد الدردشة عن الأوضاع فاجأني بقوله ( عماد بن هامل معتقل)

كيف حصل ؟

أنقض عليه أشاوس الأمن السياسي فجأة والقوه في غياهب غرفة مغلقة .

قلت ربما كان عماد من أسقط علم الوحدة ورفع علم الانفصال ومعه العلم الأمريكي ، أو كان عماد هو من قتل القباطي تاجر الحلويات وأولاده ، أوكأن عماد هو من أحرق محلات أبناء المحافظات الشمالية ، وقطع الطريق ونهب السيارات ، أو أن عماد قام بتفجير خور المكلا ، ثم أردفت خيبة لك ياعماد ، عكست أملي فيك ، وأحبطتني نحوك .

أجاب صديقي لا هذا ولا ذك ، عماد ما يقتل بسة (قطة ) إنما أخذوه كرهينة بأخيه شاكر بن هامل الذي تطارده الأجهزة الأمنية يتهمة الانتماء للقاعدة .

الحق أن كلمة رهينة كانت كصعقة كهربائية أرعدت في ، فهل بعد كل هذه المسافة التي زعموا أن شعبنا اليمني قطعها في مضمار الحقوق والحريات والمواطنة والتنمية نعود مرة أخرى إلى عهد الرهينة وزمن العكفة والتعاويذ وخيرة الله عليكم .

اعتذر لسبتمبر وأكتوبر ومايو وأطأطئ رأسي خجلا .

ما يجري هو الفضيحة والعار والبرهان القاطع لصالح من يدعي أن اليمن تعود القهقري ، وتتدرع من جديد بالقهر والتخلف لإنتاج الرعوي بدل المواطن ، وعاملنا هناك بدل المؤسسات هنا .

ما ذنب عماد بن هامل إن زعموا أو صح أن أخيه شاكر ينتمي للقاعدة ، وعماد الإعلامي المستنير ، وصاحب الفكر والمنهج الذي يتناقض تماما مع عقيدة وفكر القاعدة .

والله سبحانه وتعالى قد أوصى ب ( معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده ) و( وان لا تزروا وزارة وزر أخرى)(وكل نفس بما كسبت رهينة ) وكذلك فعلت القوانين والأعراف .

ماذا يعني ويعكس هذا السلوك ومثله في محافظة حضرموت في وقت تنبعث وتتحرك فيه صيحات الانفصال فيما يشبه حركة اجتماعية في كل المحافظات الجنوبية ؟ فضلا عن أن النسيج الاجتماعي الحضرمي بطبيعته يتفاعل على انه عشيرة واحدة .

تكون ردود الفعل الرسمية بمثل هذه المعالجات التي تجر الساكن والباقي على وحدويته لان يتحرك ، وينتفض، بعد أن تدميه ، وتعكره ، وتفسد عليه حياته ، وبطبيعة الحال يتقدم الشخصي على المبدئي بفعل الضعف البشري وطبيعة الإنسان الذي خلق من عجل .

وبعيدا عن الوحدوي من عدمه ، أو الموالي للنظام من نقيضه ،فإن الظلم والتعسف بكافة صوره مرفوض ومدان بمعايير الأرض و السماء ، والشطط الرسمي لا يأتي إلا بشطط اجتماعي .

إني أربأ بجهاز يقوده السيد غالب القمش ، الذي يكن له الجميع الاحترام والتقدير ، والمهابة ، لا لمنزلته الرسمية فحسب ، إنما لاعتباره الشخصي والخلقي ، ومنزلته من الحكمة والعقل .

اربأ بالسيد القمش أن تجره وسائطه ومعاونيه ـــ على حين غبش من الرؤيا أو الظنون أو الحسابات الشخصية لدى هؤلاء ـــ إلى الظلم ، وهذا مرتعه وخيم ، والظلم الرسمي اشد فتكا وعقوبة من الله عن غيره من أصناف الظلم الأخرى ، لأنه يسحق ويمحق ويذل ، وتصل آثاره إلى شعاب مختلفة .

والظلم منه ما عقوبته أن يهلك ، ومنه ما يتبع الأهل والمال والحرث والنسل ، فلا يبقي ولا يذر ، وكلا بحسبه .

ومنه في الدنيا أيضا ما تكون عقوبته بان يسلط الله على الظالم من هو اشد بطشا وفتكا منه ، وقد كان في عدي وقصي صدام معتبر لأولي الألباب ، وتلك ديارهم ليست بعيدة ، وأيامهم لا زالت قريبة .

ما يقلق أكثر اليوم على مشهدنا اليمني أن هناك أشخاصا أو عائلات بريئة لا ناقة لها ولا جمل قد يكون بينها حسابات مع متنفذ ما ، فيسويها هذا الأخير مع فرصة مطاردة الارهابين ، فيقضي في ظل انحطاط قيمي من خصومه ما يشاء .

وقد بلغني أن الشائع اليوم في حضرموت بخصوص قضية عماد بن هامل هو أن الإبقاء على اعتقاله يعود لأسباب شخصية ليس أكثر ، مردها أن شاكر بن هامل المتهم بانتمائه للقاعدة قد توعد وهدد مدير الأمن السياسي شخصيا ، فامسك هذا بعماد وتحفظ عليه كرد فعل شخصي ..

والحقيقة أننا ندعوا الله ونتمنى السلامة لكل أبناء مؤسساتنا الأمنية ومثلها العسكرية ، ونحس بالقلق تجاههم ، ونتمنى في كثير من الحالات لو نفتديهم بالغالي ، ولقد تألمنا كثيرا للعامري ، وباوزير في حادث القاعدة في سيؤن وكذلك الشرجبي في مارب ، لكن كان يجب على إدارة هذا الجهاز في حضرموت أن تعي واجبها تماما ، فلا تجيره للشخصي ، وأن تنظيم القاعدة قد أعلنها في أكثر من مرة أن هدفه في جولاته الأخيرة هم القيادات الأمنية والاستخباراتية ، وانه متى ما قدر له الوصول إلى واحد منهم فلن يتوانى في قتله ، ثم أنهم وهذا الأهم لا يفرقون بين عمرو أو زيد ، وإنما قضيتهم كما يعتقدونها عقدية مبدئية ، ولا يجيرونها لشخص بذاته على أساس مكايدات شخصية .

Wesabi111@gawab.com

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
كلادس صعب
محاولة اغتيال ترامب.. مآلاته وتداعياته على وعوده
كلادس صعب
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
علي محمود يامن
عبدالله جزيلان …القائد الفذ والبطل المغيب
علي محمود يامن
كتابات
د.عبدالمنعم الشيبانينصر طه: قراءة نقدية
د.عبدالمنعم الشيباني
عصام محمد الخالدالتربية الوطنية..أولا
عصام محمد الخالد
وليد الفضلييمن الحرية
وليد الفضلي
معاذ الخميسيإليكِ! ...
معاذ الخميسي
مشاهدة المزيد