ماذا يعني قرار مجلس الأمن الأخير بشأن اليمن؟ إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس
مأرب برس – خاص
إن اضطررنا للمفاخرة مع محيطنا الإقليمي والعربي فان لنا في اليمن إعلامنا الأهلي ، ولدينا منه شقه الالكتروني الذي عكس لنا صورتنا من الحيوية والإبداع والتألق كشعب أو شك يوما أن يدفن نفسه في زنزانة القهر والجمود من بعد أن حاصره اليأس من كل جهاته ، وقد أوشك أن يتطبع على تلك النظرية السخيفة التي تنسب للعصر اليوناني وجوهرها إنما الإنسان بطبيعته سيد ومسود ، هكذا جبلته الطبيعة 0
والإنسان بطبيعته سرعان ما يتبرمج عصبيا تبعا للنظرية الحديثة فيما يسمى علم البرمجة العصبية ، فمقولة اكذب ثم اكذب هكذا جهارا وعلى الملأ يصدقك الناس ، مقولة صادقة بالنسبة للنتيجة عندما تبرمج لتستهدف الوعي العام ، سر على ذلك في مجموعة من الأفكار تريد إن تصل بها إلى سلوك أو يقين ما 0
والمواطن اليمني حوصر بمجموعة من هذه الموجهات أو الأفكار التي تستهدف وعيه ومن ثم سلوكه سواء في عصر الإمامة أو الاستعمار ، ثم أخذت هذه الأفكار أبعادا واتجاهات أخرى للمسار السلوكي عقب الثورتين وما يسمى اليوم عصر النهضة أو الفضة أو هذه الحقبة الذهبية ، ظلت التعبئة الإعلامية الرسمية ، والجهود التربوية المختلفة وكل المضامين الفكرية والنظرية للأداء السياسي والإداري يصب في نظرية الأبوة الأبدية والمطلقة ، والكاريزمية التي تسع كل شيء وتتجلى في كل شيء وتفيض على كل شيء ، حتى فقدنا الثقة بأنفسنا وإمكاناتنا وإنساننا بالجملة ، وقد أدى التركيم السلبي في ذهن المواطن اليمني بقيمته من خلال المفردات والعبارات المختلفة التي يطلقها سيدنا في البيت الخليجي علينا كمواطن وعلى دولتنا ومؤسساتنا إلى مزيد من تعميق الحالة النفسية الغير سوية بتلك المضامين السلبية التي تقع عليها ، فاليماني مثله مثل الجاوة أو التكروني حده في مقدار محدد عند التعامل معه كآدمية منتقصة ، والأمر يسحب نفسه بسواء على المجتمع اليمني وجهازه الرسمي إن حسبت مؤسسات – مجازا - ومن ثم فلا غرابة أن لايقبل في المجلس الخليجي ، أو يصدر قرار المنع لكل يمني يفكر في دخول أراضي الجيران ولو كان يحمل جوازا دبلوماسيا ، حتى الوفود الإعلامية وان كانت في أعلى تمثيل 0
ولا غرابة أيضا أن نتحول إلى مادة مسرحية أو درامية للإخوة في مصر أو غيرها إن احتاج محمد هنيدي أن يصدر كوميدياه ويجدد مذاقها ويزداد تألقا 0
لكن هذه الطفرة الإعلامية المتميزة والتي اندفعت فجأة في هذه السنوات استطاعت فعلا وبكفاءة أن تعيد لإنساننا اكتشافه لنفسه واحترامه لها أولا لدرجة الإحساس والشعور بتقدمه معنويا وإنسانا على ابن منطقته المحيطة 0
إن الحراك الإعلامي الذي حصل في مواكبة الحراك العام قد ساعد كثيرا في حصول نقلة نوعية للمواطن اليمني في كافة المسارات ما كان لها أن تتحقق لعقود لو كانت بممكنات وأدوات أخرى 0
غير أن الردة الرسمية على الحريات والحقوق وباتجاه غلق النافذة والباب في الفترة الأخيرة يبعث من جديد حالة الإحباط والعدمية في وعي المواطن ، والتي كان الاعتقاد أنها قد اجتثت ، غير أنها هذه المرة قد تنبعث إلى حالة أخرى في أي صورة من الانفعال إذا تمرد ، فالذي كان ربي على انه كتكوت وابن دجاجة وديك رغم ما كان يحسه في أعماقة من طاقة جامحة ورغبة عارمة في التحليق ثم يكتشف فجأة انه لم يكن إلا صقرا دلس عليه لحين من حياته لا يمكنه البتة القبول بان يتحول إلى ابن دجاجة يبقبق مرة أخرى 0
علي الذي يريد أن يقمقم الحريات والحقوق من جديد أن يسد أولا كل الفضاءات الإعلامية من قنوات وصحافة مختلفة ، وان يحول عنا العولمة إلى هناك ، وان يأخذ لنفسه كل الضمانات ، وان يأخذ بكل أسباب القدر وحركة الحياة والتاريخ0
لست مع الحرية الإعلامية التي لا تنضبط والتي قد تسيء للأشخاص والمؤسسات والهيئات وقد تصل إلى الإساءة لفخامة رئيس الجمهورية في متغيره الشخصي أو التعرض أو التعريض بالوحدة الوطنية وأمننا القومي ، لكن وبافتراض حصول مثل هذه التجاوزات وهي حالات نادرة جدا فان الواجب الترشيد والسعي رسميا وفي إطار توجه عام إلى إيجاد تبعة أخلاقية والتزام أدبي تحسها الصحافة ويشهرها الرأي العام في الوقت الذي تسير فيه المؤسسات القضائية أو الرقابية في مسارها في الحدود الضيقة ، بل وعليها أن ترجح الذي للمصلحة البعيدة ، خشية أن نقضي على هذا الوليد وهو لازال في المهد ، فمن اجل بناء القواعد والمداميك والصرح العظيم لمشروعنا الذي في ا لطريق لا بد من التضحية ، والتحمل وإعطاء الفرصة 0
لكن أن تختلق الأسباب والمعاذير أو يهيأ عمدا لها على طريق وأد الحريات وتكميم الأفواه وقمقمة الرأي العام من جديد فهذا الغير مقبول والمرفوض بالإجماع 0
هناك مواقع الكترونية تم إغلاقها لا ذنب لها إلا أنها خدمت التنمية بأبعادها ، وقدمت نفسها على مستوى تقني ومهني رفيع 0
فيمن بورتال على سبيل المثال قدم نفسه لنا كمحرك بحث في منتهى الروعة والخدمة وقد اشبع حاجات بل ولبى رغبات كانت تعتمل ، للباحث ، والمراقب ، والقارئ ، وللجهات الرسمية قبل غيرها ، فتجميع كل الكتابات والإبداعات اليمنية من مختلف المواقع والصحف ، في مجالات الفكر والسياسة والأدب والفعاليات الأخرى المتحركة على صفحات موقع واحد يعد خطوة نوعية وعمل إبداعي يصب في الصالح العام في كل الأحوال ، وهي خدمة يشكر صاحبها بتوفيرها الوقت ، والجهد ، والمعلومة ، والمال 0
ومواقع أخرى حيوية وايجابية ليس عليها من سبيل في أدائها منها أيضا موقع الحدث للأديبة والشاعرة والصحفية نبيلة الحكيمي المشهورة بنضوجها وأدائها المتوازن ، وقد يكون هذا الموقع ثاني موقع يشغله عنصر نسائي تقريبا بعد بلا حدود لصاحبته توكل ، والحال كان يقتضي التشجيع والدعم لامرأة حاولت أن تقدم نموذج حركي راقي لأداء المرأة في بلادنا في وقت نزعم فيه بمزاحمة المرأة لنا واستيفاءها لحقوقها في مواجهة الاستحقاقات الدولية 0
ومواقع أخرى لا يسع المقام لها حجبت بقصد تكميمنا معها ، لكن الحقيقة التي لا يجهلها احد أننا ما زلنا نصل إلى هذه المواقع ولا زالت تصل علينا بطرق أصبحت تقليدية فيما يعني في نهاية الأمر أن لا احد اليوم يستطيع مهما كانت إمكاناته أن يسد الأفق ، وهذا يعني أن عوائد حجبها ليس سوى آثار وردود نفسية باتجاه من يحمل بيده المغاليق سعيا لسد النافذة والباب في الوقت الذي لم يعد بملكه ولا بملك احد0
ونسجل هنا احترامنا وتقديرنا لمعالي الأستاذ اللوزي كشاعر وأديب له مكانته في سماء الثقافة والأدب ، لكنه أعيد إلى الوزارة في غير زمانه ولمرحلة أخرى لم يبنى عليها أو يسهل عليه التكيف معها وهي تختلف تماما عن تلك التي جاء منها وركب عليها في ذلك العهد والزمان 0
ولعله جاء وهو يعتقد انه تقدير من القيادة لاحتياجات المرحلة والوزارة كرجل إنقاذ له خبراته ومدرسته ، فهب على الإعلام يستدرك ما فات ويصلح ما أفسده الزمن ، بأداء الثمانينات وتألقه في تلك الفترة وكأنه احد أركان العهد العباسي 0
والذي كان على مقاسه في أن يكون مستشارا أو على مركز دراسات تاريخي 0
نتمنى أن يستوعب الجميع المرحلة وطبيعتها بما يخدم ويفيد ، وان تفتح النوافذ مع تسليمنا بعدم قداسة أي صحفي مهما كان ، وأن جعل حرية الصحافة كا الحديث عن السامية خطوطا حمراء لا تمس ، أمرا مرفوضا تماما فأي اعتداء على حرية شخص أو جماعه أو غير ذلك يحمله الجاني من كان لكن بضابط وميزان ، وفي كل الأحوال وحتى الآن فان الصحفي هو المجني عليه والمطارد والمظلوم والجائع الفقير