آخر الاخبار

من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة'' مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''

عن رئيس (خليك بالبيت)
بقلم/ صلاح السلقدي
نشر منذ: 13 سنة و شهر و 29 يوماً
الأربعاء 11 يناير-كانون الثاني 2012 08:05 م

يقول (ابن خلدون) في مقدمته بما معناه :(أن كل دولة تمر في تاريخها بأربع مراحل ،آخرها مرحلة الضعف بسبب الفساد الذي يستشري في شتى مفاصلها ، وفساد حكامها الذين لم يعاصروا مرحلة تكوين الدولة ، وبالتالي ركنوا إلى الدعة والخمول ، وبالتالي فسدوا وأفسدوا والنتيجة الحتمية سقوط تلك الدولة وتلاشيها ، وقيام دولة أخرى على أنقاضها...).! فإلى قبل اقل من عام لم يكن يخطر على بال احد أن يوصل الحال بعلي عبدالله صالح شخصيا وبأعوانه إلى ان يشكوا والدموع تتساقط -أو تكاد- من أعينهم جراء عملية الإقصاء من الوظيفة والمنصب التي تتم لهم اليوم بواسطة ثورات المرافق والمؤسسات، وهم من حازوا براءة اختراع هذا المنتج السيء (الإقصاء) ومارسوه قولاً وفعلا بالجنوب الى حد ان كل شيء بعد الحرب عام 1994م كان يسير بعشوائية ورتابة مملة غير عملية الإقصاء هي العملية الوحيدة التي سارت بصورة منتظمة وممنهجة كإيقاع عقارب الساعة بدقة حركتها وانتظام أليتها، ومن ثم عُممَ منتجهم هذا بعد نجاحه بالجنوب على باقي الأرجاء بالمحافظات الأخرى وتم بذات الطرق وبنفس الروح النشطة إقصاء شركاء ما بعد عام94م لتتوسع بعد ذلك بطن الفساد المنتفخة وتتهدل أوداجه الى بين قديمه.

-الأسلوب الإقصائي الذي اتبعه علي عبدالله صالح بحق شركاء الوحدة وشركاء ما بعد 94م حتى مطلع 2011م تمثل بإبعاد كل من يختلف معه ولا يدين بالولاء والطاعة لشخصه من اعلى منصب حتى اصغر موظف وحارس وزارة بالقطاعين المدني والعسكري بقرار سياسي متغطرس يختلف تماما عن اسلوب الإبعاد والطرد الذي يتعرض له اليوم صالح واعوانه من رموز الفساد الهرمة من مسئولي المؤسسات والمرافق، والمتمثل بثورة نوعية عارمة اخذت اشكالا محتلفة كان آخرها ثورة المؤسسات ، اي ان الطريقة الاولى التي اتبعها صالح هي طريقة وفق قرار سياسي محض والطريقة التي اقصته وتقصيه اليوم واعوانه هي طريقة جماهيرية عمالية صرفة ،وشتان بين الطريقتين ،شتان بين من يُــقصى عبر قرار سياسي متسلط فاسد ينشد مزيداً من الهيمنة والاستبداد، وبين من يُــقصى بثورة شعبية صنعتها جماهير الجياع على وقع قرقرة البطون الجائعة والنفوس المخنوقة من حسرات الضيم والقمع والفساد والتجويع كالتي نراها اليوم ترعد فرائص بقايا فساد يعتريه الهلع من صرخة المظاليم وهتافات شباب تائه يتلمس طريق مستقبله بالساحات والميادين.

- ما تقدم ذكره لا يعني بالضرورة تأييداً لأي شكل من اشكال الإقصاء قد تطال أي موظف او مسئول شريف ونزيه وان كان من حزب الفساد الحاكم نفسه، ولست شخصيا مع من يتحمس بإجتثاث كل ما هو مؤتمري من على الخارطة السياسية، فهذا من شانه ان يعيدنا الى المربع الأول وممارسةأشياء نستهجنها ونمقت صناعها بل ونحن ضحاياها اصلا،( فلا تنه عن شيئا وتأتي بمثله....).

- فمثل هذه الاحزاب التي ينتمي إليها المؤتمر الشعبي العام لا تحتاج الى قوانين اجتثاث ولا إلى اساليب إقصاء وطرق إبعاد ،فهي أحزاب - إن جاز تسميتها أحزاب أصلاً- شبيهة بـ(السمكة) ستموت وتحتضر بمجرد خروجها من (ماء الحكم) كونها أحزاب تأسست بقرارات جمهوري نمت وانتفخت بهرمون السلطة واصبحت جمعية خيرية لحصاد الدوائر الانتخابية وديكور يحتوي كل الالوان والمساحيق ليتخفى رأس الحكم خلفه برداء الديمقراطية والتعددية المغشوشة. بالمجمل ان تركيبة هذه الأحزاب لا تمنحها عوامل البقاء ولا اسباب التطور فالإضمحلال هو مصيرها المنتظر، ولنا في حزبي الرئيسين المخلوعين المصري حسني مبارك والتونسي زين الدين بن علي نموذجين لنوعية هذه الاحزاب ومصيرها.

- اليوم علي عبدالله صالح بعد أن تم نزع مثالبه الحاكمة وأنيابه المتسلطة بواسطة المبادرة الخليجية اصبح رئيساً مع وقف التنفيذ عاطلا عن العمل يبعث ببرقيات والتهاني لرؤساء دون رد وانضم والحسرة تستبد له إلى فريق كان قد شكله هو بنفسه بالسنين الخوالي أسمه فريق (خليك بالبيت)،جُــل أعضائه من الجنوب، ليس هذا من باب التشفي ليس هذه من سجايا الاحرار ولكن فقط نسلط بعض الضوء على مصير آل إليه من كان يعتقد حتى وقت قريب أنه بعيد عنه، وسيكون هذا هو مصير كل من لايعتبر ويعي حقيقة ان الأيام دول بين الناس .ولله عاقبة الامور.

يقول الشاعر أبو البقاء الرندي:

 لكل شيء إذا ما تم نقصانُ   فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ

 هي الأمور كما شاهدتها دول    من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ