مواقف واحد للرئيس السيسي والملك عبدالله بشأن غزة والقضية الفلسطينية أول جامعة في اليمن تدرج مقرر السلامة المهنية لطلاب الإعلام احتمالية وجود ''شبهة جنائية'' .. تفاصيل الحادثة المأساوية التي تعرض لها اللاعب السعودي فهد المولد وحالته الصحية واشنطن ترد على البخيتي وتكشف حقيقة قبولها الاعتراف بحكومة صنعاء اليمن تضرب السعودية بالأربعة مجزرة مروعة وجديدة وسط غزة .. إسرائيل تقتل وتصيب عشرات وتمنع الإسعاف السعودية تعلن عن حدث تاريخي في أول محطة للطاقة النووية حطم أجهزة المخابرات..معلومات جديدة و صادمة عمن حاول اغتيال ترامب قناة الجزيرة تعلن عن إطلا ق منصتها الجديدة الجزيرة 360.. مكتبة ضخمة للبرامج والوثائقيات 1 أردوغان يشارك أغنية داعمة لفلسطين تشعل مواقع التواصل الاجتماعي
هناك في داخل أقبية سجون ميليشيات الحوثي الإرهابية ، ووسط الزنازن الإنفرادية الضيقة والمظلمة ، تستشعر عظمة ثورة 26 سبتمبر المجيدة وتدرك لماذا قامت بشكل أكبر ، وتتوغل داخل أعماق روحك بشكل أقوى ، وتعيش بإحساس يخالجك معها طيلة فترة بقاءك في السجن. هناك فقط تشعر بحق وحقيقة أنك ماضي على درب ثورة 26 سبتمبر الخالدة ، تحدث نفسك قائلاً : أنا في سجون الحوثي ، فترد عليك نفسك بالقول من أنت بجانب أولئك العظماء ثوار سبتمبر ، فإن سجنوك فقد سجنوا الثلايا واللقية والزبيري وغيرهم. تنظر لحيطان زنزانة سجنك ، فيرتسم في مخيلتك سجون الأمامة ، وترى السجان الحوثي كنسخة من سجان إمامي بالأمس ، وتنظر نفسك فيتجسد داخلك اليقين بأنك سبتمبري حر مقاوم للظلم والاستبداد والكهنوت والإمامة.
كنا نردد الأناشيد الوطنية بشكل عابر قبل دخولنا السجون ، ولكن في السجون كان لها مذاق مختلف. الله ما كان ألذ الأناشيد الوطنية لأيوب طارش ، التي كنا نرددها في الزنزانة بصوتٍ همس.
دمت يا سبتمبر التحرير.
يا بلادي يا كبرياء
جراحٍ شربت من نزيفها الكبرياءُ
عاد أيلول كالصباح جديداً.
كنا نردد التي تتحدث عن السجون بشكل يومي ، وعرفنا لماذا كان للسجون نصيب من الاغاني الوطنية السبتمبرية والشعر الثوري السبتمبري. هدم الشعب السجونا ووكور المجرمينا ومضى يحمي العرينا.
ان القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنتقمُ نبا عن السجن ثم ارتد يهدمهُ كي لا تكبل فيه بعده قدمُ. تعرضنا في سجون الحوثي لكل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي ، سلب الحوثي فيها صحتنا وشبابنا وعقلنا السليم وحيويتنا ، ولكنه لم يستطع أن يسلب منا الإيمان بثورة 26 سبتمبر ، بل أن ما فعله بنا كان بالنسبة لنا كجرعة سبتمبرية زادتنا إيماناً وتمسكاً.
السجن الذي أصبح ذكرى مؤلمة ، والحديث عنه أصبح مؤلم لدينا ، لا تريد ان تتحدث عن ما جرى لك بتفصيل ، لا تريد ان تشرح ما تعرضت له ، أصبح الكلام عنه يؤلمك ويزيد آلآمك. فقط ترديد الاناشيد السبتمبرية مع ذاتك بمذاق مختلف مستمتعاً بها ، هو الذكرى الجميلة الوحيدة داخل السجون. تخرج من السجن وتريد أن تنسى كلما حدث لك ، ولكن لم تنسى إطلاقاً أن اول عمل يجب القيام به بعد التحرير هو تهديم تلك السجون وإخراج من فيها. تخرج من السجن وأنت شبه ميت ، شبه ميت إحساساً وشعوراً وجسماً وكلاماً واتزاناً وتصرفاً وحركةً ، ولكن 26 سبتمبر أكثر حياةً فيك.