مارب : ندوة توعوية تحذر من خطورةالاستخدام العشوائي للمبيدات على البيئة والصحة لقاء موسع للقيادات الشبابية في محافظة أرخبيل سقطرى الحوثيون يزعمون استهداف يو إس إس ترومان وواشنطن ترد القائد العام للادارة السورية يصدر قرارا بتعيين أول إمرأة محافظة لمحافظة السويداء السورية انتشار جرائم القتل المجهولة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية .. عاجل .. شاب يمني يفتك بحملة عسكرية للمليشيات الحوثية ويشتبك معهم موقعا قتلى وجرحى في صفوفهم .. والمليشيا تتوعد بتفجير منزله 28 ضحية من المدنيين في اليمن بانفجار ألغام الحوثيين خلال ديسمبر مجندون جدد تفاجأوا بوصولهم إلى تعز.. الحوثيون يخدعون المغرر بهم بشعارات ''تحرير القدس والدفاع عن غزة'' تقرير- عدن تتصدر قائمة الانتهاكات التي طالت الحريات الصحفية خلال 2024 وصنعاء ثانيًا عاجل: 40 قتيلاً ومصاباً في حادث دهس استهدف حشداً بمدينة امريكية كانوا يحتفلون برأس السنة
ما إن ينطق أحدنا اسم (عدن) سرعان ما يتبادر إلى ذهن سامعها معانٍ وصفات عديدة مقترنة بما يدل على التحضر والتمدن والنظام والوحدة والثقافة والطيبة والبحر والجبل والتاريخ ، و قلما اجتمعت هذه الأشياء في مدينة واحدة .
عدن ليست بالمكان العادي ، يقف المرء مذهولاً مندهشاً أمام روعتها وجمالها الأخاذ وعبقرية المكان ، فقد تميزت بموقعها الطبيعي على ساحل خليج عدن وكانت السفن والبشر يأتون إليها من جميع أصقاع الأرض ، عدن مدينة تمنح الدفء والسكينة لأحبتها وتؤنس القلوب وتبهج الروح وتزرع فيها الأمان والطمأنينة وتتوهج فناً وأصالة وتراثاً مجيداً ، مدينة مفعمة بالنشاط والحيوية والفكر الزاخر والحياة المتجددة لا تهدأ في الليل ولا في النهار ، وحدها استطاعت بأبوابها المشرعة أمام الجميع أن تستقبل الوافدين إليها ليضم نسيجها السكاني خليطاً من الأعراق والأجناس والديانات الذين تعايشوا مع بعضهم في ذات المكان عقوداً طويلة بحب وسلام.
تزخر عدن بالعديد من المعالم الأثرية التاريخية القديمة ما يؤهلها أن تُصبح مدينة تاريخية سياحية والكثير من مبانيها الأثرية القديمة تستخدم اليوم كمدارس ومرافق للعمل ومنازل للسكن فلا تكاد تخلو شوارعها وأحياؤها من الطراز المعماري القديم من حارة الخساف إلى حافة حسين وشارع الزعفران وحافة اليهود مروراً بأسواقها العتيقة المكتظة دوماً بالناس كسوق البز وسوق الطعام وسوق البهرة وسوق الحدادين وسوق الحراج ذهاباً إلى مدارسها ومساجدها كمدرسة لطفي جعفر أمان ومدرسة بازرعة والمعهد التجاري ومسجد العسقلاني والعيدروس والشيخ عبد الله والهاشمي وطبعاً لن ننسى قصر الشكر ومنارة عدن وساعة بيج بن وقلعة صيرة والصهاريج وخروجاً إلى شواطئها السياحية الساحرة وصعوداً إلى جبالها الشامخة كشمسان الأبي ، هذه عدن وأكثر يفوح في أرجائها عبق الأصالة والتاريخ .
إضافة إلى عبقرية المكان قد حظيت بنصيب وافر من إبداع الإنسان فهي مدينة محمد علي لقمان ومحمد سعيد جرادة ومحمد عبده غانم ولطفي جعفر أمان ومحمد سعد عبد الله وأحمد قاسم ومحمد عبده زيدي وغيرهم ممن أعطوا بسخاء وصاغوا بموسيقاهم وأشعارهم وفكرهم وجه الحياة وأصبح لعدن نكهة خاصة مميزة وخصوصية شديدة لا تتمتع بها مدينة غيرها .
وكم باتت هذه المدينة محظوظة عندما تشرفت وسطرت على امتداد تاريخها العريق الذي يضج بالنضال كتابة عهد جديد في تاريخ اليمن الموحد بقيام الوحدة اليمنية وانتهاء عهد التشطير ورفع على أرضها علم الوحدة حيث سيخلد ذلك في أنصع صفحات التاريخ .
من المؤسف اليوم أن يمتد معول الهدم لينال من تاريخ هذه المدينة محاولاً طمس هويتها وعراقتها تحت مبرر المدنية والحداثة واستبدال القديم بالحديث ، أصبح هناك أزمة في التعامل مع شواهدها التاريخية الدالة على قدم آثارها بالإضافة إلى الإهمال الواضح في صيانة وترميم معالمها القديمة والتعريف بها وغياب الوعي المجتمعي بقيمة التراث الثقافي ولا زال الأمل يحدونا بأن تبذل الهيئات المختصة سواء الآثار أم السياحة والثقافة مجهوداً في خدمة وإبراز الدور التاريخي والحضاري والسياحي لعدن وتكريم هذه المدينة بإعلانها محمية تاريخية .