وزير في الحكومة الشرعية يوجه نداءً هاماً لجميع اليمنيين في الداخل والخارج مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء إغلاق مصانع وإلغاء وظائف.. ما الذي يحدث في قطاع السيارات الأوروبية؟ الكشف عن أكبر صفقة فساد جديدة في دولة عربية بقيمة 18 مليار دولار ضربة موجعة وغير متوقعة… مانشستر سيتي يقطع الطريق على ريال مدريد برشلونة يعلن القائمة النهائية بدوري أبطال أوروبا مصر وتركيا تشهد توقيع اتفاقيات استراتيجية وتاريخية كبيرة ومصادر تكشف التفاصيل مكتب الأوقاف بمأرب ينظم الدورة الثانية للإقراء والإجازة بالسند لتأهيل معلمي القرآن الكريم تعرف على أغلى 10 فرق رياضيه في العالم.. وأكثرها هيمنة؟ تعرف على قائمة الدول التي أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل
عشرة أيام، لم يتمكن جيش الإحتلال الصهيوني من قتل قيادي واحد من قادة الفصائل الفلسطينية التي يزعم أنه يحاربها ، كل ما يفعله استخدام فائض القوة بشكل مفرط ضد المدنيين والبنى التحتية لمسح غبار الهزيمة التي لحقت الجيش الذي روجوا أنه لا يقهر ، هذه فضيحة ثانية بعد فضيحة الفشل الاستخباراتي لواحد من أقوى جيوش العالم، والجيش الذي زعموا أنه لا يقهر.
أرادت إسرائيل الخروج من فضيحة انكشافها السبت الماضي ، فدخلت في فضيحة أخرى اعمق من الأولى ، جرائم إبادة جماعية تغرقها في فضيحة أكبر ؛ ألة تضليل ضخمة وتهويل ارقام قتلاها دون أن تثبت بصورة واحدة لأطفال ونساء ، زعمت إحراقهم وقتلهم ، لتجعل منها آلة الإعلام الغربية سردية حقيقية على نحو مثير لتهييج الرأي الغربي وحشد القوة الأمريكية والأوروبية خلف المخطط والطموح الإسرائيلي لإفراغ قطاع غزة من السكان وتصفية القضية الفلسطينية.
لم تصمد الرواية الاسرائيلية الأمريكية كثيرا ، سرعان ما بدأ ينكشف زيفها وكذبها ، دفع ذلك بالكثير من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الغربية الى مراجعة مواقفها والإعتذار عن تسرعها في نشر المزاعم الإسرائيلية دون التريث والتروي ، بدى معها الموقف الاسرائيلي الأمريكي ضعيفا ومحشورا في الزاوية. كان للدبلوماسية العربية والإعلام العربي المناصر للقضية الفلسطينية دور جوهري في فرملة اندفاع الموقف الأمريكي والأوروبي خلف آلة القتل والإرهاب الصهيوني ، وفضح ادعاءاتهم الزائفة ،ومنع خطة ترحيل أبناء غزة والبدء بما يمكن وصفه حملة ضغط معاكسة لحملة الضغط الأمريكية الإسرائيلية.
بدأ ذلك من خلال الموقف السعودي القوي الذي اعلن رفض المملكة وبشكل قاطع استهداف المدنيين في قطاع غزة ورفض عملية التهجير والضغط بشدة على ضرورة رفع الحصار على القطاع ، لحقه الموقف المصري الذي رفض وبشكل قاطع السماح بخروج الرعايا الأجانب والأمريكيين من قطاع غزة عبر معبر رفح الا بشرط السماح بدخول قوافل الإغاثة الى القطاع ، ثم الموقف الأردني والقطري واليمني ، اتفقت جميعها على الرفض القاطع لما يحدث في غزة من قبل الكيان الصهيوني ، وقبل ذلك افشال المسعى الأمريكي لانتزاع ادانة صريحة من هذه الدول الإقليمية الفاعلة في المشهد الإقليمي والدولي لهجمات الفصائل الفلسطينية ، بل رد جميعهم دون تردد أن الإحتلال يتحمل مسؤولية كل ما يحدث. تحركات الدبلوماسية العربية الضاغطة ، اثمرت او نجحت كما تتحدث وسائل اعلام في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية إجبار الكيان الصهيوني على قبول هدنة انسانية كان مجرد الحديث عنها أو طرحها خيال وخرافة في نظر اسرائيل ، كما اثمرت أيضا بانتزاع موافقة اسرائيلية أمريكية بدخول المساعدات الإنسانية والإحتياجات الأساسية لسكان القطاع المحاصر منذ 20 عاما مقابل السماح بمغادرة الرعايا الأجانب والأمريكيين القطاع عبر معبر رفع ، اضافة الى ذلك تحذير شديد اللهجة وجهته القيادة المصرية لوزير الخارجية الأمريكي بخطورة الإجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة ، كل ذلك مثل انتصارا ثمينا للجهود والمواقف العربية الضاغطة.
ما ينبغي أن يفهمه صناع القرار الأمريكي والنخب الغربية أن الإنسان الفلسطيني والعربي لا يقل إنسانية عن المحتل الإسرائيلي والغربي ، والإنسانية وحقوق الإنسان كل لا يتجزأ والقوانين والإتفاقيات التي صيغت موادها صيغت لحماية الإنسان ايا يكن لون بشرته وجنسيته ومعتقده ، ولم تصغ لحماية البشرة الشقراء دون غيرها. أحداث غزة كانت بمثابة ميكروسكوب دقيق الفحص ، كشفت وعرت زيف القيم الأخلاقية والإنسانية التي كانت تتباها الدول الغربية بها وتدعي المثالية والتحضر وصون حقوق الإنسان ، وأثبتت أنها ليست سوى بروباجندا اعلامية تذروها رياح الأحداث حين يتعلق الأمر بلون البشرة الشقراء الداكنة أمام ألوان البشرة الأخرى ، مثاليات وقيم كان الغرب يتفاخر بالتميز بها دون غيره ، سرعان ما سقطت في مستنقع المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وغيرها ، وذابت بحرارة الأحداث وبدت كأنها مكياج لفحته اشعة الشمس.