يتعلمون الإنجليزية ليترجموا كل دمعة
بقلم/ مأرب برس - متابعات
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 11 يوماً
الخميس 15 سبتمبر-أيلول 2011 02:50 م


من أجل تـرجمة الحزن الفلسطيني وإيصال صوت القضية المخنوق إلى العالم، وحتى تتغير الروايات الإسرائيلية والغربية المنحازة للاحتلال، المسيطرة على الإعلام الغربي، لجأ شباب غـزة مؤخراً إلى تعلم المهارات الإبداعية في اللغة الإنجليزية لمخاطبة الغرب ووسائل الإعلام الأجنبية، وتوضيح الصورة الفلسطينية الحقيقية، التي تسعى إسرائيل إلى تشويهها ليلاً ونهاراً.

فبعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة قبل عامين والتي أدت إلى مقتل وإصابة الآلاف، أيقن الفلسطينيون أن الإعلام جزء لا يتجزأ من معركتهم الدائرة مع الاحتلال، وأنه مع الثورة التكنولوجية وسيطرة المواقع والمدونات الاجتماعية، وفي مقدمتها "الفيس بوك" و"تويتر"، وأنه بات من الحتمي بحسب مراقبين التحدث عن معاناة وألم الفلسطينيين بلغة الآخرين.

وكان ثلاث شبان فلسطينيين من غزة، قد فازوا مؤخرا بمسابقة في الكتابة الإبداعية باللغة الانجليزية، أعلنت عنها مؤسسة موندو الأمريكية .

الإعلام العالمي

وفي حديثه لـ"إسلام أون لاين" تحدث "رفعت العرعير"، أستاذ اللغة الإنجليزية الذي قام في الآونة الأخيرة بإعطاء العديد من الدورات في الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية عن أهمية توجيه الشباب بغزة، وصقل مهاراتهم من أجل خدمة قضيتهم العادلة وترجمة معاناة وألم الشعب الفلسطيني.

وأضاف:" اليوم نحن أمام تحدٍ كبير يتعلق بكيفية إقناع الغرب، بأن الفلسطينيين أصحاب حق وأن الاحتلال هو جلادهم وسارق أحلامهم ." وشدد العرعير في حديثه على أن مثل هذه الدورات العملية لها أثر كبير في الإسهام بتعريف الغرب بقضية فلسطين العادلة .

واستدرك بالقول:" في الدورات نعلمهم الكتابة الإنسانية ولأن المهارات موجودة بالفعل لدى شباب غزة وبخاصة لدى دارسي اللغة الإنجليزية ومحبيها، لم يكن من الصعب الانخراط في مثل هذه الدورات"، مشيراً إلى أنه ما ينقصنا هو فقط عوامل التعزيز والتوجيه ..ومطلوب منا أن نكسب هذه الطاقات ونوجهها التوجيه الصحيح."

 

وراهن أستاذ اللغة الإنجليزية على أن فلسطين ستشهد ولادة لغة صحيحة وسليمة في مخاطبة الغربيين، والذي ينتظر الكثير منهم سماع الطرف الفلسطيني الغائب بشكل كبير عن معادلة الإعلام العالمي.

وعن العناوين التي يجب على الغرب معرفتها عن الفلسطينيين، قال العرعير إنه من الضروري التركيز على أننا أصحاب قضية عادلة، وأنّ لنا تاريخ وحق لا يضيع بالتقادم أو بالعنف والإرهاب المنظم، وتابع :" لا يجب أن نكل أو نلين فالحق الذي ضمنته شرائع الدنيا كلها هو لنا ." ويشرف على هذه الدورات مركز الدراسات السياسية والتنموية.

الأبواب مفتوحة

وبسبب ما وصفه بالعصر المفتوح والسفر إلى الخارج بضغطة زر على لوحة مفاتيح الحاسوب، توقع طالب اللغة الإنجليزية "وليد الميدنة" النجاح لمثل هذه الدورات.

 وأضاف لـ"إسلام أون لاين":" لقد سجلت في دورات تعلم الكتابة الإبداعية باللغة الإنجليزية لكي نخاطب الغرب، واليوم وأمام التطور التكنولوجي الهائل، وعصر الفيس بوك وصفحات التفاعل الاجتماعي بإمكان صوتنا أن يصل، وهذا الصوت: ترجمة حزن ووجع الشهداء والأسرى والحديث عن حصار غزة والجدار في الضفة".

ورأى الميدنة أن أهمية هذه الدورات تكمن في توجيه الشباب إلى كيفية المخاطبة والكتابة الصحيحة واستدرك قائلاً:" لطالما هيمنت رواية الاحتلال على الغرب والوسائل الغربية ...اليوم جاء دورنا لنصحح أخطاء ما شوهته ماكينة الإعلام الإسرائيلي".

ويعكف طالب اللغة الإنجليزية في هذه الأثناء على كتابة قصة قصيرة سينشرها في الصحف البريطانية والأمريكية، تتحدث عن معاناة غزة ووضعها في ظل الحصار المفروض عليها منذ أكثر من أربع سنوات وأضاف:" سنخاطب الغرب بلغتهم ونحكي لهم عن أوجاعنا ..ونحن على ثقة أن هذا الصوت سيجد الصدى والأذن الصاغية."

سنترجم كل دمعة

ومن حيث أنهى الميدنة، بدأت طالبة اللغة الإنجليزية "سارة علي" بالحديث لـ"إسلام أون لاين": "باستطاعتنا أن ننجح في هذا الاختبار .وبإمكان صوتنا أن يصل .قضيتنا واضحة كنا بحاجة إلى فقط صقل ما لدينا من مهارات وتعلم الكتابة الإبداعية بالتفاصيل الإنسانية واللغة البسيطة بعيدا عن الرسمية وهذا ما أعطتنا إياه دورات تعلم الكتابة الإبداعية "

وأشارت طالبة الإنجليزي إلى أنها وبعد تعلمها كيفية مخاطبة الغرب أبحرت في عالم المنتديات وبدأت تنشر كتاباتها عن معاناة غزة.

وتابعت سارة :"صارت لدينا القدرة على الكتابة والرد والتفاعل وشرح القضية الفلسطينية بكثير من التفصيل وبأسلوب إنساني وسنحاول الاجتهاد أكثر فأكثر في الإسهام بتعريف الغرب بقضيتنا وبعدالتها ... سنكتب عن الأسرى داخل السجون وهم يموتون في اليوم ألف مرة ..سنحكي عن أطفال رحل عنهم أهلوهم ..وسنترجم كل دمعة ."

ضرورة ملحة

في غـزة أيضا بدأت المؤسسات الإعلامية في التنبه إلى مثل هذه الدورات وأهميتها في مخاطبة الغرب حيث بدأ كثير من المؤسسات بالإعلان عن دورات تدريبية لتعلم المهارات الإبداعية في الكتابة باللغة الإنجليزية .ومن بين هذه المؤسسات عقدت مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام في غزة مؤخراً دورة الكتابة الإبداعية باللغة الانجليزية.

وأوضحت منسقة الدورة نفين الكولك أن مثل هذه الدورات تعمل على إكساب المتدربين مهارات مختلفة لا تتوفر في المناهج التدريسية إذ هي معتمدة على الخطابات الرسمية الجادة .

وأشارت إلى أنها تنمي مهارات المحادثة والمناقشة، وتسعى للنهوض بمستوى الطلبة ، وتعزيز قدرتهم على مخاطبة الوسائل الإعلامية الأجنبية وتوضيح الصورة الفلسطينية الحقيقة للغرب بطرق كتابية إبداعية متطورة.

وشددت على أن الإعلام الفلسطيني مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاهتمام بدورات تنمية المهارات المختلفة باللغة الانجليزية، بهدف اكتساب أبجديات التحدث إلى وسائل الإعلام الغربية، ومخاطبة الآخرين وإجراء الحوارات والكتابة الصحفية المؤثرة النابضة بالحياة .

* إسلام أون لاين