آخر الاخبار

قيادي حوثي ينهي حياة مواطن رمياً بالرصاص والقبائل تنفذ هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات رداً على الجريمة سلطنة عمان تكشف عن إجمالي أصولها السيادية .. تعرف على ثروة السلطنة المليارية وكالة الاستخبارات الأميركية توثق شيخوخة السكان حول العالم وتحدد سكان الدول الأكثر تراجعاً واليمن تتصدر ضمن اعلى الدول نموا في السكان منظمة دولية تكشف ما أخفته المليشيا الحوثية حول الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة.. تفاصيل الكوارث المدمرة على اليمنيين خبراء بارزون يكشف حقيقة أحدث علاج لجدري القرود.. تفاصيل عن كل ما تريد معرفته عنه... منظمة الصحة العالمية تكشف التفاصيل المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر يحذر 15 محافظة يمنية من الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة.. وانهيار الحصون الطينية والانهيارات الصخرية وزاره الدفاع تحذّر من أي محاولات لإنشاء معسكرات أو جماعات مسلحة خارجة عن القانون وزارة الأوقاف اليمنية تجري مباحثات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة عدن أمن أبين توضح ملابسات مقتل قائد الحزام الأمني في المحفد وماذا حدث؟ الإتحاد الأوروبي يكشف حصيلة عملياته ضد الحوثيين في البحر الأحمر خلال 6 أشهر وماذا دمرت؟

عظماء مُلهِمون
بقلم/ وائل الصياد
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 20 يوماً
الثلاثاء 29 مايو 2012 05:10 م

كان العام 2011 بالنسبة للعالم العربي عاما مليئاً بالأحداث والمتغيرات, وكذلك ظهور شخصيات بارزة كان لها الدور الفاعل والكبير في عملية التغيير. الحاج "مصطفى" أحد أهم تلك الشخصيات, والذي قال ذات مرة بكل ثقة وشفافية بعد أن أعلن انضمامه للثورة الليبية:" سأضع نفسي تحت طائلة المحاسبة والقانون عن أربع سنوات عملت فيها مع القذافي مثلي مثل أي مسؤول آخر". تلك الكلمات القوية دفعت الداعية المعروف "سلمان العودة" أن يعقب عليها بقوله:" لقد اقشعر بدني عندما سمعت الحاج مصطفى عبد الجليل يلفظ بتلك الكلمات, والتي لم نتعود سماعها في عالمنا العربي والإسلامي لردح من الزمن. 

ولد الحاج "مصطفى عبد الجليل" في مدينة البيضاء شرق ليبيا عام 1952، ودرس بمدارسها خلال المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية. لينتقل في العام 1970 للدراسة في جامعة "قاريونس" ببنغازي، ومن ثم يتجه إلى مدينة البيضاء، ليتخرج في قسم الشريعة والقانون بكلية اللغة العربية والدراسات الإسلامية بتقدير ممتاز في1975.

عين عبد الجليل بعد تخرجه بثلاثة أشهر مساعداً لأمين النيابة العامة في البيضاء، ثم عين قاضيا عام 1978، ومن ثم مستشارا عام 1996. وفي العام 2002 تم تعيينه رئيسا لمحكمة الاستئناف، ثم رئيساً لمحكمة البيضاء عام 2006، لتختاره أمانة مؤتمر الشعب العام في ليبيا أميناً عاماً للجنة الشعبية العامة للعدل (وزيراً للعدل) عام 2007.

وقد ذاع صيت الرجل بعد أن كان أول مسؤول كبير يعلن انشقاقه عن نظام العقيد القذافي بعد اندلاع ثورة 17 فبراير، محتجاً بذلك على الأوضاع الدامية واستعمال العنف المفرط ضد المتظاهرين. كما دخل دائرة الاهتمام الإعلامي بشكل أكبر, بعد إعلانه- في أوج أحداث الثورة- عن مساع حثيثة لتشكيل "مجلس وطني" في بنغازي, يضم شخصيات مدنية وعسكرية يسيرون شؤون جميع المناطق المحررة.

يثمن أنصار "عبد الجليل" قدرته على قيادة المجلس الانتقالي في لعبة توازنات دولية وداخلية, مثل رفضه دخول الناتو أرض ليبيا بقوات برية والاكتفاء بالغارات الجوية, وتأكيده منذ اليوم الأول على المساواة بين كافة عناصر المقاومة المسلحة, وأن ليبيا (ما بعد القذافي) ستحافظ على مكتسبات كافة القبائل والمناطق, رافضاً نقل العاصمة من طرابلس إلى بنغازي.

ومن مواقفه اللافتة للنظر, والتي أن دلت علي شيء, إنما تدل على أننا أمام شخصية فريدة من نوعها, ففي أثناء زيارته لدولة قطر تسلّم هدية من الحكومة القطرية وعند وصوله بنغازي استدعى قيادات المجلس الوطني الانتقالي وفتح الهدية أمامهم, والتي احتوت على ميدالية وهدايا بسيطة أخرى ومعها ما يعادل 100 ألف دولار, فقالوا له:" هذه لك يا سيد عبد الجليل فقال لهم:" بل هي لليبيا لأن القطريين لم يأتوا إلى بيتي قبل أن أتولى رئاسة المجلس", ومن ثم قام بوضعها ضمن ممتلكات الدولة. كما حصل السيد عبد الجليل على سيارتين فارهتين, هدية من أحد أثرياء مصراته, وسيارة أخرى فخمة (نوع مرسيدس) أعطيت له من أحدى الدول الأجنبية, فقام بتسجيلها جميعاً باسم المجلس الوطني الانتقالي. أما الرئيس الفرنسي "ساركوزي" فقد قال عنه:" هذه المرة الأولى التي يطلب فيها مني رئيس دولة أن نأخذ فترة استراحة أثناء الاجتماع ليؤدي الصلاة". وقال عنه "كاميرون" رئيس وزراء بريطانيا:" الحاج مصطفى أول رئيس عربي يذهب لأداء صلاة الفجر في مسجد بلندن". وقد تفاجأ داوود أغلو- وزير خارجية تركيا- من الالتزام الشديد الذي يتمتع به الحاج مصطفى تجاه الصلاة أثناء زيارته لتركيا, حيث قال:"عندما استيقظنا صباحاً لم نجده, فظنناه قد تاه في الفندق الذي كان يقطن به, وإذ به كان خارجا لأداء صلاة الفجر".

حقاً نحن أمام شخصية إسلامية معاصرة متزنة, تُعد مضرباً للمثل من ناحية النزاهة والأخلاق والتواضع والالتزام الشخصي وكذا التمسك بالدين والمبادئ, مهما تغيرت الظروف وتبدلت الأحوال. وكم هو ضروري أن يقتدي شباب الأمة العربية بهكذا شخصيات, حتى تستعيد الأمة مجدها وتاريخها ومكانتها الحقيقية بين الأمم.