ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة
قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. عاجل
مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء
اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية
المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه
الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة''
الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك
العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن''
من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
ادراج خطة الاحتياجات التنموية ومشاريع البنية الاساسية لليمن في اجتماع وزاري عربي طارئ
مأرب برس – خاص
ثمة أمل وطموح كان قد تسلل لدى الكثيرين بشأن إحترام الإصلاح للائحته التنظيمية وعدم إعادة إنتخاب الشيخ عبدالله الأحمر رئيساً له والذي كان يعتبر غير مسموح له البقاء في منصبه قانوناً بحسب لائحة الإصلاح ، إلا أن ذلك لم يحصل وتم تعديل اللائحة وإعادته مجدداً على رأس الحزب المعارض الأكبر والأكثر حضوراً في الساحة اليمنية . .
مما لا شك فيه إن قيام الإصلاح بتلك الخطوة ليس صحيحاً وكان مخيباً لآمال الكثير وأنا احدهم ، وكان المفترض به أن يسلك طريقاً حضارياً ويحترم رأي الكثير من أعضاءه وخصوصاً الشباب وينفذ رغباتهم وتطلعاتهم نحو الأفضل ، إضافة إلى تجسيده على أرض الواقع وداخل حزبه ما يطالب به الجماهير من الإلتفاف حوله وحول برنامجه السياسي بمعية اللقاء المشترك الذي يدعو إلى التغيير والإصلاح الشامل وإحترام القوانين .
ولكننا في المقابل لو بحثنا عن المعطيات والنهج الذي جعل الإصلاح يتمسك بشيخه لبطل العجب وتفهمنا موقفه الذي كان ضرورة لقيامه بمثل هكذا خطوه ، ولوجدنا أن كل المؤشرات من حوله تحتم عليه ذلك .
فالشيخ عبد الله الأحمر يعترف الجميع بثقله السياسي والقبلي في اليمن ، ولا أجد أحداً يقلل من شأن الرجل ومواقفه الشجاعة تجاه كل القضايا على الساحة الوطنية والدولية ، إضافة إلى ذلك فهو عامل توازن بين القوى السياسية الموجودة في الساحة اليمنية ، ولذلك فأنا أعتقد أن المؤتمر الشعبي العام كان ينتظر اللحظة التي يتخلى فيها الإصلاح عن الأحمر ، فتكون ورقة رابحة بيده ويستطيع من خلالها أن يهز ثقة الشيخ في حزبه ويعمل على إحداث شرخ لا يستهان من عواقبه على الإصلاح ، وأنا اعتبر أن الإصلاح كان ذكياً للغاية وأستطاع أن يفوت الفرصة على المتربصين به ، وإن لم يكن المؤتمر قد أبدى ذلك علناً فإنه إعلامه وصحفه كانت تروج لمثل هكذا أمر طيلة الفترة الماضية ولو بطريقة غير مباشرة .
إضافة إلى ذلك أعيب على من يعتبر الإصلاح قد تخلى عن النهج الديمقراطي وإحداث التغيير داخل صفوفه لأنه مما لا شك فيه أن الإصلاح وأي قوى وطنية داخل الساحة هي جزء من هذا الجو العام الغير ديمقراطي والتي تعيشه البلد وفرضه النظام ، وأنا أجزم إن تمسك المؤتمر الشعبي العام بالرئيس صالح وإعادة إنتخابه كان أضر بالجميع ، وعمل على تحجيم مساحة الحرية والديمقراطية التي كان يجب أن يتخذها النظام سلوكاً وعملاً ، وعليه فإن تخلي الرئيس صالح الحكم لو حصل كان سينعكس إيجاباً على كل الحياة السياسية والعامة في البلاد ، وستكون البداية للتخلي عن كل الزعامات التقليدية .
ومن وجهة نظر متفحصة وثاقبة فإن مبدأ التغيير في البلاد وسلوك النهج الديمقراطي الصحيح فيها لا يمكن أن يحصل بشكل عفوي ، ولا يمكن حدوثه بكل سهولة ومن فرض على الإصلاح اتخاذ هذه الخطوة هو النظام القائم على مبدأ التوازنات القبلية وغياب الوعي المجتمعي ، وهذا لا يعني أيضاً أن الإصلاح قد أخفق في انتهاجه للمؤسسية ، بالعكس فلا يزال يحترم مؤسساته وقراراتها أكثر من غيره ولعل الإنتخابات الرئاسية كان خير دليل على ذلك ، وهاهو اليوم قد جسد سلوكاً حضارياً في تعامله مع الأحداث والمعطيات من حوله ونضاله السلمي في مؤتمره العام والتي استمرت الدولة بممارسة إرهابها السياسي ضده في محاولة بائسة لإحداث شرخ في الأوساط الإصلاحية بدء من تخليها عن حراسة قاعة المؤتمر ومروراً بإشاعة بلاغات كاذبة عن وجود لغم في القاعة وإنتهاء بتوزيع منشورات تحريضية ضد بعض قياداته ، ومع ذلك كله فقد أستطاع الإصلاح أن يجسد معنى الحزبية المعتدلة والوعي الحضاري الذي يتحلى به أفراداً وقيادات ، وأظن لو كان حزباً أخر لتململ البعض ، ولكن الإصلاح عكس ذلك فهو مبنى على قاعدة قوية وصلبة لا يمكن اختراقها بسهولة وبطريقة سخيفة حاول البعض من خلالها أن يصفي حساباته ، ويحقق مآربه التي تنم عن عقلية قمعية تمارس الإرهاب الفكري والسياسي ضد خصومها , وهذا كله ايضاً يبرر للإصلاح تجديده لرئيسه ويثبت أنه ما يزال بحاجة للشيخ الأحمر في ظل هذا الوضع المتأزم الذي لا يقبل بالآخر .