آخر الاخبار

مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية حزب الإصلاح: ''ثورة 11 فبراير نجحت في تحقيق انتقال سلس للسلطة وما حدث بعدها انقلاب''

معاً حتى الوصول إلى الوطن
بقلم/ عبدالقوي الشامي
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 7 أيام
الأربعاء 03 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:06 م

هناك من الساسة من لا يكون معنياً بالاتفاق مع الآخرين إلاّ وفقاً لشروطه وهم نوعان: الأول يتجاسر ويدخل في حوارات, وهو يعرف سلفاً استحالة قبول الأخر ومع ذلك يناور ويكابر دون كَلل لتحقيق أهدافٍ, يُوحي بأنها تلبي الشروط, متعمداً إيقاع الأخر في مطب مزدوج: أمل في الوعود الخسرانة وحسن النية, وإذا تمكن من تمرير إتفاق فأنه يكون قد صنع الفرق الذي يتحول إلى كارثة, يصعب على الأخر أن يجد منه فكاكآ.

أما الثاني فأنه يتمسك بشروطه المعلنة ولو على خراب مالطة (حبتي وإلاّ الديك) كما يقول المثل, وإن حاصره الزمن والموضوع أو الرفاق لإبداء مرونه, فإن تعللاته تكون مجرد تبريراً للهروب الى شروطه, والنموذجان لهذين النقيضين هما صالح والبيض على التوالي.

كجنوبيون ابتلينا بالحقبة الزمنية التي جمعت هاتين الشخصيتين في قيادتي شطري اليمن, فبمكر وخداع صالح وسوء تقدير البيض, تم تدمير أمل الوحدة اليمنية ومن ثم سلخ الجنوب بسكين مثلومة, ونهب مقدراته بشراهة وهمجية منقطعتا النظير وسوء الطالع يضعنا اليوم على عتبة مرحلة جديدة من سوء ذات التقدير, الذي بدأ في نفق (جولد مور) وانتهى في سلطنة عمان. 

فما ان تهيأت الظروف في حدها الأدنى للحراك السلمي الجنوبي للملمة الصفوف, خروجاً من أتون المكر والخداع, حتى تفجر الخلاف على الموعد, بداءً حول الرمزية المواءِمه بين الحاضر والماضي إلى الحد الذي جعل الماضي عبئاً زمنياً على الحاضر .. وحتى يكون مبرر المقاطعة بوجاهة عدم حضور البعض من الشخصيات الجنوبية الوازنة كان لا بد من استدعاء الدستور اولاً, والدور الفاعل للشباب, ومشاركة المرأة ولا بأس من ديباجة فضفاضة عن الظروف الموضوعية غير المواتية. 

  ويتضح من متن المبرر لمقاطعة الرئيس البيض لإعمال المؤتمر الجنوبي الأول: ان تقدير ظروف الأمس لا تختلف عنه اليوم, مع قلب وجه المجن, فإصرار الأمس على طي الزمن وصولاً الى الوحدة العام 90, هو ذات إصرار اليوم على مد الزمن, فإما لأن الرجل لم يحزم أمره بشكل نهائي, او إن هناك من المستجدات ما لم تكتمل عناصره ولا تستوجبه الإفصاح خلال المؤتمر.

وتحديداً في موضوع العلاقة مع إيران الذي يتناوله الجميع عدى الرئيس البيض, التجنب هنا هو قرينة الوجود الوحيدة وكان المؤتمر فرصه ذهبية لإنصاف منطق الشفافية وإجلاء حقيقة الموضوع, والخروج إزاءه بموقف جنوبي واضح تبنياً أو رفضاً إن كانت مفاعيله تتجاوز مصلحة الفرد وتدخل في صميم مصالح الشعب في الجنوب, أما التهرب فقد أثمر انطباع عام داخلي وخارجي البَّس الحراك الجنوبي عِمَّة الملالي, وجعله في مرمى الإعلام, في زمن يتفوق فيه الدعم الإعلامي على الدعم المالي تأثيراً.

هذه الربكة في التقدير, تأتي كون العمل ما زال فردياً ولم يرتق الى مرحلة المؤسسية, مما أتاح الفرصة للتعلل بما يليق وما لا يليق الإفصاح عنه, وما يزيد الأمور إرتباكاً وقلقاً: أن التجارب لا تشجع على الإنقياد الأعمى, صحيح إن العطشان لا يسأل عن لون اليد التي تمدُ له كأس الماء إلاّ أن الأصح, ألاّ يكون الضمأ مبرراً لشرب الماء إن بدا ملوثآ ولو بنسبة ضئيلة!

أما الغموض المعتِّم إن كان متعمداً فإنه دليل رغبة على فرض الوصاية, وإصرار على مصادرة رأي الأخرين, وفيه تكريساً للعبارة المخطوطة أسفل الصورة المرفوعة في بعض التظاهرات المسائية في عاصمة الجنوب عدن "إنا معكم حتى أوصلكم عدن" (هوَّه إحنا فوق لوري يقوده فرد؟) دعونا من الـ(انا) التي تتضخم بالنفاق, فالحق الوطني, قبل الحق الحراكي او الثوري يحتم على الجميع رفع شعار: معآ حتى الوصول إلى الوطن.