آخر الاخبار

عاجل.. ترامب نجحنا في القضاء على عدد كبير من قادة الحوثيين وخبرائهم وسنستمر في ضربهم مليشيا إيران المسلحة في العراق تعلن الاستسلام وتستعد لنزع سلاحها بعد تهديد واشنطن ترامب يهدد الصين بعقوبات غير مسبوقة قناة CNN الأمريكية تكشف موقف الإمارات والسعودية من اي عملية عسكرية برية لاقتلاع الحوثيين في اليمن ودور القوات الحكومية وتفاصيل الدعم .. مصادر دبلوماسية أمريكية: العملية البرية هي الكفيل بإنهاء سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء اليمن تدعو الشركات الفرنسية للإستثمار في 4 قطاعات حيوية المقاتلات الأمربكية تدك منزل قيادي حوثي رفيع بالعاصمة صنعاء خلال إجتماع عدد من القيادات فيه الرئاسة اليمنية تدعو لتوحيد الصفوف لمعركة الخلاص من الحوثيين وتحدد ''ساعتها الحاسمة'' الإعلام الصحي يكشف بالأرقام عن خدمات مستشفيات مأرب خلال إجازة عيد الفطر المبارك العملة في مناطق الشرعية تسجل انهياراً كبيراً ورقماً قياسياً ''أسعار الصرف الآن''

غضب التاريخ وغضب الجغرافيا
بقلم/ سنان علي
نشر منذ: 13 سنة و 9 أشهر و 18 يوماً
الأحد 19 يونيو-حزيران 2011 03:40 م

تغضب الجغرافيا احيانا وكذلك يغضب التاريخ فتغضب الجغرافيا عندما تثور الزلازل والبراكين والاعاصير والعواصف نتيجة اجتماع عوامل عدة جيولوجية وتكتونيه وغيرها من عوامل التعرية فتثور فتظرب اقاليم وتدمر اُمم وتتعدى اوطان واحيانا تتعدى البحار والمحيطات توسنامي مثلا .

وكذلك يغضب التاريخ عندما يتولد شعور بظلم الحاضر واجتماع عوامل من ظلم وتهميش وفقر ........ وغيرها من عوامل التعرية الجيوسياسية فهناك غضبات للتاريخ تحصل نظرا لتراكم احداث وعوامل عدة تنفجر فجأة وتفاجىء كل المحيطيين بها وتحدث احيانا دمارا هائلا تربك كل من حولها فكل الاطراف تحاول ان ترتب اوارقها لكي تستعد لمواجهة الخطر الداهم لها والدفاع عن مصالحها ودرىء ما يهدد بقائها نكبة فلسطين ثورة مصر احراق محمد البوعزيزي لنفسة مثلا.

وفي اعتقادي لقد ثارت الجغرافيا في تونس ضد الطاغية بن علي عندما ركز التنمية في المدن الساحلية حيث يتوافد السياح والاربيون ونسى وتناسى المناطق الداخلية حتى اصبحت خارج نطاق الدولة فثارات تلك المناطق ضدة لانه وفر عوامل التعرية هناك بشكل جيد فثارت تونس وانتصرت لشعبها وتعدت ثورتها اوطان ومحيطات وعمت كل ارجاء العالم والقت بضلاها على المشهد العربي وبثقلها المعنوي على كل اخواتها الدكتاتوريات في الوطن العربي.

وغضب التاريخ عندماغضبت مصر المحروسة و شعر اهلها بهدم تاريخهم الطويل والعريق عندما هُمشت وقُزمت وقُوطِعت ام الدنيا وضاقت على اخوتها العرب حتى كادت ان تلغى من الذاكرة العربية التى لطالما اثرتها تاريخيا وعلميا وفنا وثقافتا بل وفُتحت امام الجواسيس والاسرائيليين والامريكان بلا رقيب او حسيب وقبلتهم بعد ان كانت عصّية عليهم لعقود من الزمن وينتابني الالم دائما وابدا عندما اتذكر كلام مناحيم بيغن عندما قال لم يكن يحلم اي احد في اسرائيل ان يزور القاهرة بسلام واني اليوم ازور مصر واستقبل بترحاب منقطع النظير تستقبلني وحدة من جيش مصر بسلاحها حاملة لعلم اسرائيل وتردد نشيدها الوطني ترحيبا بي فكل هذة العوامل ادت الى غضبة تاريخية جعلت الشعب المصري يثور من اجل تاريخة وكرامتة وسقط الطاغية وبدأت مصر المحروسة تستعيد بريقها وقوتها الدُبلماسية والثقافية ومكانتها الطبيعية في الوطن العربي قلبة الكبير وحاضنت ابنائة .

 اما في وطني الحبيب يمن الايمان والحكمة فقد غضب التاريخ والجغرافيا معا فاوجدا غضب الشعب اللامتناهي فقد غضبت الجغرافيا في الجنوب وفي صعدة عندما هٌمشت فالجنوب اُخذ كغنيمة حرب واما صعدة فلم تصل اليها الجمهوية بعد وثارت تعز واب وحضرموت لتاريخها وثار اليمن من اقصاة الى اقصاة عندما اجتمعت كل العوامل الجيوسياسية والاقتصادية من تهميش وظلم وقمع وقهر وفقر وعطالة وبطالة واميه وتخلف وفساد ورشوة ووساطة ومحسوبية واستبداد ودكتاتورية وتفرد وتسلط وانتشار للسلاح وغياب للقانون والدولة معا كل ذلك جعل الشعب اليمني بكل تفرعاتة واطيافة واتجاهاتة في بوتقة واحدة فغضب الشعب وثار وانتفظ لكي يسترد كرامتة المسلوبة وحقوقة المنهوبة وحريتة المأخوذة ومواطنتة الغائبة وسلطتة المغتصبة من ايدي مغتصبيها الذين لم يفكروا يوما ان شخص ما سيثور عليهم لانهم اعتقدوا ان بامتلاكهم المال والسلاح سوف يخظعوا اي شخص كائن من كان وليس عليهم فقط الا ان يرضوا الامريكان ولكن انهم امتلكوا الغباء السياسي ايضا ولم يدركوا ان ارادة الشعب فوق ارادة جلادها مهما كانت قوتة وان الشعب ابقى من حاكمة مهما كانت سلطتة وتسلطة.

فالاحداث تُقاس بقدر ما تحدثة ففي التاريخ يحدث حدث معين قد يغير احداث كثيرة فالاحداث تُقاس في اللحظة التي وقعت فيها والظروف المحيطة بها ومدى تأثيرها وفعاليتها في اعادة توجية مسار احداث تليها وبلورتها في صالح الشعوب والامم فمحمدالبوعزيزي هو من احرق نفسة واشعل شمعة الحرية التي لن تنطفئ في كل ارجاء الوطن العربي رغم انوف الطغاة واشعل فتيل ثورة الشعوب ضد جلاديها ومستبديها مستعمريها مهما حاولوا البقاء فان نهايتهم هي نهاية تشاوشيسكو وموسليني حتما. 

فتحية الخلود والحب والعهد والوفاء للشهداء الذين ضحوا بارواحهم من اجل بقاء بلدانهم مرفوعة الهامة مصا نة الكرامة مكللة بتاج الحرية ولسان حالهم يقول ( اموت وتحيا بلادي).