احتجاز الرئيس الإسرائيلي داخل طائرته في باريس ومصادر تكشف التفاصيل الجيش الإسرائيلي يعلن استعادة 5 جثث محتجزين من غزة قد ينفجر الحرب في لاحظات … الجيش الأميركي يعلن اعتراض طائرات روسية وصينية قوات الجيش تسحق هجوماً حوثياً في صعدة عاجل..اعلان حوثي بشأن عودة خدمة السويفت البنكية للبنوك السته الواقعة في مناطق سيطرتها توقعات بانقلاب المليشيات على اتفاق خفض التصعيد الأقتصادي مليشيات الحوثي تنهي حياة أحد الأسرى من قوات الشرعية تعذيبا في أحد سجونها بصنعاء آلاف المتظاهرين يحتشدون قرب الكونغرس احتجاجاً على خطاب نتنياهو اتفاق قادته السعودية والإمارات: خارطة طريق جديدة تنص على تصدير النفط وتوحيد العملة ووقف تدمير الاقتصاد والقطاع المصرفي ألمانيا تلاحق «حزب الله».. وتبدأ بحظر مركزه الإسلامي في هامبورغ
لم يسبق لإسرائيل أن تذوقت مهانة ومرارة وهزيمة أذلتها وأفقدتها هيبتها وكشفت هشاشة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وتخلخلها، كتلك التي ألقمها إياها حزب الله اللبناني يوم دخل مقاتلوه أراضيها وقتلوا عددا من جنودها واختطفوا اثنين، خاصة وأن عملية مماثلة قامت بها حماس قبل أيام قليلة من عملية حزب الله. ومع ذلك فإن حزب الله كان أكثر المتفاجئين بشراسة وحجم الرد الإسرائيلي الذي تحول إلى حرب مفتوحة لا تبقي ولا تذر، وتهجير واسع للسكان، واجتياح للأراضي اللبنانية، استخدمت فيها إسرائيل أعنف وأشرس وأقذر الأسلحة.
لم يكن حزب الله يتوقع من خلال تجاربه السابقة أن تتطور الأمور إلى ما آلت إليه الآن. خاصة وإن الحكومة الإسرائيلية جديدة ورئيسها مدني لا يمتلك حضورا على الساحة الإسرائيلية، ولا يمتلك الخبرة السياسية والعسكرية الكافية.
لقد ظن حزب الله أن رد الفعل الإسرائيلي سيكون ضمن ضوابط وحدود معينة، كما صرح بذلك الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حين قال في خطابه المتلفز الثاني بعد العملية: (إن لردود الفعل حدود وضوابط) ولكن رد إسرائيل فاق كل التوقعات ونسف كل الحدود والضوابط. وتابع القول أن مواقف بعض الدول العربية كان مخيبا للآمال، فقد أعطى إسرائيل وأمريكا الغطاء كي يستمر العدوان ولا تتوقف الحرب. وإذا كنا نعذر حزب الله في عدم توقعه لشراسة وحجم العدوان الإسرائيلي واستمراره، فكيف نعذره لعدم معرفته بمواقف أقوى وأغنى الدول العربية منه، ومن حماس، خاصة في ضوء العلاقات اللبنانية اللبنانية، وبعد فشل الجهود المصرية لإيجاد حل لإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة، وقد كان قاب قوسين أو أدنى، كما صرح الرئيس مبارك.
وإذا كانت عملية حماس قد أبعدت عن الفلسطينيين خطر الاقتتال الداخلي، فإن عملية حزب الله قد أثارت جدلا واسعا داخل المجتمع اللبناني المتعدد الأطياف سياسيا ودينيا، إن لم نقل قد أحدثت شرخا عميقا وانقساما واسعا بين مختلف القوى السياسية والدينية والمناطقية اللبنانية.
لقد ظن حزب الله بعمليته هذه، الهادفة إلى تحرير الأسرى وتخفيف العبء عن الفلسطينيين وإظهار إسرائيل أنها نمر من ورق يمكن قهرها وإذلالها ومن ثم التغلب عليها، ظن أنه يستطيع تشكيل جبهة عربية واسعة تجمع الدول العربية حول استراتيجية المقاومة، تعطيه دعما وشرعية، وتثبت مواقفه في لبنان، باعتباره يحارب فعلا لا قولا إسرائيل العدو اللدود الذي اغتصب أرض العرب. وبالوقت نفسه تحسن علاقات إيران مع الدول العربية التي تعارض سعيها لامتلاك تكنولوجيا نووية. لكن الموقف السعودي المصري الأردني خيب هذه الظنون، وخالف تلك الحسابات.
لقد حطم حزب الله وتنظيم حماس كل المخططات والمساعي الأمريكية، وأقضّت صواريخهما مضاجع إسرائيل، ونشرت الرعب في قلوب الإسرائيليين. وقد فاجأت نتائج وسير المعارك على الأرض كل من أمريكا وإسرائيل، وأكدت قوة وبسالة وبراعة وصمود هاتين الحركتين اللتين تستندان إلى قواعد شعبية واسعة، عدا عن أن حزب الله وحماس قوتين هامتين تستقوي بهما إيران التي قوضت المخططات الأمريكية في العراق والمنطقة بالرغم من أنها أكثر المستفيدين من العمليات العسكرية الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق، وتسعى الآن لامتلاك تكنولوجيا نووية تؤهلها بالإضافة لأسباب أخرى، لأن تكون لاعبا قويا أساسيا في المنطقة، ذات كلمة مسموعة وماضية.
إن أمريكا وإسرائيل تنظران إلى حزب الله وحماس كما تنظران إلى منظمتي القاعدة وطالبان، وتنظرن إلى نصر الله ومشعل كما تنظران إلى بن لادن والملا عمر والزرقاوي. لذلك فإن تفكيك حزب الله وحماس من الأهداف الملحة التي تسعى وتعمل عليها كل من أمريكا وإسرائيل. ولكن الحرب قد لا تتوقف عند تفكيك هذين الفصيلين بل قد تتعداهما إلى إيران وسوريا اللتين ما فتئ الرئيس بوش يستغل كل مناسبة لاتهامهما والتحريض عليهما. واللتين تشكلان معارضة فعالة وقوية للمصالح والمخططات الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، ولا أظن إيران وسوريا تجهلان ذلك، وما تصريح الرئيس أحمدي نجاد وقوله أن العاصفة تقترب إلا قراءة لهذا النوايا، وتحذيرا من نتائجها الخطيرة على الجميع. ولهذا فإن أمريكا وإسرائيل كانت أكثر المهللين لعملية حزب الله، ولعلهما كانتا تنتظران مثل هذه الفرصة بفارغ الصبر.