أردوغان والسيسي يوقعان اتفاقيات استراتيجية كبيرة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه مقاليد الحكم...زعيم خليجي يصدر عفوا عن مئات المحكومين كويكب يضرب الأرض خلال ساعات.. والعلماء يحددون بأي دولة سيسقط الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط كارثة غير مسبوقة.. انفجار وشيك للناقلة النفطية (سونيون) في البحر الأحمر وزير في الحكومة الشرعية يوجه نداءً هاماً لجميع اليمنيين في الداخل والخارج مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء إغلاق مصانع وإلغاء وظائف.. ما الذي يحدث في قطاع السيارات الأوروبية؟ الكشف عن أكبر صفقة فساد جديدة في دولة عربية بقيمة 18 مليار دولار ضربة موجعة وغير متوقعة… مانشستر سيتي يقطع الطريق على ريال مدريد
لست هنا لأناقش تفاصيل الحدث ، إنما لأعيد تصحيح بعض المفاهيم عن هذا الرجل الوطني ، وخاصة مع ظهور معلومات جديدة بين الفينة والأخرى تفيدنا لقراءة أكثر عمقاً ، وأكثر عدالة .
الحمدي رجل متميز وقائد عظيم استطاع انتشال البلد من وضعها في مرحلة حرجة تكالبت فيها الأكلة على اليمن ، ولا خلاف في ذلك ، وأكنُّ لهذا الرجل كل احترام وتقدير .
من خلال قراءة متأنية في الأحداث التي تمت وملابساتها استطيع تقرير العديد من الحقائق .
الحمدي لم يكن ذو خلفية ناصرية أو ميول من هذا القبيل ، وارتباطه بالناصريين جاء متأخراً وتحديداً بعد أن أصبح رئيساً وأكثر تحديداً في المؤتمر العام الخامس بالحديدة بتاريخ 15 / 4 / 1976م في حين كان قد قام بالحركة التصحيحية في 13 / 6 / 1974م والذي وافق رغبة لديه في البحث عن تنظيم يشكل حاضنة شعبية ومحرك بين الجماهير لتأييد قراراته شعبياً , وخاصة بعد إدراك الحمدي حجم قوى المقاومة لقراراته بتقليص دور القبائل ومشائخها والسعي لتحرير القرار الرسمي من هذا العنصر .
لم يكن أمام الحمدي خياراً إلا تنظيم الناصريين لأنه أدرك امتلاكهم هذا التوجه والذي يوافق لديهم رغبة بالانتقام من القبائل الذين دخلوا في حرب مفتوحة مع المصريين في عهد زعيمهم الروحي جمال عبد الناصر ، ومقاومة التدخل المصري الرامي إلى التحكم بالقرار اليمني وميل مشائخ القبائل – وخاصة الشمالية - إلى تفضيل الارتماء في حضن الجار السعودي لاعتبارات عديدة ومتشابكة .
أضف إلى ذالك أن الناصريين يكنون عداءً للقبائل والتشكيلات الشعبية المحافظة لان فكرهم لم يستطع التوغل بين هذه القبائل فيما استطاع فكر الإخوان المسلمين ( العدو الفكري للناصريين ) من الانتشار هناك لأسباب عديدة أهمها الطبيعة المحافظة لقبائل اليمن والنزعة نحو التدين واحترام المتدينين .
ارتبط الحمدي بالناصريين سياسياً فيما لم تكن له خلفية فكرية ناصرية ولو كانت هذه الخلفية موجودة لكانت الأحداث غير الأحداث .
بحسب الوقائع التاريخية في المنطقة فالناصريون دمويون ويميلون إلى تصفية الخصوم وهذا مالم يفعله الحمدي ، وقاد انقلاباً أبيضاً لم تسيل فيه الدماء ، ولم يصفِ أحد من خصومه أو معارضيه ، وهذا دليل اكبر من واضح على حجم الفارق بين فكر الحمدي وبين الفكر الناصري .
ومما يؤيد وجهة النظر هذه أن الحمدي كان متديناً ويحب المتدينين ، ولم يذكر عنه ما يؤيد نزعة العداء التي كان يغذيها التوجه الناصري آنذاك ، فهم يعتبرون المتدين رجعياً ويعتبرون الإخوان المسلمين عدو تاريخي يجب اجتثاثه فيما هادنهم الحمدي ومكن لهم كذلك .
باختصار ..... الحمدي رجل وطني بامتياز ، جمع حوله كل فئات المجتمع بمختلف المشارب وبجميع التوجهات ، وقدم نفسه بحجم الوطن الذي تحمَّل مسؤليتة ، وتعامل مع كافة الجماعات والأفكار على مسافة واحدة ، ولم يكن حكراً على فئة بعينها ، ولم يصنع لديه هذا الشموخ إلا كونه جاء من مدرسة الوطن ومن صفوف الجنود المخلصين .
مع احترامي لكل الإخوة الناِصريين إلا أنهم استغلوا الرجل ليقدموا أنفسهم للمجتمع بإنجازاته ، في حين لا تشير أي من الدلائل أن الرجل جاء من المدرسة الناصرية إنما تعامل معهم لتحقيق مكاسب سياسية وهذا في عرف أرباب السياسة لاغبار عليه ولا مآخذ .
دمتم سالمين .......