الزعيم زعيم حتى لو تعمدوا وصوله فجرا
بقلم/ صلاح محمد العمودي
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الخميس 07 يونيو-حزيران 2012 06:03 م

إن كان موعد اقلاع طائرة الزعيم حسن باعوم رئيس المجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي قد تم تغييره بفعل المصدر المسئول فهذه مصيبة وعليه فعلا ان يتحمل تبعاتها , فقرار كهذا قد يجد طريقه للتنفيذ بين اوساط موظفي اليمنية ومكاتبها المنتشرة في ارجاء العالم فقط , اما هنا على الواقع المضطرب اشك في ذلك ولكني سأشهد له بالنجاح في استفزاز مشاعر شعب الجنوب وتأجيج الشارع وبالتالي سيجعل من احتمال المواجهات في ظل الأجواء المتوترة في عداد المتوقعة وان الشكوك من ان هناك نوايا مبيتة لاتخاذ عقوبات تعسفية بحق بعضهم سيكون يقينها في حكم الامر الواقع والمؤكد ولهذا لن يجدوا أجواء مثالية كهذه لافتعال أزمة أمنية حتى تأخذ اجراءاتهم القهرية شكلها القانوني المزيف

قد يستطيع المصدر المسئول ان يغير موعد إقلاع ووصول طائرة الزعيم حسن باعوم الى مطار عدن ولكنه من الصعوبة بمكان ان يمنع تدفق شعب الجنوب باتجاه المطار حالما تدخل الطائرة اجواء عدن , فإذا كان قرار التدخل في حركة سير طائرة الزعيم باعوم اعترافا رسميا منهم بشعبيته إلا انهم اساءوا فهم نوعية هذه العلاقة وعمقها التي تربطه بشعبه الذي لن يرى في توقيت المصدر المسئول حتى وان كان فجرا مانعا من اللالتحام بزعيمهم متى ما وصل ولسان حالهم يقول هم يريدونه استقبالا باهتا ونحن نريده استقبالا يليق بزعيم ولهذا قد يرون ان السبيل الى اغراق مدينة خورمكسر بكاملها وليس المطار فقط بالمستقبلين يبدأ من تنظيم احتفالات مفتوحة في كل ساحات محافظة عدن مساء غد الجمعة حتى تدخل طائرة الزعيم باعوم اجواء عدن بعدها تنطلق مواكب الاستقبال في توقيت موحد باتجاه المطار

قرار كهذا ينتمي في جوهره الى منطقة تأزيم الوضع الامني اذا ما استثنينا دوافعه الاخرى وابعد من ان يؤدي وظيفة امنية تراعي ظروف الاجواء المحتقنة والقابلة للانفجار جراء اي احتكاك قد تنتج عنها خسائر بشرية او مادية وعواقب اخرى وخيمة نحن في غنى عنها وبالتالي كانت امامهم اكثر من طريقة بدلا من اتباع سياسة مع سبق الاصرار والترصد في استفزاز المشاعر التي قد تؤثر حتى في نفسيات اؤلئك الذين لديهم ظروفهم الخاصة التي تحول دون خروجهم في وقت متأخر من الليل فيتخذوا قرار عدم البقاء في البيت والمشاركة في مراسم الاستقبال

حرصا على امن عدن وأهلها الطيبين وعدم مصادرة فرحتهم باستقبال زعيمهم الرمز الوطني حسن باعوم او تعكير صفو احتفالاتهم بهذه المناسبة التي انتظروها بفارغ الصبر ونزولا عند رغبة شعبية عارمة بين اوساط الناس للمشاركة في احياء احتفالات هذه المناسبة والاستمتاع بيوم دون منغصات امنية تفسد متعة التحام الشعب الجنوبي بزعيمهم كان الاولى ان تلقى كل هذه الحقائق على الارض الاعتبار اللائق لها بدلا من تجاهلها وتضييق الخناق عليها امنيا وفتح الباب على مصراعيه عمدا لردود الافعال التي تخلف وراءها ضحايا ابرياء

امام حدث جماهيري كهذا لاستقبال شخصية بحجم الزعيم حسن باعوم ولإثبات حسن النوايا لا يتطلب الامر اتخاذ قرارات استفزازية من شأنها ان تتدخل في تغيير موعد اقلاع ووصول الطائرة قد تضيف تعقيدات اكثر للحالة الامنية تطيح بتوقعات السيطرة وإجراءاتها المتخذة سلفا ولهذا كانت امامهم اكثر من طريقة تدعم توجهاتهم الامنية وتبعد عنهم شبهة الاجتهادات المستفزة من بينها تحمل الجانب الامني بشكل احادي لكن بتركيز شديد على احترم الحدث ومشاعر المشاركين فيه او الدخول في حوار لمناقشة الترتيبات الامنية يساهم فيها ابناء عدن جميعهم بكافة فعاليتهم السياسية والأمنية والشعبية والطلابية ومنظمات مجتمع مدني حتى يتسنى لهم المشاركة في صناعة اجواء يتنفسون فيها الامن والأمان ويمارسون احتفالاتهم باستقبال زعيمهم بأريحية مطلقة بعيدا عن مظاهر الرعب والملاحقات الامنية ودوي الرصاص الحي وإراقة الدماء وسقوط الشهداء 

amodisalah@yahoo.com