آخر الاخبار

الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟ عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''

جميل انت في الموت " جار الله"
بقلم/ جلال الشرعبي
نشر منذ: 9 سنوات و شهرين و 15 يوماً
السبت 26 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:42 ص
وداعا جارالله
سلام عليك يا صاحبي
إلی جنة الخلد أيها القريب من القلب والإنسان المرصع بالوفاء ، كم كانت فاجعتي برحيلك وكم صعقت من هول الخبر الذي تسلل إلی مسامعي دون استئذان ،
كنت في طريقي الی مكة لأداء العمرة حين سمعت النبأ الأليم ، تمالكت نفسي وبعد نفس عميق وغصة في القلب قلت لبيك اللهم عمرة عن صاحبي جارالله .
دعيت له من قلبي المكلوم بفراقه وكنت كل لحظة اتذكر ابنته البكر ذات الدم البهي والنكتة السحرية والبسمة التي تترجم روح جارالله .
هو أخ وصديق ورجل نادر في زمن الزيف الذي نعيشه وعندما يحب ويصادق يقدم حياته ثمن لصاحبه ..
أتذكرك يا صاحبي وليس لي من الذكرى غير الحسرات والالم .. 
أتذكر قلقك وشهامتك وخفة ظلك النحيل وأنت ترفع علم الجمهورية اليمنية المخطوفة في سد مأرب ..
لكني لا أهتم بالمتحاربين ولا المتحاورين لأَنِّي أعرف كيف يتلونون حسب المناخ وما اعرفه وأهتم به هو أنت البريء الصادق وأنت تعيش في داخلك ثورة الوطنية الحقة وروح الانسان كما خلقه الله بدون خبث ولا مكر ولا أصباغ .
أنت بالنسبة لي أهم من هذه الزعامات السياسية المتلونة أهم من كراسي السلطة ذات البريق الخادع لأنك نقي القلب والسريرة ، شجاع بدون زيف أو قناع ، له عاطفة جياشه وإنسان مرصع بالنبل والوفاء ،
لايدرك وفاء جار الله الصالحي إلا من عاش معه عن قرب ولا يعي معنى رجولته إلا من عاش معه المحن والشدائد ولا يُفجع برحيلك جار الله إلا من اعتاد سماعك كل مساء وأنت تثور من داخلك .
تجلس مع جار الله الذي يبدأ أول الجلسة بعبارات مختصرة يدخل بعدها في صمت طويل حتى لاتكاد تستطيع تسمع غير لغة الإشارة أو رسائل تصلك عبر الجوال وأنت بجواره إذا أراد شيء ما أو الاستفسار عن خاطرة مرت عليه وهو في طيف تفكيره الطويل . 
تتزاحم الذكريات في ذهني عنك جار الله لكن الذي أنا مولع به واتذكره كل حين هو أنت بكل تفاصيل صداقتنا وأخوتنا ونبل المقاصد في ايام الحب والحزن والمكاره. 
وإذا كانت يد الغدر قد طالتك يا صاحبي في يوم الجمعة الحزينة فإن يد الود ستظل ممدودة لك مدى الحياة تتذكر تفاصيل صداقتنا بما فيها من فرح وحزن وأمل وضحكات تبلغ أصواتها كل قفصنا الصدري الذي يرتفع حد فقدان النفس والتصاق الرئة واحمرار الوجنات. 
أتذكر قصيدة محمود درويش وهو يرثي صديقه غسان كنفاني المقتول غدرا كما قتل جار الله وهو يقول :
"حملناك في كيس ووضعناك في جنازة بمصاحبة الأناشيد الرديئة, تماما كما حملنا الوطن في كيس , ووضعناه في جنازة لم تنته حتى الآن , وبمصاحبة الأناشيد الرديئة ... وكم يشبهك الوطن , وكم تشبه الوطن , والموت دائما رفيق الجمال , جميل أنت في الموت يا غسان ".
مافائدة الكلمات والمراثي وقد فقدناك أبا صهيب 
ماجدوى النحيب لفراقك أيها الصديق الصدوق
لكنها الأشجان تؤرقنا يا صاحبي ويقتلنا الحنين.
جميل أنت في الموت "جار الله "ولا نامت أعين الجبناء .