آخر الاخبار

تدخل إنساني رفيع من برنامج حيث الانسان مع الصيدلي الذي دفع ثمن إنسانية كل ما يملك.... هكذا عادات الحياة من جديد مع فايز العبسي قرابة مليار دولار خلال عدة أشهر ..مليشيا الحوثي تجني أموال مهولة من موانئ الحديدة لتمويل أنشطتها العسكرية . اللجنة الدولية للصليب الأحمر تكشف عن دعمها للمرافق الصحية والمستشفيات في مناطق سيطرة الحوثيين عقب الهجمات الأميركية عقوبات أمريكية جديدة على إيران وكيانات وشبكات تهريب تموّل الحوثيين هل تغيّر واشنطن خطتها ضد الحوثيين لتكون أكثر حسماً.. أم ستكرر السيناريو؟ نتائج المنتخبات العربية في التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2026 خلال اجتماع موسع مع قادة الكتائب والسرايا والضباط..قائد شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمأرب يشدد على رفع الجاهزية وتثبيت الأمن مأرب: الجمعية الخيرية لتعليم القرآن تنظم برنامج سرد القرآني ل200 طالب. تتضمن 59 مادة موزعة على 6 أبواب.. الفريق القانوني يسلم الرئيس مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة تمهيداً لاعتمادها وإصدارها بقانون فعالية حاشدة لمؤتمر مأرب الجامع ومجلس الجوف الوطني... دعوات لوحدة الصف الوطني لمواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية.

أصالة نصري وعبده الجندي
بقلم/ منير الماوري
نشر منذ: 17 سنة و شهر و 4 أيام
الأربعاء 13 فبراير-شباط 2008 07:44 ص

نقلت مواقع تابعة للمؤتمر الشعبي العام من صحيفة "الشارع" المستقلة السبت الماضي مقالا للأستاذ عبده الجندي تحت عنوان "مصير الإصلاح اليوم قد لا يختلف عن مصير الاشتراكي بالأمس". ورغم أن العنوان يحمل مضمونا خطيرا، إلا أن التفاصيل تشير إلى أن الأستاذ الجندي استخرج المقال على عجل من أرشيف قديم، كونه يتحدت في نهايته عن المعاهد العلمية الواقعة تحت هيمنة الإصلاح، وهو أمر يخالف الواقع الراهن للمعاهد.

وتزامن نشر المقال مع ضجة مفتعلة حول مهرجان تموله الحكومة، من المقرر أن تحييه الفنانة أصالة نصري بعد غد الخميس في عدن لنصرة الشعب الفلسطيني في عيد الحب الموافق الرابع عشر من فبراير. ورغم أني أرى بصمات السلطة واضحة على ما طرحه بعض نواب الإصلاح في انتقادهم للمهرجان، إلا أني أشعر بالتعاطف فعلا مع نقد الناقدين لأسباب تختلف في حيثياتها عما طرحه النائب فؤاد دحابة. ففي رأيي أن الشعب اليمني بحاجة لمن ينصره أكثر من حاجة الشعب الفلسطيني للنصر. ومع معرفتنا أن السلطة في بلادنا تسعى لاستغلال معاناة الفلسطينيين كورقة سياسية للمزايدة الخارجية، فإن المعارضة من جانبها يجب ألا تنافس السلطة في المزايدة. لدينا داخل اليمن من المشكلات ما يكفي لإقامة المهرجانات وتنظيم الاحتجاجات، ولا يوجد شعب عربي أكثر منا معاناة، أو أكثر حاجة لمن ينصره على الظالمين.

ومع ذلك؛ فإن الضجة المثارة حول أصالة نصري ليست إلا جزءا من خطة شاملة لتشويه التيار الإسلامي في اليمن، وتحريض الخارج عليه استعدادا لمواجهة محتملة مع هذا التيار كشف عنها الأستاذ عبده الجندي في مقاله المشار إليه، وأنساق إليها بعض نواب الإصلاح دون أن يدركوا مدى انتهازية السلطة وسعيها لاستغلال طروحاتهم أبشع استغلال.

ما طرحه الجندي في مقاله يمثل إحياءاً لمشروع قديم ظلت بعض القوى المشاركة في السلطة تنادي به منذ سنوات، حيث ذكر الجندي أسماء بعض الرموز في هذه القوى ممن يسعون لزج السلطة في مواجهة صدامية مع حزب الإصلاح، بحجة تنامي قوته وخطورته على الوضع القائم.

وبما أن الأستاذ الجندي من المقربين لصناع القرار في المؤتمر الشعبي العام، فإن ما يصدر عنه يجب أن يؤخذ على محمل الجد، خصوصا أنه يفضح بوضوح مخططات السلطة القائمة. وجاء مقاله بعد أن عقدت السلطة اتفاقا مع الحوثيين لإنهاء التمرد في صعدة، إضافة إلى النجاح النسبي في تشتيت القوى المشاركة في تحريك الشارع الجنوبي.

تحتاج السلطة حاليا إلى خصم جديد، من أجل الترويج لنفسها إقليمياً ودولياً بأنها تحارب الإرهاب والتطرف، وربما يكون الخصم الجديد هو حزب الإصلاح أو التيار الإسلامي ككل. ولكن السلطة الحاكمة تغفل حقيقة مهمة، وهي أن المجتمع الدولي لم يعد بمثل هذه السذاجة، بل يدرك من هم الداعمون للإرهاب ومن هم المتلاعبون بورقة الإرهاب، ومن هم المتحالفون مع التطرف.

لقد تولدت قناعة لدى كثير من مراكز الفكر والإقناع في واشنطن بأن التيار الإسلامي قادر على رفد الديمقراطية بأسباب الحياة ولن يكون مناوئا للحرية والإصلاح. وقد أثبت الإسلاميون في اليمن، على وجه التحديد، بأنهم قابلون للتعايش مع القوى الأخرى في المجتمع بل والتحالف السياسي معها، وفي اللقاء المشترك خير مثال على ذلك.

مشكلة التيار الإسلامي في اليمن المتمثل في حزب الإصلاح هي عدم وجود طموح لدى قياداته في الوصول إلى السلطة، بعد أن نجح رأس السلطة في خلق الشكوك والمخاوف لدى هذه القيادات بأن المجتمع الدولي لن يقبل بها. ورغم أن عددا كبيرا من الساعين للتغيير في اليمن (ومن بينهم كاتب هذا العمود) لا ينتمون إلى حزب الإصلاح، ولا يربطهم بالتيار السياسي الإسلامي أي رابط سوى العقيدة الدينية، إلا أنهم يدركون أن حزب الإصلاح هو الحزب الوحيد المؤهل لقيادة التغيير السلمي وسد الفراغ المتوقع حدوثه فور غياب الرئيس الحالي، خصوصا أن السياسات القائمة ستقود بلا شك إلى انهيار وشيك للسلطة الحالية، ولن يجد الفاسدون فيها أي شخص بينهم يجمعون عليه لرعاية مصالحهم المتناقضة والمتنافرة.

ولأولئك المنادين بالتريث، وعدم الانحياز لمطالب الجمهور نقول: تأملوا في الحملة المفتعلة ضد أصالة نصري واقرأوا بتمعن مقال عبده الجندي، ولاحظوا أن الإعلام الرسمي بدأ يسرف في استخدام تسمية " الإخوان المسلمين" لتحميلهم وزر التخلف والفشل السائد في جميع مناحي الحياة

* صحيفة المصدر