آخر الاخبار

مؤسسة أمريكية توبخ الأمم المتحدة وتطالبها بالتوقف دورها كرهينة طوعية للحوثيين في اليمن وتدعو لنقل مقراتها من صنعاء الحوثيون يسخرون من حادثة اصطدام حاملة الطائرات الأمريكية ترومان بالبحر المتوسط ... الشركة اليمنية للغاز تكذب صحيفة الأيام وتؤكد رفع دعوى قضائية ضدها ... وتفند أشاعات تحويل 300 مليون ريال لأعمال تخريب عدن تعرف على النجم الرياضي الأعلى دخلا في العالم للعام في قائمة لا تضم أي رياضية لماذا تم.إيقاف سلوت مدرب ليفربول بعد طرده أمام إيفرتون؟ مبابي سيعود لتشكيلة فرنسا للمواجهة في دور الثمانية الصين لم تعد الأكبر بعدد السكان في العالم لماذا يهرب الشباب من الزواج في الصين بنسب مهولة؟ هل تنجح الرياض بعقد قمة بين موسكو وواشنطن... السعودية ترحب بعقد قمة بين ترامب وبوتين في المملكة في وطن تطحنه الحرب ويسحقه الانهيار الاقتصادي .. الفريق القانوني يزف خبر الانتهاء من مراجعة مسودة القواعد المنظمة لعمل مجلس القيادة الرئاسي

حول دماج....
بقلم/ احمد صالح الفقيه
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 11 يوماً
الأحد 04 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:21 م

الجنس البشري ليس معصوما من الخطأ، والإصرار على واحدية الرأي إنما يعني الإصرار على تعميم الخطأ وإدامته، فما نعتبره حقيقة، حتى في المواضيع الدينية، ليس إلا نصف حقيقية في أحسن الأحوال، لان فهم الناس للنص الديني يختلف من جماعة إلى أخرى وأحيانا من فرد إلى آخر وإلا لماذا تعددت المذاهب والفرق الدينية؟

الحقيقة لا يمكن أن تنبثق إلا من خلال تواجه الأفكار والنقاش ومحاولات الدحض المتبادلة، وهذا ما يجعل التنوع خيرا وليس شرا، بل فيه الخير كل الخير ما دام يساعد الناس على الاقتراب من الحقيقة، فالحقيقة كشف واكتشاف ولا يمكن أن تظهر إلا من خلال تجابه الآراء ومن الجدل ومن الدحض التدريجي للخطأ.

ايجابية التنوع تحتاج الى موقف نشط من قبل الشعب والرأي العام حتى يكون التنافس بين الأفكار فعليا وليس وهميا، أي أن جميع الآراء والاتجاهات يجب أن تكون ممثلة وان يدافع عنها المجتمع. ولابد أن تكون لها مؤسساتها التي تساعدها على النمو والاستمرار.

 كل مذهب هو حكم مسبق وكل مبدأ يدعي امتلاك الحقيقية، والى هنا الأمر مفهوم ومقبول ، ولكن عندما ينتقل المذهب أو المبدأ إلى محاولة فرض نفسه بالقوة على الآخرين فإنه يرتكب فعلا معاكسا للنمو الإنساني ومعاد له. أما عندما ينتقل المبدأ أو المذهب إلى إنكار حق الحياة والوجود على الآخر المختلف كما تفعل النازية والفاشية والمذاهب التكفيرية التي تدعي الإسلام، فان حق حماية الذات بل واجب حماية الذات يحتم الوقوف أمامها بكل قوة ممكنة. وعلى الموقف النشط للشعب أن يمنعها من النمو والاستمرار، لأنها تقوم على مبدأ إلغاء الآخر، كل آخر، والقضاء عليه، ليس فكريا وإنما ماديا وجسديا بالاغتيال والتفجير والعمليات الانتحارية التي تستهدف المدنيين الأبرياء.. ولذلك فان العمل ضدها وإيقافها هو في صالح المجتمع وفي صالح مستقبله على المديين القريب والبعيد.

ومن الواضح أن جماعة دماج بالجذور والنشأة ، مؤسسها من أتباع جهيمان العتيبي الذي استحل الحرم المكي وقتل زواره والعاكفين فيه، وبالممارسة قاموا بتكفير الحوثيين والزيدية عامة ولا يزالون يفعلون في خطبهم ودعايتهم وصحفهم في أنحاء الجمهورية هم وأمثالهم من السلفيين والإصلاحيين.

 وقد شاركوا في قتلهم خلال الحروب العدوانية عليهم والتي استمرت من 18 يونيه 2004 إلى نهاية الحرب السادسة في 12 فبراير 2010، واتي خلفت ثلاثين ألف شهيد من مواطني صعده، ودمرت منازلهم، وقراهم، وأسواقهم، ومزارعهم، ومعائشهم، على أيدي قوات السلفي على محسن الأحمر وشركائه الإصلاحيين القبليين وراعيتهم المملكة العربية السعودية.

إن حماية الذات هي الغاية الوحيدة التي تسمح للناس فرديا أو جماعيا بالتدخل في حرية عمل أي فرد أو جماعة، وهي الغاية الوحيدة التي يمكن من اجلها استخدام القوة شرعيا من قبل جماعة متحضرة ضد أحد أعضائها رغما عنه لمنعه من الإضرار بالآخرين.. وفي هذه الحالة فان الضرر ماثل ومستمر.

.لن يختلف اثنان على أن القضاء على الجريمة واجب اجتماعي وإنساني وأخلاقي، وأن المنظمات والدعوات التكفيرية التي تحبذ العنف والانتحار من اجل القضاء على الآخرين هي أسوأ أنواع المنظمات الإجرامية التي ينبغي القضاء عليها أولا بأول، وتطهير المجتمع منها، فهي مهما تمسحت وتشدقت بالله وبالرسول فأنها منظمات إجرامية ومؤسسات إجرام منظم يجب القضاء عليه، ما دام قد ثبت تورطها في التكفير والإرهاب.