عاجل .. وزير الدفاع اليمني : القوات المسلحة وجميع التشكيلات العسكرية في جهوزية عالية وسنتعامل بحزم مع أي مغامرة حوثية
في أمسية رمضانية لرابطة الجرحى بمأرب.. بلغيث: القيادة السياسية تقدر تضحيات الجرحى
من أعماق سقطرى.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا ويغير مسار حياة ابو سلطان
حزب الإصلاح في اليمن يوجه دعوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة
تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..
مركز الفلك الدولي يكشف عن موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
عاجل ...الجامعة العربية تكشف عن أدوات المواجة مع إسرائيل ردا على المجازر الإسرائيلية في غزة
وزارة الدفاع الأمريكية: مصممون على تدمير قدرات الحوثيين العسكرية
أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع سفير تركيا
عندما يقترب النصر تتشكل معه مخاطر الانكسار , ففي اللحظة التي يعتقد الثوار ان ثورتهم أوشكت على الوصول إلى بر الأمن , في هذه اللحظة تتولد مخاطر اشد خطورة من النظام الحكم المتساقط ذاته , ربما تعصف بالثورة في أتون المجهول , وهذا الأمر ليس نسيج خيال ,بل حصل في ثورات سابقة عبر التاريخ , وعلى سبيل المثال الثورة الفرنسية عندما تسبب الثوار أنفسهم في إجهاض ثورتهم والدخول في صراعات استمرت لسنوات , ان الثوار يرتكبون أخطاء فادحة نابعة من حرصهم على الثورة ذاتها , لكنها تتحول الى كابوس ووحش يفترس الثورة بلا رحمة , ويمكن هنا الوقوف عند أكثر الأخطاء تأثيرا في إجهاض الثورات :
ترتفع حدة الخلافات وتسود لغة الاتهامات المتبادلة ومفردات التخوين, والانقسامات الضارة , وهذا المسلك الشائك يعمل على تمزيق الصف الثوري ,ويفتح الباب أمام شائعات ودسائس أعداء الثورة لتفعل فعلها الفتاك فتقوم بما عجزت عن فعله في لحظات الترابط والاصطفاف والتلاحم, بل ان الخلافات تؤدي إلى إيقاظ بقايا النظام وتفتح شهيتهم المسدودة فيتحركون مجددا للانقضاض على الثورة , وقد ينجحوا في ظل تناحر الثوار فيما بينهم , وهذا لا يعني إننا نلغي أفكارنا ونقدنا وما بيننا من تباين, بل من الواجب التعبير عن الاختلاف , ولكن في إطار سقف يتمثل في (وحدة الصف ووحدة المسيرة والترفع عن التأمر والمكابدات والسب والشتم , و الحرب الإعلامية المعلنة ) لتكن خلافتنا بينا , و نكرس ثقافة التسامح والود في ظل الاختلاف , و لا يليق بالثوار رمي المخالف منهم بتهم التخوين والجاسوسية , و إرهاب الرأي بهذه التهم
تبدأ بالظهور لغة الاستحقاق والانا والرفض للآخرين , والمحاصصة , بما يتنافي مع منطق الثورة , ذلك المنطق الرافض لمنهجية الغنائم وتوزيع المناصب والمكاسب كاستحقاقات ثورية , باعتبار ذلك تكريس للماضي وإعادة إنتاج لأنظمة القهر والاستبداد , وما اسقط الثورات السابقة إلا مطامع تتخذ من اسم الثورة والشعب ستارا انتهازيا لمصادرة الثورة لحساب أشخاص او جماعات , فباسم الثورة وباسم الشعب حكم الأمة العربية اشد الأنظمة استبدادا وطغيانا , وعلى الثوار ان يكرسوا مفهوم ان الشعب هو صاحب الحق , ولا فضل لأحد على الشعب , وان يجسدوا ذلك قولا وممارسة بقناعة كاملة ويكفيهم شرف المشاركة في انجاز الثورة
حين يلوح النصر يتضاءل الإحساس بالخطر فتدب في أوساط الثوار حالة من الغرور تعكس نفسها في سلوكيات ومقولات ,لا تخدم الثورة تتمثل في ( إسقاط النظرة الفاحصة والرؤية العميقة و التقييم الواقعي للأمور من الذهنية وتبلد الذهن عن النظر, وسيطرة المشاعر على العقول – الإفراط في إطلاق مشاعر الانتقام والكراهية للمتعاونين مع النظام او من وقفوا على الحياد وتبني مواقف متشددة لا تسمح باستيعاب من غرر بهم النظام وقد تصل الى حد الدعوة للتصفية السياسية او أعمال الانتقام المختلفة – اعتماد خطاب مطلق و متهور ومستفز يساعد على خلق بؤر التأمر ضد الثورة من قبل المتضررين من هذه السياسيات الهترالية والنزعة الاستعلائية )
خلاصة القول ان الثورة لا يهزمها في نهاية المطاف إلا الثوار أنفسهم بتصرفاتهم غير المتزنة ,والنظام قد يموت فتبعث تلك التصرفات فيه الروح من جديد , وربما تقود تلك التصرفات والسلوكيات الى حروب كما حدث للثورة الفرنسية, ولا نجاح للثورة إلا بالتسامح , والصبر على بعضهم البعض, و وحدة الصف والتلاحم , ورفض الإشباع لرغبات الانتقام المعمم ,والترفع عن سفاسف الأمور, وعدم الانشغال بقضايا ثانوية وتجنب وتحويلها إلى مادة للخصام الى , و رفض تحويل المشاركة في الثورة إلى مناصب ومكاسب وحصص, وتجسيد ثقافة الدولة المدنية الحديثة , ومفاهيم الحريات والحقوق وسيادة القانون , فهل سنتعلم من التاريخ