ركلة جزاء صحيحة لم تحتسب.. منتخبنا يخسر من أوزبكستان في أولى مبارياته في نهائيات كأس آسيا للشباب
الشرع يستهدف كبار رجال الأعمال الموالين للأسد... تفاصيل
محمد صلاح يحطم رقما قياسيا جديدا في الدوري الإنجليزي
مجلس عزاء بمأرب بوفاة المناضل السبتمبري محافظ عمران الاسبق يحيى بن عبدالله العذري
الهلال الأحمر… توجيه شاحنة محملة بـ 7 عيادات للأسنان إلى اليمن
اتفاق على إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر
تقييم الحوادث يفند اتهامات ضد التحالف في اليمن
استعدادات البطولة الرياضية الوفاء ل مأرب تكتمل بمشاركة 12 محافظة
تقرير أمريكي يُحذّر من مخطط حوثي للسيطرة على مأرب.. ويتحدث عن عواقب بعيدة المدى على أمريكا وحلفائها
تحفة تاريخية من محافظة الجوف يعود صناعهنا لاكثر من 2600 عام تباع في مزاد علني بلندن برخصة إسرائيلية.. فيديو
تطل علينا الذكرى السابعة والخمسون لثورة 14 اكتوبر المجيدة، ضد المستعمر البريطاني الذي ظل جاثما على الجنوب قرابة 129 عاما، في وجهه الإستعماري السلطوي الاستبدادي القبيح. والذي حرم الناس من أبسط حقوقهم، وأذاق الشعب من كؤوس الويل، ومنع عنهم أبسط حقوقهم، بل ومضى في تقسيم البلاد إلى دويلات ومشيخات في إطار فرز مجتمعي نتن، كل تلك وغيرها ارهاصات عانى منها الشعب في الشطر الجنوبي، حتى فاض الكيل، وبدأ التفكير جيدا في طرد هذا المستعمر، والتي كانت شرارتها التي أشعلت لهيب الثورة من ردفان في ال 14 من اكتوبر 1963م، بقيادة راجح غالب لبوزة، وفيما بعد استمرت الثورة في نضالها المسلح وتلاحمها الوطني الكبير، حتى طرد المستعمر وخروج اخر جندي بريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ونال جنوب اليمن حق الاستقلال الكامل.
لم تكن ثورة 14 اكتوبر الا تجسيدا حقيقيا لنضال شعب الجنوب بالتوازي مع نضالات ابناء الشمال وهم يخوضون معركتهم ضد الإستبداد الامامي، في تعاضد وتماسك كبيرين للخلاص من الاستبداد والاستعمار..
لقد راهن الإستعمار البريطاني على التشضي الذي أحدثه في مكونات المجتمع، والإطباق الحديدي على الشعب، والتجهيل والإفقار المتعمد، كخيار بقاء له في خاصرة اليمن الجنوبي، لكن ذلك تحطم على إرادة من فولاذ لهذا الشعب التائق الى التحرر وفك قيود الاستعمار، وكانت ثورة 14 اكتوبر هي نتاج لجهد كبير ونضال متعدد لأطياف المجتمع، في ملحمة بطولية نضالية واحدة، انتفض فيها كل الجنوب من الضالع الى يافع ولحج وأبين والصبيحة وبيحان والعوالق وحضرموت والمهرة وعدن، وتشكلت الحركات الطلابية المناهضة للاستعمار، والتنظيمات السرية التي اختارت الكفاح المسلح كخيار وحيد لطرد الاستعمار، علاوة على العمل السياسي الذي رافق هذه الفترة من خلال عقد مؤتمرات انعقدت في شطر اليمن الشمالي للترتيب الانطلاق الثورة، وتأسيس "الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل" ، بالتوازي مع العمل العسكري والتمرد المسلح والقيام بأعمال منقطعة هنا وهناك ضد الاستعمار، الذي رد عليها بجنون وقصف بطيرانه المدنيين.
حتى كانت الشرارة في 14 اكتوبر 1963، والذي خاض فيه الشعب معركة وجودية ومصيرية لطرد الاحتلال استمرت لاربع سنوات، مثل أعلى ذروة سنام التلاحم الوطني، والالتفاف الشعبي الكبير، في كفاحه المثخن ضد الاستعمار، واعترفت الأمم المتحدة بشرعية كفاح شعب جنوب اليمن، واشتد الخناق على البريطانيين، وناخت صنميتها واسطورتها "الدولة العظمى التي لا تغرب عنها الشمس" حين أعلن وزير خارجيتها آنذاك" جورج براون" : أن بلاده ستمنح الاستقلال لجنوب اليمن في 30 نوفمبر 1967م، وهو ما تم فعلا، ونال شطر اليمن الجنوبي استقلاله.
إذن نحن أمام عمل اسطوري كبير، يحب أن يخلد في ذاكرة الايام، وهو يروي ملحمة بطولية جسدها أبناء اليمن الجنوبي الميامين في سبيل الحرية والكرامة، ووقفوا في وجه اقوى دولة حينها، حتى تحقق النصر. وهو ما يكون ملهما للاجيال المتعاقبة بان هذا الشعب لا يهزم أمام أي قوة كانت، وانه لا يقبل أي مساس بكرامته أو مصادرة حقوقة مهما طال الزمن أو قصر.
الخلود للشهداء الذي سطروا بدمائهم على صفحات التاريخ أبهى معاني العزة والكرامة، ورسموا لنا لوحة زاكية من التضحية والفداء في سبيل التحرر والانعتاق. والتحية لكل الأبطال الذين يقفون على الثغور في ميادين العزة والكرامة، ضد الكهنوتية الامامية الاستبدادية بنسختها الحوثية المدعومة من ايران، والتي تحاول أن تعيد اليمن إلى مربع الجهل والظلم والتخلف والفيد، وتحوله إلى ولاية ايرانية في خاصرة الوطن العربي..
وهنا انتهز الفرصة لأعبر عن خالص التهاني لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ولكافة الشعب اليمني، بهذه المناسبة الخالدة.