الرياض وواشنطن توقعان اتفاقية تعاون إستراتيجي في هذا المجال 3 بطولات "مثيرة" في كأس العالم للرياضات الإلكترونية الشركة المالكة للناقلة (أولفيا) تفضح الناطق العسكري للحوثيين سلطات مأرب تطلق خطة الاستجابة الإنسانية للمحافظة للعامين 2024م- 2025م أبو حمزة يكشف كيف هربت قوة صهيونية كـ”الجراد”.. والقسام توجه رسالة مصورة انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين توقعات بحدوث فيضانات مفاجئة في عدد من المناطق بـ اليمن خلال الأسابيع القليلة المقبلة أسطورة كرة القدم ميسي يحقق أحلام قائد وريثه يامال نائب ترمب: بريطانيا ستكون أول «دولة إسلامية» تملك «النووي» نيابة الاحتيال المالي السعودية تكشف عن محتال سعودي خدع ضحاياه بـ «مناقصات وهمية» تبلغ 12 مليون ريال
كتبت العام الماضي مقالة بعد إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عدم ترشحه لرئاسة الجمهورية لولاية جديدة، وكان عنوانها «تهويشة أم حكمة يمانية»، عبرت في المقالة عن تأييدي الشديد لقرار الرئيس، وأراهن على أنه سوف يتمسك بذاك القرار، كما عارضت المشككين الذين تنبأوا بخروج «الجماهير» بالملايين لتطالب الرئيس بالترشح من أجل الشعب والوطن، على الطريقة الجماهيرية بعد تنحي عبد الناصر، بعد نكسة حزيران 1967.
كنت أجادل بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، سوف يدخل التاريخ كأول رئيس عربي يتخلى عن الرئاسة لمرشح آخر يأتي به الشعب من بعده، وأن قراره يجسد الحكمة اليمانية، خصوصا أن الرجل خدم بلاده لمدة تقارب الثلاثة عقود. مما يذكر أن الرئيس السوداني سوار الذهب وعد وأوفى بتسليم السلطة للشعب، بعد انقلابه على الرئيس جعفر النميري في منتصف الثمانينات، فكان بذلك أول رئيس عربي يتنحى عن السلطة طواعية. لم يسجل لنا تاريخنا تنازلا طوعيا عن السلطة من قبل رئيس عربي أبدا.
كنت أحسب الرئيس اليمني قد دخل التاريخ من أوسع أبوابه، ولكن الجماهير ـ سامحها الله ـ خيبت ظني، وحرمت الرئيس علي عبد الله صالح من أن يحفر اسمه في ذاكرة التاريخ العربي، فخرجت الجماهير هاتفة ومطالبة الرئيس بالترشح عنوة، فكان أن خضع الرئيس لإرادة الجماهير ومطلبها القومي والوطني فترشح للرئاسة.
وجاءت الانتخابات اليمنية الأربعاء الماضي، بعد حملة شرسة بين الرئيس وقوى المعارضة ممثلة بفيصل بن شملان، والحق فإن الانتخابات اليمنية، التي جرت الاسبوع الماضي من السوابق الديمقراطية في عالمنا، إذا ما استثنينا الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، التي انتهت بمنافس الرئيس الأبرز ـ أيمن نور ـ في السجن ولا يزال. فقد تنافس الرئيس علنا مع خصمه السياسي، وهذه حسنة، وجرت الانتخابات بهدوء نسبي، صحيح أن بعض الحوادث الدامية جرت في بعض مراكز الاقتراع، ولكنها بسيطة إذا ما أخذنا في الاعتبار كثرة السلاح اليمني، وثقافة الدم التي عادة ما ترافق انتخاباتنا العربية الديمقراطية.
بعد قفل صناديق الاقتراع، تمنيت ألا ينجح الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، ليس كرها به، بل حب في أن يدخل التاريخ، بعد أن أجهضت الجماهير محاولته الأولى للدخول إلى سجل الخالدين، بعد إعلانه العام الماضي عدم الترشح، فلو فاز منافس الرئيس لسجل تاريخا جديدا ليس لليمن وحده، بل لعالمنا العربي العتيد، ولقال التاريخ إن الرئيس اليمني كان أول رئيس ديمقراطي حقيقي يتنازل عن السلطة بإرادة الجماهير لمنافس له عبر صناديق الانتخاب، وليس عبر الدبابات والاغتيالات،.. ولكنها الجماهير ثانية ـ عفى الله عنها وغفر لها ـ فلقد حرمت الرئيس صالح من شرف التنازل الديمقراطي، حيث صوت له أكثر من ثمانين في المائة، حسب النتائج الأولية للفرز وقت كتابة هذا المقال صباح الجمعة. بينما حصل منافسه مرشح اللقاء المشترك على ما يقرب من عشرين بالمائة من الأصوات، وسط اتهامات من المعارضة بخروقات وتلاعب في صناديق الانتخاب. وهذه الاتهامات تلازم كل نتيجة انتخابية عربية، ولن تزول أبدا حتى نرى مرشحا غير الرئيس يفوز بالانتخابات، الأمر الذي كنت أتمنى أن تحققه الانتخابات اليمنية ليسجل اليمن السعيد سابقة ديمقراطية سعيدة، وليخلد التاريخ علي عبد الله صالح إلى الأبد...فخامة الرئيس، ليتك لم تفز في الانتخابات.