عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل.. طائرات حربية تشن سلسلة من الغارات الجوية على أهداف بالعاصمة صنعاء عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز العاصمة صنعاء ''المواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي إسرائيل تكشف طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن اختيار السعودية لاستضافة بطولة كأس الخليج القادمة (خليجي27) إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار قتلى في كمين نصبه فلول نظام الأسد والادارة السورية الجديدة تعلن تحييد عددا منهم
استطلاع: ناصر العواضي وعبد الغني اليوسفي
كثير هي المناظر السياحية في اليمن، والجميل عندما يجتمع عبق الطبيعة وجذور التاريخ في مديرية ذات مناظر خلّابة واسعة، وذات أثر تاريخي مشهود، وهي مديرية السياني بمحافظة إب، التي تسلب الألباب لجمالها السياحي واخضرار أرضها وتعدد حكاياتها.
وفيها ننقل القارئ إلى دهشة العين وتلهّف القلب بنغمات أصيلة تربط التاريخ والأرض والإنسان والجمال، فالسياني مديرية كساها الله تعالى بثوب الخُضرة الدائم، ومنحها عيون المها، ذُكرت في كُتب المؤرخين، واحتفظت بين جفونها بمعالم حميرية ونقوش كتابية، تسطر اسمها وأصالتها وأهميتها. تقع جنوب محافظة إب، يحدها من الشرق جبل الخضراء وجبل التعكر من الغرب. وتعد المديرية غنية بالسياحة الطبيعية والتاريخية، ولها أهمية في قاموس الإنسان اليمني الذي يبحث عن بذرة البداية وشذرات العصور المتعاقبة.
شواهد سياحية
هذه المديرية الجميلة صاحبة حلة وتاج وهيلمان، ولها شأن، حوَت فنون الجمال الجذابة ومناظر الهوى الساحرة، ولها مواصفات فريدة، تمثلت بجبالها العالية التي تناطح السحاب، وتغازل النجوم، ومُدرجاتها الزراعية المرصوفة على صدور الجبال، ومُنحدرات الوديان المطرّزة بألوان الطيف، وقُراها الجميلة الرابضة في بطون الأودية، والقابعة في قمم الهضاب، تظهر وكأنها معلّقة في الفضاء، تنشد عظمة التاريخ للآباء والأجداد، وخيرة أيامها فصل الصيف الذي يأخذ فترة ستة أشهر، وفيه يعود لها عُمر الشباب وبهجة الروح، وتنساب فيها عيون المياه الصافية، ولا يجد الزائر لها كللا أو مللا تعوّضه عمّا فات من عُمره وتدهش البصيرة، وكم وفود تنقّلت في محاسنها وبقاعها؛ كونها محطة جذب للزائرين، والسياحة فيها معوّدة بالكثير من وقع الجمال وريا المفاتن الطبيعية، التي جعلت الغزل فيها متعة وروعة للنفس والوجدان.
مجلداتها التاريخية
السياني تاريخ من قبل الإسلام يعود إلى العصور الحميرية المتعاقبة، كما أكد الكثيرون، وهو الأمر الذي أكد أهميتها وخصوبتها وجودتها ومكانتها في دائرة العين. ومن أشهر آثارها منطقة الحمراء، وجبل الملك، وثلم، وسناح، والمصانع، وساحات الجند، ومساقي المياه، وحصون الحماية في أعالي الجبال، ونقوش الملوك، والمسمّيات، وكل ذلك يعود إلى العهود الحميرية، حيث ما زال الدحق أحمر، والأثر باقيا، والوصية شاهدة للتاريخ.
أما في ظل الإسلام، فقد زادت أهميتها؛ كونها تقع في ملتقى طرق، فكانت سوقا للتجار، ومزارا للزائرين ومأوًى لطلبة العلم. فيها الكثير من المساجد والمآذن، وفيها أضرحة تفوق الــ50 ضريحا. ومن قُراها القديمة: قرية ذي أشراف، والظفير، وعرنة، ونعيمة، وصُهبان، وفيها سمسرة المحرس المشهورة، ومصنعة سير، ومصنعة صيرات. ومدارسها العلمية المشهورة: ضراس، والعمرانية وحلل والمسالقة. ولها العديد من الأسواق القديمة التي كانت تُذكر فيها: ذي الأشراف، والجدس، والمحرس. ويقال إن العُمرانية وحدها خرّجت 300 عالم بدرجة الاجتهاد في القرون المتقدّمة. وحديثا شبّت فيها مدينة حديثة أصبحت عاصمة المديرية، ولها أحداث تاريخية ارتبطت باسمها، وتوالت منذ القرن الثالث عشر الهجري، حيث اتخذها العثمانيون منتجعا سياحيا يستريحون فيه من عناء السفر، وويلات الحروب المنهكة. ولها العديد من حصون الحماية العسكرية العثمانية التي كانت مواقع حميرية ذات يوم.
أما سمسرة المحرس فقد شكّلت سوقا رائجا للبضائع القادمة من عدن وتعز؛ ليتم مقايضتها بالبضائع القادمة من صنعاء وإب وذمار ويريم، وكانت تأتي الملابس والعطور والبخور والتبغ من عدن وتعز، ويأتي الزبيب والعنب والبن والعسوب والمدائع من صنعاء، فيتم التبادل في سمسرة المحرس التي تحوي أكثر من ستين عقدا تاريخيا، وتحتل مساحة واسعة إلى جانب الكثير من السماسر الأصغر في المساحة، والتي تزيد على ثماني عشرة سمسرة.
اسم السياني
لمديرية السياني شجن تاريخي، وهمزة وصل بين الماضي والحاضر، فيقال إن اسمها جاء باسم سيّان بن وائل الحميري، وهي عادة عند ملوك اليمن كانت في الماضي، حيث كانوا يربطون المناطق بأسماء أولادهم لترسيخ الاستقرار والحُكم وتوارث الاسمية.
ورغم جمالها وصلابة بأسها فما زالت بحاجة إلى ترميم شواهدها؛ كي يزداد جمالها، وتحتفظ بسلطانها السياحي والتاريخي، وهي تنتظر خُطوة قادمة لإخراجها من عالم النّسيان إلى عالم الإشراق الواسع..
صحيفة السياسية