آخر الاخبار

في لقاء مع السفير الأمريكي.. البركاني يطالب واشنطن تغيير طريقة تعاطيها مع قضية اليمن حوادث يناير المرورية تودي بحياة وإصابة نحو 380 شخصًا.. إليكم أبرز 7 أسباب الكشف عن الوجهة الجديدة للرئيس السوري أحمد الشرع بعد السعودية ملف دعم الحكومة اليمنية على طاولة مؤتمر لسفراء الإتحاد الأوروبي ينطلق اليوم في بروكسل جهاز مكافحة الإرهاب في عدن بقيادة شلال شايع يفرض شروط واجراءات جديدة ورسوم مالية على جميع واردات الموانئ طقس معتدل إلى بارد بالمناطق الساحلية وشديد البرودة بالمرتفعات الجبلية جهاز مكافحة الإرهاب يطبق إجراءات رقابية ورسوم جديدة على الواردات البحرية في عدن تقرير حقوقي يكشف جرائم الحملة العسكرية الحوثية في حنكة آل مسعود تعد من أسوأ الجرائم في تاريخ اليمن الأمم المتحدة تكشف عن تقارير مخيفة… نصف الولادات في اليمن تتم بشكل غير آمن بهدف إعادة التوازن الإقتصادي ..محافظ البنك المركزي يبحث مع كوريا الجنوبية تعزيز الدعم الاقتصادي وبرامج الإصلاح المالي

هل يفهم الشمال ما يجري في الجنوب
بقلم/ جميل امذروي
نشر منذ: 12 سنة و أسبوعين و 3 أيام
الأربعاء 16 يناير-كانون الثاني 2013 04:07 م

في مهرجان التصالح والتسامح السابع شهدت ساحات عدن والمكلا حشود جماهيرية لم يسبق لها مثيل في كل مسيرات الحراك الجنوبي وفعالياته. ذلك المهرجان شجع بعض ساسة الجنوب ومثقفيه على رفع سقف مطالبهم وأخرج بعض ساسة الشمال ومثقفيه عن إتزانهم. هكذا هي السياسة، فعندما لايستجيب الطرف الثاني بالسرعة الكافية والتفاعل الديناميكي الجاد مع المطالب السياسية للطرف الأول يجد نفسه بعد فترة وقد تجاوزه سقف الأول بمطالب لم يكن يتوقعها. وهكذا تستمر كرة الثلج الجنوبية في التدحرج وصنعاء صامتة كأنّ بها الصمم.

في لقائه الأخير مع قناة السعيدة صرح السياسي الجنوبي صالح باصرة أن صنعاء تتعامل مع القضية الجنوبية ببرود ولا مبالاة مما زاد من وتيرة الحراك ورفع سقف مطالبه، رافعاً هو نفسه سقف مطالبه من حلاً فدرالياً الى حلاً كونفدرالياً.

يتسم العقل الجنوبي بالشك والريبة من ممارسات القوى الشمالية المتصارعة على السلطة، فهو يعتقد أنها تختلف في كل شيئ الا في رغبتها الشديدة في بقاء الأوضاع في الجنوب على ماهي عليه ليكون الجنوب غنيمة للمنتصر منهم.

يسوق بعض الجنوبيين الأكثر تشدداً نفس المفهوم ليبرروا سر تمسك كثير من النخب الشمالية بالوحدة. ربما كانت هذه نظرة سوداوية وشديدة سؤ الظن، لكن المؤكد أنّ لها ما يبررها.

يرفض المؤتمر الشعبي العام ممثلاً بزعيمه "المناضل الكبير" الخيار الفدرالي بينما يبشر به الأمين العام المساعد للمؤتمر-بن دغر الجنوبي- في ممارسة بدائية للسياسة تعود الى عصر البيضة والحجر.أمّا الإصلاح فيمارس سياسة الصمت السلبي تجاه شكل الدولة ونظرته لحل القضية الجنوبية في اسلوب عمل قائم على معايير النظر للآخر كخصم مستقبلي سيلتقيه على طاولة مفاوضات لا شعباً وجمهوراً ناخباً من الواجب أن يهتم بقضاياه ويسعى الى حلها.الغريب أنّ الإصلاح يمارس سياسة تتطابق نتائجها مع مطالب قادة الحراك بمفاوضات جنوبية شمالية.

لقد إرتكب الإصلاح مجزرة سياسية بحق أنصاره في عدن والجنوب بتركهم دون رؤية ولا استراتيجية يبشرون بها لحل القضية الجنوبية.الإصلاحيين الجنوبيين كانوا يتلقون الضربات السياسية في الأيام الماضية دون القدرة على ردها. لقد تسببت سياسة الصمت السلبي لقادة الإصلاح في الشمال بنزيف سياسي حاد لإصلاحيي الجنوب وبروز كامل للحراك كمكتسح وحيد للساحة في الجنوب.

لا أدري هل يمارس المؤتمر والإصلاح وبقية القوى المتنفذة والنخب التي تدور حولهم سياسة مدروسة تجاه القضية الجنوبية أم أنهم يستخدمونها كمجرد تكتيك لخدمة صراع السلطة في صنعاء.

هل هم على قدر كبير من الدهاء والذكاء الحاد أم أنّ الأمور إختلطت عليهم وما عادوا مدركين ولا مستوعبين للمزاج الشعبي شديد الإحتقان في الجنوب ولا عادوا قادرين على التعامل معه.

أيّاً تكن سياساتهم فالمشاهد لمآلات الأمور في الجنوب سيكتشف وبسرعة حجم الهوّة الكبيرة التي باتت تفصل نخب وساسة الجنوب عن مثيلاتها في الشمال. وهكذا ترتفع المطالب وتستمر سياسة إضاعة الفرص.