عاجل: الحوثي يهدد بعودة العمليات العسكرية بالبحر الأحمر ويمهل إسرائيل 4 أيام
ماذا يحدث في الساحل السوري؟ السعودية تسجل موقفًا عربيًا مشرفًا مع سوريا وتختار طرفها
عددها 7 وهي من أفضل المشروبات لصحتك على مائدة الإفطار
نقص هذا الفيتامين .. قد يقودك للجنون وفقدان الذاكرة
6 أضرار للجسم بسبب التوتر النفسي.. لا تخطر على بالك
إنقلاب 4 قوارب قبالة سواحل اليمن وجيبوتي و فقدان 186 مهاجرا
هجوم روسي جديد يستهدف مطارا في أوكرانيا يضم طائرات من طراز إف-16
روسيا تشن قصفاً مكثفاً و هجوم هو الأعنف بـ261 صاروخاً ومسيرة على منشآت الطاقة في أوكرانيا
اشتباكات دامية ومواجهات لا تتوقف في الساحل السوري... وحظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية
بيان تحذيري وصارم بعد إعلان ترامب قائمة سوداء لدول يحظر دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة
كثيرا ما ذهبت بنا العادات والتقاليد إلى أماكن ابعد من تلك، لأنها تقمع رغباتنا وتنتقل معنا لفراشنا، وتجعل من معابد الحب في فراش الزوجية شيئا أشبه بدورة تدريبية شفوية بكيفية التعامل مع الأخر بأدب واحترام شديد وأحيانا مبالغ فيه، دون استخدام الغنج أو فنون الحب والجنس في فراش مخصص لذلك، ومتسع أيضا لكل ما سيدور عليه.
إن ثقافة العيب التي أحاط سوارها بالمرأة، عملت على تحجيم الرغبات الجنسية لها، خصوصا في فراش الزوجية، حيث الشرعية التي تحق لها، ولكنها وبناءا على ما تعلمته تبقى حبيسة الأفكار الرجعية، وتعيش في هاجس العيب من إصدار أي صوت داخل الفراش أو الإتيان بأي حركة، وذلك أيضا بسبب وصايا أمها التي فعلت ذلك من قبلها بكل التزام على مدار سنوات زوجها، وكأن الصمت والاختناق هو من نصيب الزوجة في الفراش دائما.
وعندما يختلي الزوج بزوجته على فراشها فانه قد يعاملها على أنها وعاء متلقي، وذلك حسب الثقافة الذكورية التي تربى عليها وجعلت منه ذكرا في الفراش، أي ثقافة"سي السيد"، غير أبها بزوجته التي لها حقوق شرعية عليه، ولكن بعض الذكور في مجتمعاتنا العربية يؤمنون بشدة بعدم إعطاء المرأة حقوقها الجنسية في الفراش، وذلك لأنها لا تستحق ذلك في نظرهم، وأنها مجرد جسد خالي من المشاعر والإحساس والغريزة، أو أنها قد تشعر بقيمتها وتتمرد عليه مستقبلا، فتبقى المرأة إلى أن تموت حبيسة مفاهيم ذكورية لا تعترف بوجود النساء كبشر.
وعندما تتجه المرأة للبوح بعدم وصولها مع زوجها إلى الإشباع الجنسي اللازم في الفراش، فإنها تتهم بأنها غير سوية وقد توجه لها تهم مخلة بشرفها، وذلك فقط لأنها طلبت حقها الذي أراده لها الشرع والدين، ولكن الموروث الثقافي يقدس في نظر الغالبية أكثر بكثير من موضوع الدين الذي يستخدمونه فقط في الصلوات ويبعدونه عن حياتهم اليومية.
ومتى عرفت الزوجة طريق رجل آخر، فإنها تقع في بئر من التخبط، ما بين العادات والتقاليد وبين الدين وقناعاتها، ولكن في النهاية الذي يغلب على أمرها هي الغريزة التي تجعلها تسير إلى بيت رجل آخر، وهي ترتعد من شدة الخوف، وشدة الحاجة إلى من يفهمها في الفراش.
وبالمقابل هناك النساء اللواتي يأخذن حياتهن كأنهن فقط خلقن لكي يحصلن على فرصة الزواج، ومن ثم الجلوس في البيت وإنجاب الأطفال وممارسة أعمال البيت اليومية، ولسان حالهن يقول "تزوجنا وخلصنا"، وللأسف من تمتلك تلك القناعات فإنها تكون غير قادرة على إعطاء الحب والإشباع الجنسي لزوجها، لأنها تعتقد بأنه لن يستطيع الالتفات إلى أخرى بسبب كثرة المسؤوليات والأطفال.
وهناك الكثير من الأزواج سواء الرجل أو المرأة الذين يخجلون من طلب ما يستحقون في فراشهم، وللأسف ينتظر كل واحد منها الآخر، أن يقوم بإغداق المشاعر والحب والغرام التي لن تأتي لأن احدهما يخجل من طلبها، وهنا نرى أن ثقافة العيب قد امتدت إلى فراش الزوجية حيث التحفظ من طلب وممارسة الحق الشرعي، ويبقى الصمت عنوان لفراش بائس جدا.
وعندما تحاول المرأة طلب حقوقها الشرعية في فراش زوجها، فإن بعض الأزواج يعتقدون أن هذه المرأة وقحة، أو أنها قد مارست الجنس مع رجل في السابق، ولكن علميا فإن الرجل يحتاج في فراش الزوجية إلى امرأة ماهرة في أمور الإشباع الجنسي، فهو يريد امرأة مؤدبه أمام كل الناس لكن يريدها أمامه عاهرة إلى درجة كبيرة.
وهناك الأزواج الذين يتعقدون أنهم بارعون في إشباع رغبات زوجاتهم، وأنهم يحسنون الأداء في الفراش، ولكنهم يتناسون الجانب الإنساني والعاطفي في الفراش الذي قد يكفي المرأة أحيانا، ويجعلها تشعر بالراحة الكاملة، ولكن الثقافة السائدة تقول أن الإشباع الجنسي هو المطلوب فقط، وهذا الخطأ بعينه.
ولن أنسى أن أشير إلى الأزواج المتقدمون في العمر، عندما يقوم كلا الزوجين أو احدهما بهجر الآخر، وذلك لان ثقافة العادات والتقاليد تأمر الزوجين الكبار في السن وأحيانا اللذان لم يتجاوزا الخمسين عاما، بالابتعاد عن بعضهما، وذلك بحجة أنهم تزوجوا فقط لإنجاب الأطفال، وألان انتهت المهمة، ويجب التوقف عن ممارسة الحب والجنس في الفراش.
وهناك أسباب أخرى من شأنها أن تعمل على جعل فراش الزوجية، ثلاجة مقفلة لا تشعرك بأي نوع من الحب والدفء والحنان والأمان، ولأن مقالي لا يتسع لذكر كل هذه الأسباب التي تتسبب في وجود فراش بارد جنسيا.
وانهي مقالي بالقول لو لم يخضع كل من الزوج والزوجة لثقافة العادات والتقاليد خلال التعامل مع بعضهما في فراش الزوجية، وترك كل واحد منهما الآخر على سجيته، لكان هناك زوجان رائعان، يعكسان سعادتهما في الفراش على كل ما يحيط بهما، ولقلة أوراق الطلاق التي تزدحم بها ملفات المحاكم، ولعاشت الأسرة في وضع نفسي متزن.
أنت أيها الزوج وأنت أيتها الزوجة، ماذا تخسران لو اشترى كل واحد منكما باقة من الورد ولو مرة واحدة في السنة وقدمها للآخر، واستغني عن فكرة بثمن الورد نشتري تموين المنزل.