أكثر من 43 برجا بدون تراخيص ومخالف للمواصفات.. محافظ إب بيع التراخيص وينهب الشوارع برعاية حوثية من مدير مكتب الأشغال دراسة دولية...ألمانيا تواجه أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة.. وهذه أسبابها؟ تفاصيل اتفاق السيسي وترامب بخصوص الحرب في غزة وفاة امرأة بانفجار لغم في مديرية نهم ومنظمة شُهود تحمل الحوثيين المسؤولية يوتيوبر مصري يكشف لحظات الرعب وتفاصيل إختطافه من قبل مليشيات الحوثيين الإرهابية قائد عسكري يتفقد جبهات محور الباحة بين تعز ولحج إيران حول قدرتها على تصنيع النووي: ''آية الله أفتى بحرمة ذلك'' بيان عربي يرفض تهجير الفلسطينيين ويشدد على ضرورة الإنسحاب الكامل للإحتلال من قطاع غزة المغرب ترفع عدد المنح الدراسية للطلبة اليمنيين النشرة الجوية: توقعات الطقس في اليمن خلال الـ 24 ساعة القادمة
الاعتذار وجهٌ من أوجه التسامح وقيمة من قيم المودة والتواضع، يتبادله الناس فيما بينهم للتعبير عن الندم على أفعال وممارسات لم يعد من الممكن استمرار السكوت عنها بدون الإشارة إلى حالة من الأسف على وقوعها، وبالتالي التوجه إلى معالجة آثارها وإزالة أضرارها وتعويض الخاسرين منها بما يلبي الحاجة ويوفر الحد الأعلى من الطموح المنشود في توثيق عرى الأخوة وتوطيد أواصر المحبة، حتى يغدو المجتمع متماسك البنيان قوي الأركان، لا تؤثر فيه وشايات الحاسدين ولا تمزقه مكائد الحاقدين ويظل في حصنٍ حصين.
الاعتذار مطلب جماهيري تأكدت الحاجة إليه ودعت الضرورة إلى تقديمه بالشكل والمضمون الذي يراه من يطالب به، وتم تنفيذه بالشكل والمضمون الذي يراه مقدموه، فكانت الزوبعات الإعلامية المتواصلة التي تبنتها عدد من الجهات وأعلنت رفضها للاعتذار جملة وتفصيلاً، وكأنها لا تريد إلاّ اعتذاراً مفصلاً على مقاييسها وبما يروق لها ويلبي حاجاتها الخاصة بها دون غيرها، وكأن لم يكن محتاج الاعتذار سواها من الناس.
الاعتذار موضوع حديثنا اختلفت فيه الأفهام وتنازعت حوله الأقوام، ونحن هنا لا نعيبه كما جاء ولا ننكر على من لم يقبله ويتسخط منه؛ لأن هذا الأمر ليس من شأننا، ولكن الذي نريد الحديث عنه هو أن يتقدم كل من يطالب بالاعتذار بالصيغة التي يراها تتناسب مع طموحاته وتحقق أهدافه، ولكنه سيكون عليه في نفس الوقت تقديم الاعتذار بتلك الصيغة كاعتذار منه للآخرين مع ضرورة العمل على تحقيق مضامين الاعتذار من قبله أولاً، ومن هنا سيكون من حقه على الجميع أن يعتذروا له ويعالجوا ما حدث من أسباب وتبعات جراء الأفعال الناتجة عن أخطائهم، ولكن الغريب أن هناك من يطالب بالاعتذار وفق صيغة محددة وهو لا يرغب ولا يستطيع أن يقدم تلك الصيغة للآخرين، وكأنه حق له وحده فقط دون غيره أن يحظى بذلك الاعتذار الذي لا يريد تقديمه لغيره من المتضررين من أفعاله وأعماله وجرائمه وممارساته، لأنه يعتقد أنه هو المظلوم الوحيد الذي يجب أن يعتذر إليه الجميع، وأن يدفعوا له التعويض المادي والمعنوي، في حين يرى الآخرون أنه ظلمهم وأساء إليهم، وأن من حقهم عليه الحصول على ما يريد الحصول عليه.
وحتى لا تتشعب علينا قضية الاعتذار بتعدد صيغه ومضامينه يمكن أن نقدم مقترح بصيغة توافقية يستفاد منها في حل هذا الإشكال، واعتبارها قاعدة للمستقبل ينبغي الحرص على تطبيقها حتى لا تتكرر الأخطاء في قادم الزمان.
نحن الأحياء من أبناء الشعب اليمني نقدم أسفنا وشديد اعتذارنا إلى جميع إخواننا الأموات الذين طالتهم أيادي الغدر والخيانة، وألحقت بأهلهم وذويهم شتى أصناف المرارة والألم وأفقدتهم لذة العيش الكريم على أرض وطنهم العزيز، وحولتهم إلى دائرة التهميش والإقصاء، وسلب الكرامة الوطنية التي ناضل من أجلها أهلهم وذويهم عمراً طويلاً، ولكنهم حرموا من نتائج ذلك النضال، بعد أن صيرتهم الانتصارات المزعومة إلى جيوش من العاطلين عن العمل، يعانون الأمرّين في وطن غابت فيه قيم الحرية والعدالة والمساواة فترة من الزمن.
نعدكم أيها الأموات بعدم التكرار لما حدث لكم، ونعاهد نضالكم الغالي بعدم التفريط بالمبادئ والأهداف التي ضحيتم من أجلها، ومن عاد على ممارسة مثل تلك الأفعال السيئة فقد برئ منه الوطن والشعب.
يكتب هذا الاعتذار على لوائح فضية بمداد من الدم اليمني ويوضع في براويز من ذهب ويحفظ في مكاتب رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب والشورى ومجلس القضاء الأعلى، ويتم تسليمه واستلامه من قبل رؤساء هذه الجهات، ويوضع في جميع المكاتب الحكومية بدلاً عن صور الزعماء والقادة .. والله ولي التوفيق.