الرئيس: الثعابين كبرت ويجب ترويضها
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
السبت 27 مارس - آذار 2010 06:10 م

*هل ستشاركون في القمة العربية في ليبيا؟

- إن شاء الله.

*كم قمة شاركت فيها؟

- أكثر من 95 في المئة من القمم العربية شاركت فيها منذ توليت الرئاسة.

*كيف يكون شعورك عندما تشارك في قمة عربية؟ هل تتوقع فعلاً نتائج منها؟

- بالتأكيد، الإنسان يكون متفائلاً بأن تحقق القمة نتائج، ولكن في حقيقة الأمر هذه القمة ستكون مثل سابقاتها من القمم العربية، ولا أعتقد بأن هناك شيئاً جديداً سيكون أكثر مما خرجت به القمم السابقة.

*هل هناك خصوصية للقمة المقبلة في ليبيا وبضيافة العقيد القذافي، وحيث يقال إن هناك شيئاً من التهيؤ لأن تحدث مفاجآت في القمة؟

- لا أعتقد بأنه سيحدث شيء في قمة خليج سرت. ستكون مثل قمة الدوحة أو قمة لبنان أو قمة تونس أو قمة الجزائر، ولن تفرق كثيراً.

*هل سيطرح في القمة موضوع الاتحاد العربي؟

- هو ضمن جدول أعمال القمة، ورفِع من اتحاد البرلمان العربي.

*من الملاحظ أنه في كل قمة بدلاً من أن تحل مشكلة تخلق مشكلة جديدة...

- إذا لم نحل المشاكل القائمة، علينا على الأقل أن نعمل لوقف المشاكل القائمة حيث هي.

*من الملاحظ أنه بدلاً من حل المشكلة تحصل مشاكل جانبية.

- تستطيع القول إن هذه القمة ليست لديها مشاكل كبيرة مثل القمة السابقة التي جاءت بعد أحداث غزة، وكان الجو مكهرباً قليلاً وإن كان يبدو أن الجو بدأ يتصاعد في غزة من جانب الإسرائيليين وربما تأتي القمة والجو ملتهب أو متصاعد بسبب التصعيد الإسرائيلي ضد غزة.

*هل هناك احتمال بأن تساهم القمة في مصالحة فلسطينية - فلسطينية؟

- هذا يعتمد على رئاسة القمة، وأعني الأخوة في طرابلس ومدى استجابة الأطراف الأخرى لتلبية دعوة المصالحة، وليس هناك قائد عربي أو قطر عربي إلا ويسعى إلى رأب الصدع بين الفصائل الفلسطينية لخلق وحدة حقيقية بين الفصائل الفلسطينية، لأن قوة الفلسطينيين ووجودهم على المسرح السياسي في تضامنهم، والمرء يتألم عندما يرى حكومة في غزة وحكومة في رام الله. هذه مشكلة ومطلوب من إخواننا الفلسطينيين جميعاً أن يتحركوا باتجاه القضية لا باتجاه الصراع على السلطة.

نتمنى أن يتحرك الملف الفلسطيني في اتجاه قضية الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإنهاء الجدار العازل، وهذا يأتي في ظل مصالحة فلسطينية. ولكن إذا كان السباق يجري على حكومة في رام الله وحكومة في غزة، فهذا ما تتمناه إسرائيل وتخطط له.

*هل يعني ذلك أن الوضع الفلسطيني الحالي هو ما تتمناه إسرائيل؟

- بالتأكيد، والوضع سيء بهذا الانقسام، ومريح للإسرائيليين من دون شك.

*فلنتطرق إلى أوضاع اليمن. متى سيكون موعد الجولة السابعة من الحرب مع الحوثيين؟

- قل إن شاء الله لن تكون هناك جولة سابعة، وإن الجولة السادسة هي نهاية الجولات والحروب.

*ألم تفاجئكم أعداد الحوثيين الكبيرة والتسلح لديهم والتنفيذ والتدريب؟

- أولاً ينبغي أن نعرف ان السوق اليمنية كانت مليئة بالأسلحة نتيجة مخلفات الحروب السابقة، سواء في السبعينات مع العناصر الإمامية وكانت مخزنة لدى بعض تجار السلاح، أو مخلفات حرب صيف 1994 وكان هناك مخزون من الأسلحة أخذته القبائل أثناء حرب الانفصال. كانت هناك أموال لدى الحوثيين جمِعت من تبرعات من عناصر وجّهات محلية أو إقليمية، ومن شخصيات متعاطفة معهم، اشتروا بها أسلحة. وتستطيع القول ان دعمهم جاء من أصحاب المشروع الجديد، ما يسمى بالترويج لمذهب جديد هو الإثني عشرية في اليمن، بدلاً من المذهب الزيدي أو الشافعي. تلقوا تبرعات من أحزاب أو منظمات أو جمعيات في دول في المنطقة، واشتروا بها هذه الأسلحة، كما تسربت للحوثيين أسلحة بحراً.

*ومن جاء بالسلاح من البحر؟ تجار السلاح؟.

- تجار سلاح وقوى إقليمية أيضاً، كانت تساعد الحوثيين للترويج لأجندتها الخاصة.

*هل نفهم من هذا أن مشكلة الحوثيين كانت جزءاً من نزاع سنّي - شيعي في المنطقة؟.

- لا... ليس نزاعاً شيعياً - سنياً بل يمكن القول إنه ترويج لمذهب جديد في المنطقة لإشغالها أو إشغال اليمن، أو إشغال المملكة العربية السعودية تحديداً، وإيصال رسائل موجهة من دول إقليمية صغيرة أو كبيرة، كان لها دور في هذا الجانب.

*ما هو حجم التمرد الحوثي؟ وهل هناك تقصير من جانب الدولة في مواجهته؟.

- لا لم يكن هناك أي تقصير من أجهزة الدولة. فالدولة ظلت حريصة على عدم إراقة الدماء لأن الدماء يمنية، ولكن كانت هناك مماطلة من الحوثيين لإضاعة الوقت، وعدم الالتزام بشروط الدولة لوقف الحرب وإنهاء حال التمرد. كانت هناك مراوغة في كل مرة تتوقف فيها الحرب وتنفذ هدنة، إذ كان الحوثيون يستغلونها لإعادة ترتيب أوضاعهم وكسب أتباع وأنصار، وكذلك اقتناء أسلحة ومعدّات وذخائر واجهوا بها الدولة.

*تحدثتم عن التمويل الذي حصل عليه الحوثيون واشتروا به سلاحاً قبل سنة، وفي هذا المكان قلتم لي انهم حصلوا على نوع من التدريب من عناصر من «حزب الله» في لبنان ومن دون علم قيادته؟

- ما قلته إن حركتهم أو ما يتبعونه من تكتيكات في هذه الحرب هو تقليد لـ «حزب الله»، وليس شرطاً أن يأتي مدرب من «حزب الله» ليقوم بذلك.

اليوم، القنوات الفضائية والانترنت تتولى عمل المدربين. مثل هؤلاء يقتدون بما يشاهدونه في بعض القنوات الفضائية أو عبر الانترنت.

*هل تقصد أن تكتيكاتهم مشابهة لتكتيكات «حزب الله»؟

- نعم مشابهة، نوعاً ما.

*هل تعتقدون بأن دولة الوحدة تتحمل جزءاً من المسؤولية في ارتفاع بعض الأصوات التي تطالب بانفصال جنوب اليمن؟

- هذا ليس جديداً، وهذه الأصوات هي لعناصر ارتدت عن الوحدة عامي 1993 و1994 وأعلنت الحرب، وقد انتصرت الشرعية على قوى الانفصال واندحر الانفصال وانتهى. الآن عادت مجدداً تلك العناصر ذاتها وتدعو اليوم إلى الانفصال، وهي عناصر فقدت مصالحها. هي من بقايا المعسكر القديم، من بقايا المعسكر الشيوعي والتي خسرت السلطة والجاه، وقد استولت على مال كثير جداً في حرب صيف 1994. نهبته من الخزائن ومن مؤسسات الدولة الشطرية في جنوب الوطن. حتى قبل رفع علم الوحدة سحبت كل الأموال والمدخرات والاحتياط النقدي من هذه المؤسسات لمصلحة هذه العناصر التي كانت خطتها أنها عندما تأتي إلى الوحدة، ستنقض على الوطن وتكون المهيمن الأول على دولة الوحدة. لكنها عندما فشلت في مخططها ارتدت عن الوحدة.

*أليس هناك أي تقصير في التنمية؟

- لا... باستطاعتك وباستطاعة المتابع أن يقوم بجولة في المحافظات الجنوبية والشرقية، ويشاهد عبر الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية كيف كانت أحوال تلك المحافظات قبل الوحدة عام 1990 من حيث التنمية، وكيف وضعُها الآن بعد الوحدة. هناك تنمية هائلة تحققت، وتم ترتيب وظائف للمواطنين في تلك المحافظات أكثر مما كانت عليه الحال قبل الوحدة، وكان موظفو الخدمة المدنية والجيش والشرطة قبل الوحدة في هذه المحافظات ضعفي ما كان في المحافظات الشمالية، وبعد الوحدة ازدادت الوظائف التي وجدت في المحافظات الجنوبية لأن الدولة سعت إلى تأمين فرص عمل واستقطاب كل الأصوات وكل الناس. وأنت تعلم أن لبعض الناس ثقافة محدودة، إذا لم يحصل على راتب أو تعطيه منحة لابنه أو تلبي له طلباته، وإن كانت غير مشروعة، يقول لك سأذهب إلى ما يسمى «الحراك». فأصبح بعض هذه المطالب بمثابة ابتزاز. لكن جمهور المواطنين في المحافظات الجنوبية جمهور وحدوي، تربى على الوحدة وثقافته وحدوية.

الثقافة الانفصالية ثقافة محدودة ومعزولة ومنبوذة، وهي من عناصر كانت مستفيدة، ومن بقايا المعسكر القديم، معسكر النظام الشطري الماركسي. هذه ثقافتهم وطبعاً قد تخلق ثقافات وتكسب أنصاراً من بعض الذين لم يعانوا من النظام الشمولي السابق ولم تكن لديهم معرفة بما عاناه الناس في ظل التشطير. عموماً الدولة الشطرية انتهت، وعاد بعض هؤلاء لا ليقول فقط إنه يريد دولة جنوبية يمنية، بل ما يسمى دولة الجنوب العربي، وهو مشروع استعماري قديم. انه يفقد اليمنيين في هذه المحافظات انتماءهم إلى اليمن وهويتهم الوطنية التي عرِفوا بها على مر الأزمان. وهذه الدعاوى الباطلة تخسّر العناصر التي تدعو إلى الانفصال، لأن المواطن في المحافظات الجنوبية يقول لهؤلاء: كيف تجردني من يمنيتي وهويتي؟

*ما مدى صحة ما يقال عن وجود فساد كبير في اليمن؟

- كلمة الفساد هذه اسطوانة، أصبحت عالمية وموضة عند بعضهم. ليس في اليمن مجال لأن يكون هناك فساد كبير، لأن اليمن لا يملك مدخرات أو موارد مالية كبيرة. قد يكون هناك فساد بهذه الصورة المهولة في بعض وسائل الإعلام.

ليس لدينا مال كثير، فمواردنا محدودة، ولو كانت لدينا كميات ضخمة من الغاز تحقق لنا عائدات مالية كبيرة، ممكن أن يكون هناك فساد. عندنا كميات قليلة من النفط لا تزيد على نحو 280 ألف برميل يومياً، نقتسمها مع شركائنا، والباقي يذهب للاستهلاك المحلي، فمن أين سيأتي الفساد بالصورة التي يضخّمها بعضهم؟ إذا وجِد فهو محدود، وللأسف، المعارضة ليس لديها أي برنامج تروّج له ويكون مقبولاً سوى اسطوانة الفساد.

ثانياً، بالنسبة الى المساعدات التي يتلقاها اليمن، تحدثنا مع الدول المانحة والدول التي تموّل مشاريع في اليمن، نحن لا نريد أموالاً تورّد مباشرة إلى الخزينة العامة، ونقول لهم خذوا المشروع الفلاني الذي تموّلونه واطرحوا له مناقصة انتم بأنفسكم، وتابعوا تنفيذه، لأن ما يهمنا هو النتيجة التي تصب في خدمة التنمية.

أنشأنا هيئة لمكافحة الفساد، وهناك عدد من القضايا أمام المحاكم. هذا الفساد محدود، سواء كان إدارياً أو مالياً، ويحال من يثبت تورطه على محاكم الأموال العامة. ان كلمة الفساد مصطلح سياسي يستخدم من البعض ضد آخرين، فعندما يتخاصم معك طرف، سواء كان صحافياً أو حزباً سياسياً أو حتى دولة، يروّج ضدك تهمة الفساد.

وينبغي ألا يرمي الآخرين بهذه التهمة من كان هو فاسداً، ومشهوراً بالفساد.

*في الأسابيع أو الشهور الماضية، كان على السلطة في اليمن أن تواجه ثلاثة تحديات: تحدي «القاعدة» وتحدي الحوثيين وتحدي «الحراك»؟

- أنا أصحح لك، أربعة تحديات.

*«القاعدة»، الحوثيون، دعاة الانفصال، والرابع هو التحدي التنموي أو الاقتصادي، يعني أربع محطات. هل شعرتَ بالقلق من هذه التحديات؟

- كنظام؟

*نعم كنظام، وأن عليك أن تواجه تحدياً في الجنوب وتواجه تحدياً في صعدة، وتواجه تحدي «القاعدة».

- لم اشعر بالقلق، بل أستطيع القول إن ذلك كان مبعث راحة.

*كيف؟

- لأنك كإنسان تواجه كل هذه التحديات المفروضة عليك، وتثبت قدرتك وفن قيادتك في مواجهتها... كيف تكون قائداً إذا لم تواجه التحديات وتتغلب عليها؟ واجهنا الحوثيين وحسمنا الموضوع، وواجهنا الانفصال وتحديناه، ونواجه «القاعدة» وضربناها. عندنا المشكلة الكبرى هي الجانب الاقتصادي، وهذا ما نبذل الآن جهوداً للتغلب عليه.

*وهل هذا يعني أن لديك صبراً ومقدرة على مواجهة كل هذه التحديات مجتمعة؟

- ليست المسألة مسألة صبر ومقدرة. اليمن كله صمود وقدرة على التحمل، وليس الرئيس. الرئيس لا يواجه منفرداً وليس كل شيء. اليمن عنده رؤساء، وعنده قيادة وقوى سياسية ناضجة وقوى فاعلة وصامدة وقوى مثقفة، وقوى قوية لا تهتز أمام مثل هذه التحديات.

*السنة الماضية قلتم لي إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين... فهل استيقظت الثعابين في اليمن؟

- إذا أردت يمكن أن نغيّر التسمية بدلاً من الثعابين أفاعي.

*إذاً، هو رقص على رؤوس الأفاعي. ألا تخاف لدغ الأفاعي؟

- الثعابين كبرت وأصبحت أفاعي، ونحن وشعبنا قادرون بإذن الله على التعامل معها وترويضها. نحن لا نخاف.

*ما هو حجم «القاعدة» في اليمن؟

- ليس بالصورة التي يضخّمها بعض وسائل الإعلام، ولكن وجّهنا لها ضربات موجعة، وهناك تعاون دولي بيننا وبين دول الجوار وفي المقدمة المملكة العربية السعودية وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. هناك تعاون لتبادل المعلومات ومن خلال هذا التنسيق الإيجابي، حققنا نتائج جيدة، وأجهزتنا الأمنية تنفذ ضربات استباقية وحققت نجاحات ضد عناصر تنظيم «القاعدة» قبل أن تنفذ مخططاتها الإرهابية.

*هل هذا هو العهد الذهبي للعلاقات السعودية - اليمنية منذ قيام الثورة في اليمن؟

- أنا اعتقد بأن ذلك هو الصحيح. هذا هو العهد الذهبي للعلاقات اليمنية – السعودية، منذ وقِّعت معاهدة جدة بيننا وبين الأشقاء في المملكة.

*في العلاقات الخارجية لليمن، هناك دول متعاونة في الحرب على «القاعدة» أو دول تعاونت مع «القاعدة»؟

- صراحة لم أرَ أو أسمع ان هناك دولة تؤيد «القاعدة»، لكن بعض الأنظمة يرتاح ربما الى القلاقل الأمنية ويبدي ارتياحاً. ولكن أن يصل الأمر إلى تأييد «القاعدة»، لا أعتقد.

*والحوثيون؟

- وكذلك الحوثيون، لا أحد يؤيدهم إلا ربما أشخاص أو بعض الجهات في بعض الدول الإقليمية، ولكن لا نستطيع أن نقول النظام الإيراني بالمطلق، بل نقول بعض الحوزات في إيران.

*أو المرجعيات؟

- نعم وبعض المرجعيات في إيران، ولم يثبت لدينا في صورة قاطعة ان الحكومة الإيرانية أفصحت عن وقوفها إلى جانب الحوثيين.

*فخامة الرئيس، كم هو ممتع لك أن تكون رئيساً؟

- عندما يتغلب الإنسان على الأحداث ويواجه التحديات ويتغلب عليها. رئيس ليست لديه تحديات، لا يشعر بمتعة الرئاسة أو القيادة.

*هل ممكن أن نأتي إلى اليمن يوماً، وتقبل فيه أن يكون في القصر رئيس غيرك؟

- رئيس يمني بالطبع.

*كيف كانت علاقتك بالرئيس صدام حسين؟

- علاقات ممتازة.

*جداً؟

- علاقات ممتازة، وكل العرب أو كل قائد عربي كانت له علاقة ممتازة بالرئيس صدام حسين.

*وهل صحيح أنكم نصحتم صدام بأن ينسحب من الكويت؟

- نعم، هذا صحيح.

*متى وكيف؟

- بعد الغزو العراقي للكويت مباشرة، وأعتقد بأنه كان اليوم الثاني للغزو، وتحدثت معه وكان معي وفد على مستوى رفيع، ضمّ نائب رئيس الجمهورية حينذاك علي البيض ورئيس مجلس النواب حينذاك الدكتور ياسين سعيد نعمان ووزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء مجاهد أبو شوارب وعدداً من الشخصيات. قلنا له بالحرف الواحد: يجب أن تنسحب من الكويت لأنك سبّبت لنا حرجاً دولياً بغزوك الكويت، وبسبب وجودنا في مجلس التعاون العربي فإن هذه مسألة خطيرة سبّبت لنا حرجاً كبيراً...

عليك كصحافي أن تتأكد من هذا الكلام، وربما يكون مدوناً في محاضر العراقيين الموجودة الآن إما مع الأميركيين أو مع الحكومة العراقية الحالية. قلنا لصدام لن يسمح لك المجتمع الدولي أن تبتلع دولة مستقلة ذات سيادة.

*أيهما أفضل في نظرك، أن يستمع الرئيس إلى مستشاريه أو لا يستمع إليهم؟

- لا يوجد نظام في العالم ليس لديه مساعدون ومستشارون. هم جزء من المؤسسات، ونحن نعتمد على العمل المؤسسي. لا أحد يستطيع أن يأخذ قراراً وحده، بل هناك عمل مؤسسي، ولكن كيف؟ هل هذه المؤسسات ناضجة؟ وهل المنتمون إليها على مستوى عالٍ من التعليم أو التثقيف أو الخبرة أو الكفاءة، أو المسؤولية والحرية، فلا يردد المستشار أو المعاون حاضر يا فندم فقط، أو يا صاحب الفخامة وكلمة تمام.

منذ نشأت هذه الدولة أو منذ توليت أنا زمام الأمور، نعتمد على العمل المؤسسي وعلى المعاونين والمساعدين للرئيس، في تنفيذ برامجه السياسية وعلى كل المستويات، ثقافياً وسياسياً واجتماعياً وعسكرياً وأمنياً.

*كيف نجحت في البقاء في السلطة كل هذا الوقت وأنتم على خط الزلزال، وأقصد به اليمن. قبلك كانت العهود تنطوي سريعاً. ما سر نجاحك في البقاء في السلطة كل هذا الوقت؟

- السر يكمن في تعاون جميع أبناء الشعب مع الرئيس علي عبدالله صالح. الناس متعاونون والرئيس يلبي طموحات المواطن اليمني واحتياجاته. لماذا يبقون الرئيس أو يعيدون انتخابه، لأنه يلبي لهم طموحاتهم. المواطن اليمني همّه الطرق والكهرباء والاتصالات والصحة والتربية والمياه، وعنده تطلعات أيضاً، حرية الصحافة وحرية التعبير، وعندما يجد أن هذه التطلعات والهموم تُلبى وتُعالج على ارض الواقع، يتعاون ويعيد انتخاب علي عبد الله صالح.

*هل صالحتَ بين فكرة الدولة والقبيلة؟

- ليس هناك صدام بينهما. نحن مجتمع يجمع ما بين القبيلة والمدنية. القبيلة موجودة وهي جزء من النسيج الاجتماعي، وعندما نتجه نحو القبيلة أحياناً فإنما من أجل إنهاء التعصب القبلي. أي أن الناس يذوبون في الأطر الحزبية، فتحل الحزبية محل القبيلة، لأن الحزب مكوّن من كل الناس ومن مناطق عدة وليس من قرية واحدة أو من قبيلة. إذاً، الاتجاه هو نحو الحزبية كي تذوب القبيلة في الإطار الحزبي.

*ما آمالك التي تحلم بها، وما توقعاتك بالنسبة الى المشاكل الموجودة في المجتمع العربي؟

- طموحاتي أن يوجد أولاً امن واستقرار وسلام في المنطقة. أن توجد مصالحة عربية في إطار المصارحة، إذ لا يمكن أن تكون هناك مصالحة من دون مصارحة. فالمصارحة تأتي بالمصالحة، والمصالحة توفّر الأمن والاستقرار في المنطقة، وتوجِد تضامناً عربياً حقيقياً لمواجهة كل أنواع التحديات.

المخرج الوحيد من هذا الوضع، هو أن ننتقل من نظام الجامعة إلى إقامة اتحاد عربي، كوننا امة واحدة، لغتنا العربية واحدة وتاريخنا واحد وأرضنا واحدة ومصيرنا واحد، ولدينا خيارات كثيرة نستطيع أن نكوّن فيها اتحاداً قوياً، ويكون لنا وجود دولي فاعل.

*هذه طموحاتك، ولكن ما هي توقعاتك؟

- الصبر... بالصبر سيتحقق هذا الطموح، وهو طموح كل إنسان عربي.

*هل هناك مخاوف من التطرف الديني في المدارس؟

- نحن للأسف، في معظم الأحيان نتهم الدين بالتطرف، وهذا خطأ. التــــطرف يأتي من الجــــهل، وإن بحـــــثت في حقــــيقة الأمر تــــجد هؤلاء المتطرفين الذين ينتمون إلى تنـــظيم «القاعدة» أو إلى الحوثيين وغيرهم، هم عادةً غير متعلمين، ولا يزيد مستواهم على التعليم الأساسي، وإذا زاد فهو الى أول أو ثاني ثانوي، هذا أكثر شيء بالنسبة الى مستواهم التعليمي. فالجهل هو اساس للتطرف، والمشكلة أن هؤلاء المتطرفين نمت ثقافتهم عبر القنوات الفضائية أو عبر الانترنت، وهذه خلقت ثقافة كبيرة جداً لدى هؤلاء، وحتى لدى الأميّين، كما ان ظروف الفقر والبطالة عوامل مشجعة لتنامي ظاهرة التطرف.

*تقصد أن تلك الرسائل الإعلامية حرّضتهم على العنف؟

- نعم حرّضتهم على العنف والتطرف.

*كم عدد ضحايا الجيش اليمني في الجولات المتكررة مع الحوثيين؟ هل هناك رقم معيّن؟

- هناك أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من جانب الجيش والمتعاونين معه من المواطنين، ومن جانب الحوثيين أيضاً. ونحن نعبّر عن أسفنا لذلك، لأن الدم الذي سال هو يمني والدافع للأسف خارجي أو داخلي، وعلى حساب الدم اليمني.

*إذا رنّ التلفون الآن وقالوا لك إن الذي يطلبك هو علي سالم البيض مثلاً، هل ترد؟

- أنا عادة أردّ على كل المكالمات الهاتفية.

*وعلي ناصر محمد؟

- ليست هناك أي مشكلة مع علي ناصر. نحن نتواصل معه، وكل مَن يريد أن يتحدث معي في إطار اليمن الموحد، أهلاً وسهلاً، ولكن في إطارٍ خارجٍ عن يمن موحد لن نتحدث معه، ولن نتحدث أبداً مع أي انفصالي أو أي شخص يريد أن يساوم على يمن غير موحد.

*نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية.