ما دلالة تشكيل الحوثي حكومة انقلابية جديدة في صنعاء؟.. تقرير
أمريكا: عجز الميزانية يرتفع إلى 244 مليار دولار
أول تعليق من نصير مزراوي بعد انضمامه لمانشستر يونايتد
اغتيال هنية .. طهران تحدد شرطاً لإبتلاع الإهانة الإسرائيلية
الشرعية توجه طلباً عاجلاً لـ المجتمع الدولي بشأن موظفي العمل الانساني المختطفين لدى المليشيات
ثلثي الوزراء من سلالة سيد الحوثيين .. لماذا وقع اختيار المليشيات على الرهوي لـ تشكيل حكومة الانقلاب الجديدة ؟
الرئاسي يعلن إفشال الحوثيين جهود السلام الجارية
منظمةدولية: تطالب بنبش المقابر الجماعية في دولة عربية تحتضن أعلى أعداد للمفقودين في العالم تحقيقا للعدالة
الشرعية تعلن استكمال تركيب محطة أرصاد جوية جديدة نصبتها في أحد مطاراتها الدولية
تأثير الحروب وانعكاساتها 2 تريليون دولار في مرمى هجمات سيبرانية.. ماذا فعلت واشنطن؟
خذوها واضحة دون رتوش ولا مقدمات: لا يمكن لحزن أن يدوم أكثر من ١٤٠٠ سنة، إلا إذا كان يشبه حزن النائحات المستأجرات اللاتي كان العرب يحضرونهن ليلطمن الوجوه ويخمشن الخدود ويشققن الصدور في تأبين قتلى حروبهم، وكلما زاد اللطم وزادت خدوش الخدود زادت الأعطيات.
وحزن جماعات "التشيع السياسي" المزعوم على الحسين هو حزن النائحة الثكلى، وهو "حزن سياسي" يأتي لدغدغة مشاعر العوام، ولاستثمار دم الحسين في الوصول إلى السلطة والثروة.
وقد مارس العباسيون قبل ذلك هذا التكتيك، ووصلوا به إلى السلطة، باسم الحسين والثأر له، ولما وصلوا للسلطة ماذا فعلوا؟ قتل الخليفة أبو العباس العباسي كل من ادعى أنه "ثار لأجلهم من العلويين"، حتى سُمي بالسفاح لكثرة من قتل منهم.
والعلويون فيما بينهم تنازعوا دم الحسين وسفكوا المزيد من الدماء باسمه، والفاطميون تقاتلوا بينهم على السلطة، ودبروا المكائد والدسائس، ثم تمت تصفيات كثيرة باسم الحسين وأهل البيت.
وإمام اليمن أحمد حميد الدين قتل ثلاثة من إخوته في سبيل الكرسي، وليس لأنه يمثل نهج الحسين وهم يمثلون معسكر يزيد.
بل إن أعيان أهل الكوفة ما دعوا الحسين إلا ليتصدروا المشهد السياسي، وعندما رؤوا استحالة هزيمة جيش يزيد سلموا رأس الحسين لتسلم رؤوسهم، ولو أنهم فعلاً اعتقدوا ولاية الحسين وإمامته لما تركوه مع أهل بيته لمصيرهم.
يا سادة: إنها سياسة لا دين، وحتى حرب الحسين ويزيد هي حرب سياسية داخل البيت القرشي، ولا علاقة لنا بها اليوم، والدعوات لإحياء مناسبات كربلاء ما هي إلا دعوات لسفك الدم العربي باسم الثأر للحسين من الأمويين في مأرب وتعز والموصل والفلوجة وحمص وحلب، في استهداف واضح لمراكز الحضارات العربية قبل الإسلام وبعده.
لقد غلف الكهنة على طول الزمن طمعهم في السلطة وجشعهم للمال باسم الدين، وأخرجوا لنا خرافة الولاية لعلي وبنيه، وهو أمر لم يقل به علي نفسه.
وزاد الطين بلة أن الفرس الذين هُزموا في معارك العرب أيام عمر بن الخطاب، هؤلاء حملوا حقداً كبيراً على عمر، لأنه هدم دولتهم، غير أنهم خدعوا شيعتهم العرب بأن حقدهم على عمر كان لأنه أزاح علياً من كرسي الإمامة، فيما حقدهم على الفاروق إنما كان لأنه أزاح كسرى عن عرشه، لا علياً عن إمامته. وجاءت دولة الأمويين، فكانت دولة عربية خالصة، لم يُسمح فيها للفرس بالتدخل، وواصلت الدولة خط الفتوحات العظيمة، ولهذا السبب أضمر الفرس لها الضغينة، غير أنهم قالوا لشيعتهم العرب إن حقدهم على الأمويين هو بسبب ظلمهم لأهل البيت!
ومع الأخذ بكل هذه الاعتبارات يتضح أن المبالغة في إحياء ذكرى مقتل الحسين تأتي لغرض التذكير بحروب المسلمين الأوائل، لإذكائها مجدداً بين المسلمين المعاصرين، لمصلحة أفاع تلبس عمامات مختلفاً ألوانها، تقتات على الدم من أول قطرة من دم الحسين وحتى آخر قطرة من دم طفل زجوا به في حروبهم على "الأمويين والدواعش والكفار" في مأرب والموصل وحلب الشهباء.
و"إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار"…