آخر الاخبار

نصف أطفال اليمن يعانون سوء التغذية.. وزير الصحة يحذر من تبعات تراجع التمويل الدولي النشرة الجوية: نصائح للمواطنين وتوقعات الطقس خلال الـ48 ساعة القادمة متى ستردّ إيران؟ كيف ستردّ؟ لن تردّ إيران؟! تحليل يجيب على التساؤلات وخيار ثالث يتعلق بالحوثيين مفوض أممي يخرج ببيان يفضح الحوثيين ويكشف ما فعلوه في مقرات حقوق الإنسان بصنعاء أكثر من 2200 مستوطنا متطرفا اقتحموا المسجد الاقصى لإقامة طقوسا يهودية في بيان شديد اللهجة.. الحكومة تهاجم ''الغوغاء'' التابعين للإنتقالي الذين اقتحموا احتفالية للشباب في عدن ومزقوا صور العليمي ظاهرة كونية لن تتكرر… غداً المريخ والمشتري في سماء الليل أقرب من أي وقت أمريكا تعلن استئناف بيع الأسلحة الهجومية للسعودية بعد توقف طويل ومصادر تكشف الأسباب أوكرانيا تعلن السيطرة والتقدم و تعزز أكبر توغل في أراضي روسيا بغارات مسيرات هجومية قوات جيش أوكرانيا يقلب موازين الحرب ويعلن السيطرة على 1000 كيلومتر مربع داخل روسيا

هادي .. وخاتمة المسك
بقلم/ عامر السعيدي
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر
الجمعة 12 إبريل-نيسان 2013 04:00 م

كواحد من شلة الساخطين على التسوية السياسية وما نتج عنها كنت إلى ما قبل زلزلة النهاية التي أحدثها هادي أخيرا غير مقتنع أن الرجل سيتصرف يوما كرئيس جاءت به ثورة الشارع على حين غفلة من القدر المفبرك في غرف التحكم ..

هادي حاول أن يخدر الشعب عموما وشباب الثورة خصوصا بقرار الهيكلة الأول والمولود ميتاً لكن تلك الخطوة التي لم نستوعبها جيداً كانت عبارة عن علاج نفسي فاعل ومقدمة جيدة للتخفيف من صدمة النهاية والتي تأخرت كثيرا حتى فقدنا الأمل في قدرة الرئيس على التغيير المنشود ومصداقيته أيضا ..

وبعد طول انتظار فعلها بن هادي بجرأة وأطاح ببقايا أسرة المخلوع الشقيق الأول علي محسن قائد الفرقة الأولى مدرع والولد المدلل أحمد على قائد الحرس الجمهوري ، لتعود بذلك مؤسسة الجيش الى الشعب كما يفترض أن تكون أبدا ..

قرارات رئيس الجمهورية أعادت بعض الأمل الى شباب الثورة المحبطين من الواقع السياسي الذي أربك المشهد الثوري حتى انحرفت الثورة عن مسارها وتحولت الى ما يشبه الأزمة السياسية كما يحلو لخصومها تسميتها ..

أما الآن فلعل الصورة بدأت تتجلى نسبيا على الأقل لدى التيار الثوري المتفائل الذي يعتقد أن هيكلة الجيش هي العقبة الأخطر وبتجاوزها قد تصبح جراح الوطن أقرب إلى العافية وربما مع هؤلاء الكثير من الصواب .. لكنني شخصيا أميل إلى التشاؤم وأشعر بالقلق من المجهول مع كل مستجد يطرأ على الساحة السياسية ..

وفيما يتعلق بقرار الهيكلة الأخير والمفاجئ فإنني فعلا أشعر بالفرح والخوف معا ..

أتخيل الشهداء وهم يبتسمون للجيش الوطني في حضرموت ومأرب وعمران وذمار والحديدة فأشعر بالفرح ..

وبالمقابل أتخيل ردة فعل سوداء قد تودي بحياة ما تبقى من أمل عند الحالمين بمستقبل يكفل لهم حياة كريمة ..

ربما أكون مبالغ في الخوف لكن كل شئ محتمل خصوصا مع وجود أطراف تدرك أنها ستفقد واحدة من أهم أوراق المزايدة التي تلعب بها في ملعب مفتوح لا حكم فيه إلا السلاح ..

بالتحديد أقصد عائلة صالح التي تراهن على بقاء العميد أحمد قائدا للحرس حتى تظل موازين القوة تحت السيطرة ويرضخ رئيس الجمهورية لضغوط رئيسه في المؤتمر الشعبي العام تحت تهديد بنادق الحرس الذي لا زال يتكوم في محيط قصر الزعيم بكثافة ..

هذا بالإضافة إلى الضربة الموجعة التي صوبها الرئيس الى خاصرة نظام مملكة صعدة في شمال الشمال حيث يربض السيد الحوثي على محافظة كانت جزء من خارطة الجمهورية اليمينية ..

الحوثي ظل يزايد ويتباكى من بقاء اللواء على محسن الأحمر على رأس الفرقة التي يعتبرها خصما إيدلوجيا وعدوا تأريخيا لابد من التخلص منه بأي طريقة كما أن جماعة الحوثي التي تتمسك بسلاحها غير القانوني بذريعة انقسام الجيش وغياب الدولة أصبحت عارية من المبررات السمجة التي أزعجتنا بها منذ عامين هما عمر الثورة الشبابية التي وسعت الحوثي والأحمر معا ..

أخيرا وأنا أقف إزاء قرارات تأريخية يفترض أن تؤتي أُكُلها وتعود على الوطن بالخير .. أتمنى أن يكون الرئيس عبدربه منصور هادي ومن وراءه قادة المناطق والشرفاء من أبناء الوطن أكثر حرصا على تنفيذ القرارات على أرض الواقع حتى تستعيد الدولة هيبتها وتبسط نفوذها على المناطق الخارجة عن سيطرتها وأن يستعيد المواطن ثقته في مؤسسات الدولة وقدرتها على مواجهة التحديات .

وقبل أن أعود إلى خيمة الصمت في زاوية روحي الفقيرة إلا من بصيص أمل في غدٍ أفضل ومستقبل أقرب الى الحياة ..

أشكر الشهداء الذين تركوا أرواحهم مصابيح تضيئ الطريق إلى الحياة الكريمة حيث يجب أن نكون بعد عناء من الزمن ..

الشكر أيضا لكل أم ثكلى وكل أرملة قدمت نصف فراشها قربان لحلم لم يكتمل أو بالأصح لم يتحقق بعد ..

أشكر الأيتام والجرحى والثوار الذين كان لهم فضل الوصول إلى هذه المرحلة حتى وإن كانت أقل من المأمول بكثير ..

الخلود للشهداء .. والمجد لليمن