المليشيات الحوثية تعلن موافقتها التوقيع على خارطة الطريق وسيناريو سوريا يحضر نقاشاتهم مع المبعوث الأممي .. عاجل مواجهات بالأسلحة الثقيلة جنوب اليمن والقوات المشتركة تسحق تسللات المليشيات الحوثية صحفيات بلاقيود: من المخجل أن تخطط دولة لخرق القانون الدولي الإنساني لصالح دول أخرى لتصفية الحسابات برلماني يستغرب من عدم ذكر المتورطين بقضايا الفساد ويكشف اسم المسئول السابق الذي يلاحقه القضاء عاجل: بيان رئاسي هام بشأن تطبيع الوضع بمحافظة حضرموت تحديد موعد بطولة كأس آسيا و 3 مدن سعودية تستضيف المباريات صنعاء: الإفراج عن القيادي في حزب المؤتمر الشيخ أمين راجح شاهد.. زلزال مدمر يضرب الصين والحصيلة أكثر من 200 قتيل ومصاب مطار دمشق يستأنف عمله رسميًا صباح اليوم الأمم المتحدة تكشف عن مهمتين جاء من أجلهما المبعوث إلى صنعاء
يمكننا اعتبار يوم الحادي و العشرين من فبراير في زمن الثورة منتصف الطريق، و تحديداً المنتصف الذي تبدأ فيه مرحلة تغيير النظام، بعد المرحلة الصعبة التي تغيّر فيها المجتمع، فخرج عن صمته و تحامل على آلامه، و مضغ بمضض عواقب تأخره في محاولة إنقاذ أمره، إذ كان الناس قبل الثورة يتواكلون في أمر التغيير، و يتقاعسون زهداً في السياسة و جهلاً بالاقتصاد، كانوا يزعمون أنهم يضحكون على السلطة بهذا التذاكي المدمّر، مع مارسه نظام صالح بحقهم من تجهيل و تزييف للوعي؛ فتح له شهية الاستزادة من الاخفاق على أساس أنه يمثّل نظرية نهاية التاريخ في اليمن، و لم يكن بوسع أحد أن يصدّق بأن الوقت انتهى لتبدأ الجماهير في النزول إلى الملعب، تنديداً بمستوى اللعب و رفضاً لجور الحَكم!.
بعد عام من المواجهات و الضجيج و الضوضاء التي ضاقت به أرضية الملعب، مع صمود و إصرار الجمهور على التغيير، اتفق الجميع على صيغة توافقية تدفع بالتغيير إلى الأمام، و بتدرجٍ معقول لا يتوقف، و شكّل يوم الحادي و العشرين من فبراير أولى محطاته الحقيقية، و لذلك لن يكون ذلك اليوم عادياً في تاريخ اليمن، بالنظر إلى المخاض الذي سبقه، و الآمال التي صاحبته، و المهام التي تعقبه، فهو يومٌ استثنائي بكل ما سبقه و صاحبه و أعقبه، و هو ناقوس تنبيه لمن كان يظن بأن السلطة متاع يورّث، أو غنيمة تُغَل، أو غابة لا يصل إليها و يبقى فيها إلا من يجيد فرد العضلات بمختلف الذرائع و الشعارات!.
الانتخابات الرئاسية المبكرة التي قررتها المبادرة الخليجية لم تكون سوى غلاف لكتاب جديد يحكي قصة وطن نكتبها معاً و سوياً، بل هو غلاف مرحلة مكتضة بالآلام و الآمال، يجب أن تُعطى حقها من التوافق و الهدوء؛ لأنها جسر العبور للدولة المنشودة و ليست هي نفسها الدولة المنشودة كما قد يظن البعض ممن يتصورون التغيير وجبة جاهزة.
يُطوى الغلاف و لا تُطوى عناوينه من التحديات الكثيرة و الكبيرة، و لكن حسبنا أن الوفاق هو أفضل مقدمة في رزنامة التغيير و سِفر الثورة. كما أن هذه المرحلة المزَمّنة بعامين لا يجب أن تحتاج إلى أعوام إضافية، لا يترك فيها الإنهاك فرصة للإنجاز، و قد فهم المستفيدون من الفوضى مثل هذه المعادلة فطفقوا يعرقلون الخطوات اللازمة و الحتمية لأي تغيير لا يرضي طموحاتهم، و عمدوا إلى تشويه هذا الغلاف بما يجيدونه من استفزازات تُبقى الناس في مرواحة اليأس و فراغ الحلول!، و هذا برُمته يخدم المرحلة التي نشكو منها جميعاً و نريد أن نتجاوزها، الفرق أن هناك من يريد تجاوزها بحساباته و مشاريعه الخاصة، و هناك من يسعى لتجاوزها بحسابات الصالح العام الذي تتسع آفاقه و أبعاده!.
لا ننكر حق بعض المخلصين في ثوريتهم و وطنيتهم في الاختلاف مع سُلّم الحلول الذي وضِع، و مستوى المعالجات الذي حُدد، خاصة و أنهم لا يمارسون نزق الاعتراض و لا مشاكسة الاختلاف، و تظل وجهات نظرهم جديرة بالاحترام و النظر و التأمل و الانتباه، لعل الصواب الأكبر كامنٌ في وقتها المناسب الذي لم نصل إليه بعد، بل لعلها تكون نواة التقييم و التقويم، مع الأخذ بالاعتبار أننا اليوم أمام قضايا لا أشخاص، فالقضية اليوم –على سبيل المثال- ليست في شخص المشير عبدربه منصور هادي الذي يرى بعضنا أنه أحد رجالات الرئيس السابق الذي ثار ضده الشعب، بل القضية في طريقة إدارة البلاد، و مدى نجاعتها في تذليل الصعاب و المساهمة في حل المشكلات، بمعنى أن نفوذ الرجل الواحد و أجندة الأسرة الواحدة و سيطرة القرية الواحدة لم يعد ممكناً اليوم، و هو الأمر الذي يجب على الرئيس هادي تأكيده، و من الإنصاف أن لا نسعجل في الحُكم على محاولات هادي الرامية لذلك، و سيكون من الصعب علينا لاحقاً أن نستشهد بالرئيس الجديد في قصة "من يقنع الدجاجة"!.