هجمات مباغتة لرجال القبائل تستهدف نقاط الحوثيين في الحنكة بمحافظة البيضاء
حماس ترد على ترامب: ''غزة ليست للبيع''
زلزال بقوة 5 درجات قرب سواحل اليمن
قميص ميسي قبل انضمامه لبرشلونة يطرح بمزاد مقابل مبلغ خرافي
فساد بالمليارات .. ترامب يؤكد ثقته في الكشف عن احتيال البنتاغون.
الريال اليمني يسجل انهيارًا غير مسبوق بتجاوزه 2300 مقابل الدولار
انضمام تركيا وقطر للجنة الشراكة الصناعية التكاملية
لأول مرة طوفان سعودي غير مسبوق ضد نتنياهو وترامب
ترامب من جديد يعلن شراء غزة.. ويكشف عن دولة ثرية في الشرق الأوسط ستقوم بإعادة بنائها لندن- عربي21
معهد أميركي يكشف أسباب الحذر السعودي من الملف اليمني وكيف جعل التصنيف الأمريكي للحوثيين يتخبطون
انتشر خبر بيان المجلس الانتقالي الجنوبي يوم امس كانتشار النار في الهشيم، وذهبت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بعيدا عن مضمون الاعلان بمنشيتات عريضة وعبارات صاعقة تذهل القارئ، بل تخلق لديه حالة من الصدمة العنيفة. معظم وسائل الاعلام عنونت الخبر بعبارات الانقلاب والانفصال والتمرد وغيرها من الكلمات والعبارات المشابهة، التي ضخمت الحدث وبالغت كثيرا بخصوص ما يتضمنه نص البيان.
تلك الضجة الاعلامية المهولة جعلتني افتش وابحث واتتبع خيوط الشبكة العنكبوتية كي اصل الى النسخة الاصلية للبيان من اجل قراءته بتأني والاطلاع على مضمونه لتفادي الانطباع السلبي السائد في وسائل الاعلام عن البيان المذكور. بعد القراءة تبين لي ان البيان هو مجرد اعلان تطبيق الادارة الذاتية اي الحكم الذاتي لجنوب اليمن وليس انقلابا او انفصالا او تمردا. صحيح ان البيان يشكل تحديا جديدا للحكومة اليمنية المقيمة في الرياض، ولكنه يترجم مخرجات الحوار الوطني على ارض الواقع بعد تعثر تطبيقها نتيجة الحرب التي فجرها الحوثي في عموم البلاد.
الاشكالية التي سيواجهها المجلس الجنوبي الانتقالي تكمن في عدم الواقعية التي انطوى عليها البيان وتحديدا فيما يخص الحكم الذاتي لجنوب اليمن بشكل كامل، فمن حيث الواقع، نجد ان اقليم حضرموت أي محافظات شبوة والمهرة وحضرموت وسقطرة تخضع حاليا لادارة مستقلة عن المجلس الانتقالي الحنوبي، وعلى ما يبدوا ان المجتمع المحلي في تلك المحافظات يرغب بادارة ذاتية خاصة بهم بعيدة عن سيطرة المجلس الانتقالي. اما من حيث التنظير الشرعي، فان اقليم حضرموت يتمتع بحكم ذاتي وفقا لما ورد في مخرجات الحوار الوطني الشامل، وهذا يظفي شرعية على طموحات المجتمع المحلي هناك ويحد من المطالب التوسعية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
ان سياسة الامر الواقع هي من ستفرض نفسها في نهاية المطاف، واذا لم يتعامل المجلس الانتقالي بوعي وواقعية مع المتغيرات الجديدة على الارض فانه سيجر الجنوب الى حرب اهلية خاسرة ستنتهي حتما بانتصار الارادة الشعبية في اقليم حضرموت على الطموحات التوسعية لقادة المجلس الانتقالي الجنوبي. من الواضح ان المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه الظروف يواجه تحديات صعبة ابرزها الحرب ضد الحوثيين وصرف مرتبات الموظفين في المناطق التي يسيطر عليها والقدرة على تشغيل المؤسسات الخدمية وتوفير الموازنات اللازمة لتشغيل وادراة المؤسسات في المناطق التي يسيطر عليها وهي عدن ولحج والضالع وابين، مما يعني ان المجلس في حالة ضعيفة لن تمكنه من شن الحرب ضد اقليم حضرموت الذي رفض بيان المجلس الانتقالي جملة وتفصيلا.
الخطوة التي اقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في حقيقة الامر تعد خطوة واعية وحكيمة وتأتي في اطار الشرعية الجديدة التي ستكون حتما بديلا لشرعية الدولة المركزية التي كانت قائمة قبل انتفاضة 2011م. وعلاوة على ذلك فان هذه الخطوة ستشجع اقليم حضرموت الى الاعلان رسميا والتنفيذ عمليا الادارة الذاتية او ما نسميه الحكم الذاتي لاقليم حضرموت، وبهذه الخطوة سيكون لدينا في اليمن ثلاث مناطق حكم ذاتي واضحة الحدود والمعالم هي منطقة الحوثيين في معظم مناطق شمال اليمن، ومنطقة اقليم حضرموت، ومنطقة اقليم عدن. ومن هنا ستبقى المشكلة المعقدة في حسم مصير محافظة مأرب والجوف والبيضاء وتعز والشريط الساحلي الغربي الذي يسيطر عليه طارق صالح. الى حد الان يبدو مصير تلك المناطق غامضا ويصعب على المرئ التنبؤ بخصوص مستقبل المناطق المذكورة، لكن ما يبدوا جليا هو ان اليمن سيبقى موحدا ولكن بادارة جديدة وشكل جديد عما كان عليه الوضع في السابق، ومن هنا نستطيع القول ان اليمن الاتحادي اصبح في الوقت الراهن هو الاقرب الى التحقيق من السيناريوهات الاخرى.