آخر الاخبار

اللواء سلطان العرادة يدعو إلى ضرورة تصحيح المسار السياسي والتزام الجميع بميثاق شرف وطني يؤسس لمستقبل آمن وعادل للجميع مأرب: مسيرة حاشدة لعدد من قيادات المقاومة الشعبية بمحافظتي إب ومأرب لزيارة ضريح قائد ثورة سبتمبر. التحالف الوطني يجدد العهد بمواصلة النضال للدفاع عن الجمهورية السفارة اليمنية بسلطنة عُمان تحتفل بثورتي 26 سبتمبر و 14اكتوبر المجيدتين  توكل كرمان: نفتقر اليوم لقيادة وطنية شجاعة وشعبنا قادر على قلب المعادلة وسيفعلها في الوقت المناسب في أكبر عملية عسكرية لاستعادة العاصمة الخرطوم .. الجيش السوداني يشن هجوما غير مسبوق على قوات الدعم السريع إيران تتوسط في صفقة صواريخ .. تعرف على الدوافع التي تدعو موسكو إلى تسليح مليشيا إيران في اليمن الإعلام تنعي الصحفي الكبير حسن عبدالوارث وتصف رحيله بالفاجعة برأس مال يبلغ 20 مليار ريال وفرص عمل لعدد 100 موظف.. العرادة وبن مبارك يفتتحان ثاني بنك أهلي بمحافظة مأرب دون الإشارة الى الحوثيين.. أحمد علي يتحدث عن منع اليمنيين من الإحتفال بثورة 26 سبتمبر ويوجه دعوة لكافة القوى الوطنية

تريم.. حضارة الطين والعلم والنخيل
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 18 يوماً
السبت 08 مايو 2010 06:06 م

مأرب برس - هايل علي المذابي

* "تريم" مدينة التقت فيها الحضارات من كل حدب وصوب، والسفر إليها يمنحك ثقافة قد تقضي عمراً بأكمله ودونك تحصيلها..

* "تريم" مدينة مألوفة من جهة غريبة عجيبة من ثانية، كل ما فيها واضح خلاها وهكذا حال كل ما خَالد على الدهور.

* "تريم" مدينة عبقرية تتخطى الأجناس والأزمنة والأمكنة والأقاليم إلى وحدة شاملة تلتقي مثل قطرات الغيوم في حضن الأقيانوس العظيم.

* "تريم" الشيء الأكثر إدهاشاً وندرة في تاريخ البشرية الذي لا ضفاف له من الابتذال.

* "تريم" لقاح بين الطين والتاريخ والأصالة.

* تقع "تريم" مدينة العلم والعلماء وحضارة الطين والمآذن والقصور في الجزء الشرقي لمحافظة حضرموت، ويعود تاريخ بنائها كما في معجم البلدان لياقوت الحموي إلى القرن الرابع الميلادي، وتريم نسبة إلى مؤسسها الابن الأصغر لحضرموت بن سبأ، مساجدها بعدد أيام السنة، يسكن روحها هاجس التفرد والنسك وقلبها مجبول على طاعة الله وحب العلم وتعليمه، ولذلك صارت كعبة تُزار وتُشد إليها الرحال من كل أصقاع المعمورة لطلب العلم، إذ أن مراكزها وأربطتها الدينية بلغت في شهرتها عنان السماء.

تلك "تريم" المثقلة بهم الدعوة الإسلامية.. مبانيها متناغمة بطريقة ممتازة في عالم البناء، طريقة مدهشة يشدها إلى الطين حنين الخلق الأول والمعجزة الأولى تعدد الأجناس، بيوت وقصور، مساجد ومنارات في تصميم بديع مادته الطين، أما نخلات تريم فتجسد وتذكر بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: "أحبوا عمتكم النخلة" تلك الفضلة الباقية من أديم آدم.

* مسجد المحضار أهم المعالم الخاصة بتريم، وهو الذي بناه عمر المحضار بن السقاف، بتوافد من أجله السياح من كل مكان، أما منارته التي صممها الشاعر أبو بكر بن شهاب، فيصل طولها إلى 175 قدماً، وبنيت قبل حوالي مائة سنة ومن الطين أيضاً، بيد أن الابتكار الجديد والمتفرد لهذه المنارة هو بناؤها على قاعدة مربعة وشكل هرمي، والجدير بالذكر أنها أطول منارة طينية في العالم.

تريم كذلك هي مدينة القصور الطينية الفخمة التي تنقلك إلى عالم يشبه الأحلام المستحيلة، عالم الخيال الذي صيرته تريم ممكناً، نمط البناء في هذه المدينة يدهش العالم، عزز ذلك الجمال اللوحة الربانية البديعة التي رسمتها يد القدرة الإلهية على شكل حدائق ومزارع متناثرة، منها واحة خضراء في أخدود تخترقه وديان تسيل منها السيول وتحفها النخيل.

أما بيوت العلم في "تريم" فكبيوت العبادة ممتدة على خارطة تريم جزء لا ينفصل عن ثقافتها وتاريخها، فهناك رباط تريم للدراسات الإسلامية، ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، ودار الزهراء للطالبات.

المسافر إلى تريم يتمنى لو أن الزمن يتوقف به وهو بين أحضانها ليتحد بها إلى الأبد، والراحل عنها يشعر قلبه كقطعة ثلج وضعت في صفيح ساخن في حر الظهيرة يذيبه الشوق إليها كل لحظة.

ذلك التاريخ، وهذه الحضارة، وهذا الجمال، منح تريم الاستحقاق التام لأن تُعلن عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010، ورغم أنه جاء متأخراً بيد أنه يضاف إلى رصيد هذه المدينة الساحرة مزايا ونقاط أخرى.