آخر الاخبار

منظمةدولية: تطالب بنبش المقابر الجماعية في دولة عربية تحتضن أعلى أعداد للمفقودين في العالم تحقيقا للعدالة الشرعية تعلن استكمال تركيب محطة أرصاد جوية جديدة نصبتها في أحد مطاراتها الدولية تأثير الحروب وانعكاساتها 2 تريليون دولار في مرمى هجمات سيبرانية.. ماذا فعلت واشنطن؟ روسيا تكشف عن طائرتها الجديدة « الوحش الخفيف».. الرعب المتعدد المهام- صور رسميا .. الاعلان عن مؤتمر مأرب الجامع بحضور واسع للقوى السياسية والمجتمعية - اشهار استراتيجية تنمية الأرض والإنسان مأرب تشهد تكريم 860 شاباً وشابة ومبادرة ومؤسسة شبابية احتفاء باليوم العالمي للشباب. وزارة لأوقاف والإرشاد تناقش تطوير قطاعي الأوقاف والاستثمار بالوزارة ميسي سارق الكرة الذهبية».. اعتراف بعد 19 عاما يكشف الحقيقة أجهزة الأمن بمحافظة حضرموت توجه ضربة استباقية.. وتنجح في تفكيك خلية حوثية تتكون من 13 عنصرا اليوم في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.. الهلال يصطدم بالأهلي ''التوقيت والقنوات الناقلة''

( رسالة من تحت الماء إلى الزنداني )
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 17 سنة و 10 أشهر و 24 يوماً
الأحد 17 سبتمبر-أيلول 2006 11:18 م

" مأرب برس – خاص "

حسب ما تعلمت وقرأت في أدبيات الأخلاق والقيم ، وحسب ما أخبرتني به المرويات التاريخية التي تتحدث عن الفضيلة والمدن الأفلاطونية واليتوبيا التي تسكن في داخل الإنسان وأيضا وحسب ما نادت به كل الأديان سواء كانت سماوية أو وضعية وما أخبرنا به الأجداد في قصصهم الأسطورية عن أن الإنسان العادي يحدد مسار حياته من خلال مواقفه الصارمة والواضحة والتي ترسم جوهر كينونته ويصنفه الآخرون من خلالها .

هذا أن كان الإنسان عاديا ، فكيف الحال إذا كان هذا الإنسان شخصية عامه وشهيرة له مريديه وأتباعه ونحوه تهفوا القلوب والأفئدة ، فحينها حتما تكون هذا المواقف ألزم حضورا وإعلانه أمر مقدس لا مفر منه وأن مجرد التعمية على رأيه أو المماطلة في القول هو أمر به شك وقد يؤول ويساء فهمه .

بعد عدة أيام قليلة ستدخل اليمن مفترق تاريخي مهم في مسارها السياسي ، لأنه ولأول مرة تقام انتخابات رئاسية بهذه القوة وهذه التصادمية ، وأن الفرز الحادث الآن هو أوضح ما يكون عليه في أي وقت مضى ، وان تحديد أين تقف أقدامنا مهما كانت هذه المواقف هي من بداهات العمل السياسي والوطني أيضا ، لذا من الرتابة من مكان أن يقف البعض ممسكا بالعصا من الوسط في وقت أن هذه الظرف لا يحتمل المزيد من التقية .

فكما يبدوا لنا جليا أن الأمر يتعلق الآن بحوالي عشرين مليون نسمة تريد أن تخطط لنفسها مستقبلا أكثر إشراقا وتنويرا ونموا ، وأن الاستقطاب الحالي وبكل ما يمتلك من أدوات هو أمر مشروع كون أن الشعوب دائما تتبع شخصياتها التي تعتقد أن بها الصلاح والتي تؤمن بأن هذه الشخصيات من المحال أن تفضل مصلحتها الشخصية على مصلحة الشعب والوطن ، وان أي خلل في هذه المعادلة قد يصيب الوضع السياسي في اليمن بحالة لبس وإرباك وقد تفقد الجماهير الثقة بمن ائتمنتهم على تحديد مصيرها .

لا يختلف معي الكثيرون أن ثقل الشيخ عبد المجيد الزنداني لا يقل أهمية عن ثقل الشيخ عبدا لله أبن حسين الأحمر ، إلا أن الأحمر قد أعلن موقفه علانية رغم أن هذا الموقف متوقع منه وغير مستغرب حيث أن العلاقة بينه وبين الرئيس تتجاوز الحزبية والمعاني الوطنية ، بينما يصعب علينا فك طلاسم تواري الشيخ عبد المجيد الزنداني في أحد أهم لحظات حياتنا في وقت من المفترض به أن ينبري للجميع معلنا انحيازه للجياع والآم المواطنين .

لا أعتقد أن الشيخ الزنداني لا يعلم أن إعلان انسجامه مع حزبه هو إعلان مؤثر وقوي وقد يقلب ظهر المجن على النظام الحاكم ، وأيضا أجزم أن الشيخ يستطيع أن يجعل من نفسه شخصية وطنيه من المقام الأول في حال انضمامه إلى الجهة التي تريد أن تنقد من يمكن أنقاده في اليمن ، وأن هذا السكوت أو ربما الدعم الضمني للرئيس يؤثر كثيرا على مكانته ويضع علامة استفهام كبيرة بحجم الشمس أمامها ؟ خاصة أن للزنداني مواقف كبيرة في قضايا صغيرة ، بينما تختفي هذه المواقف في أكبر قضية يمر بها الإنسان اليمني ألا وهي الوطن !؟

من يريد أن يبدأ في تحليل هذا الموقف لا بد له أن يربط زيارة صالح الأخيرة لجامعة الإيمان وتعبيد الطريق لها وأيضا لا بد أن يبحث أكثر في قائمة الأكثر مطلوبين لدى أمريكا وأخيرا في مفهوم ولي الأمر وطريقة الخروج عنه ، وكلها نقاط تؤدي بنا إلى نتيجة سوداوية لا تليق أبدا بالشيخ وبتاريخه النضالي الكبير لأجل مبادئه وإيمانه ، وأيضا تعكر صفو حزبه الذي يخوض الآن معركته القوية والصارمة .

الشعب اليمني يغرق وقد تكون قشة الزنداني منقذة له أن تجرد الشيخ من وعود لا يؤتمن لها وأن جعل مصلحة الوطن تتجاوز المصالح الشخصية المؤقتة وأن يضع نصب عينيه أطفالا صارت مساكنهم إشارات المرور ونساءً قد يبعن أثدائهن لأجل وضع لقمة في فم رضيعها ولرجال أعيتهم الحيلة نحو بصيص أمل لمستقبل عائلاتهم ، فالشيخ أكثر الناس إحساسا بوجع الشارع وأن التضامن مع هذا الشارع هي من بداهات الأخلاق والمبادئ والقيم الدينية ، والباب مازال مشرعا رغم ضيق الوقت لأجل إعادة النظر في مثل هذه المواقف والتي أن رحلت فمن الصعب تعويضها ....بل من الصعب جدا ذلك .