آخر الاخبار

مصادر مطلعة تكشف لـ مأرب برس جديد مصير قرارات مركزي عدن وجهّت دعوة للمليشيات.. الحكومة الشرعية تعلن موقفها من العدوان الإسرائيلي على اليمن أول دولة عربية تصدر بيانا بشأن الضربة الإسرائيلية على اليمن أمين عام مجلس شباب الثورة : استهداف محافظة الحديدة استهداف للسيادة اليمنية وامتداد لعدوان إسرائيل على أشقائنا في غزة مليشيات الحوثي الانقلابية تكشف الحصيلة الأولية لضحايا الهجوم الاسرائيلي على الحديدة اول رد للناشطة اليمنية توكل كرمان على الغارات التي استهدفت محافظة الحديدة غارات جوية تستهدف مواقع عسكرية سرية للمليشيات الحوثية ومنشئات حيويه ومؤسسات أمنية بمحافظة الحديدة.. تفاصيل الجيش السوداني يعلن عن انتصارات كبيرة ودحر قوات الدعم السريع من احد الولايات الهامة عاجل: غارات جوية توقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين واستهداف منشآت النفط بمحافظة الحديدة .. تفاصيل منصور الحنق يدعو لدعم الجيش والأمن في معركته ضد المليشيات ومقاومة صنعاء تعلن دعمها لقرارات البنك المركزي..

رسالة إلى المتجهين إلى جنيف!
بقلم/ د. عيدروس نصر ناصر
نشر منذ: 9 سنوات و شهر و 17 يوماً
الأربعاء 03 يونيو-حزيران 2015 04:29 ص
السؤال الذي يقفز إلى ذهن كل ذي بصيرة هو ماذا سيحقق مؤتمر جنيف بشأن اليمن مما لم يحققه مؤتمر حوار صنعاء (٢٠١٣-٢٠١٤م)، وبالأ حرى ماذا سيحقق مؤتمر الأيام الثلاثة أو العشرة مما لم يحققه مؤتمر الأشهر العشرة، وبصيغة أخرى ماذا سيحمل الدبلوماسي الموريتاني ولد الشيخ مما لم يكن يحمله الدبلوماسي المغربي بن عمر؟ إنها أسئلة لقضية واحدة وهي ما الجديد الذي سيأتي به مؤتمر جنيف بعد الحرب والدمار وإزهاق الأراح وإراقة الدماء وتدمير المدن وإجبار الأهالي على النزوح؟ هل سيعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل انطلاق الرصاصات الأولى في حروب عمران وصنعاء وتعز والبيضاء وعدن ولحج والضالع وشبوة وإبين؟ أم إنه سيمنح القتلة حصانات جديدة مثل تلك التي حصل عليها كبيرهم ثم حولها إلى ساطور يقص به رقاب الشعب في الشمال والجنوب؟
إذا كان المتجهون إلى جنيف سيذهبون ليتعانقوا ويقبلوا خدود بعضهم البعض ويتجاملون ببعض العبارات الودية ثم يتقاسمون الكعكة التي تنازعوا عليها ودمروا بسببها كل جميل في هذا البلد فقد كان بإمكانهم أن يفعلوا ذلك دونما حاجة لكل هذه الخرائب والحرائق والجثامين والمقابر والجثث المتفحمة، أما إذا كانوا سيذهبون لالتقاط الأنفاس ويتركون القتلة والمجرمين يعيدون ترتيب أوراقهم وتوزيع فيالقهم على مداخل المدن التي لم ترضخ لسطوتهم فعليهم أن يعلموا أنهم لا يفعلون إلا ما يفعله الحانوتي الذي يبيع نسخة من مفتاح حانوته لزعيم اللصوص مع فارق أن ضحايا اللص قد تكون بعض النقود والسلع والمستندات الورقية، أما ضحايا لصوص جنيف فلن تكون إلا آلاف الأرواح التي ستلحق بتلك التي أزهقت على مدى عقد ونصف منذ حروب الحوافش العبثية حتى ضرب قارب النازحين من التواهي، ولن تكون إلا دمارا فوق الدمار وقتلا فوق القتل وشلالات من الدماء فوق تلك التي سكبت طوال الشهور والسنوات الماضية.
بقية نقطة أخيرة ينبغي أن نسأل بها الذاهبين إلى جنيف: لقد تحدثتم في مؤتمر الرياض بخجل شديد عن القضية الجنوبية وكأنها ابن غير شرعي لأب وأم مجهولين، وكررتم نفس العبارات الزئبقية "الحل العادل للقضية الجنوبية" وهو التعبير الذي يقبل آلاف التأويلات لكنه لا يعني شيئا بالنسبة للجنوب والجنوبيين، وخرج بعض المشاركين يتباهى أنه أدخل عبارة حق تحديد مكانة الجنوب في الدولة الاتحادية وفق المواثيق الدولية واعتبر ذلك فتحا مبينا يستحق عنا السفر والسهر وما رافقهما من خسائر وأعباء وتكاليف ونفقات، فهل ستكتفون بهذا لتقنعوا به ذوي الشهداء الذين قتلوا وهم يواجهون القناصة وفرق الاغتيال والجرحى الذين سيعيشون إعاقاتهم طوال حياتهم، هل ستكون هذه هي هدية جنيف لضحايا الحرب والعدوان، وإلى متى تستنسخون جنوبا غريبا مريبا وتستحضرونه معكم كلما آن أوان محفل من محافلكم الحوارية، ولماذا تتجاهلون الجنوب الحقيقي الموجود في جبهات القتال وميادين المواجهة؟
إن التذاكي على الجنوب واستغفال أبنائه باستنساخ أشكال وجماعات لم تلمس جلودها ولا أطراف أصابعها حرارة شموس الميادين ولم تذق طعم النوم في المخيمات وساحات الاعتصام ولا تعرف شيئا عن معاناة الجنوبيين الحقيقيين، إنما يضيف جريمة أخرى فوق جرائم ١٩٩٤م و ٢٠١٥م وما بينهما وفوق كل هذا موبقات تجاهل شعب الجنوب الحقيقي واستبداله بمستنسخات اصطناعية ستضمحل من الوجود بمجرد تنامي صوت الشارع الجنوبي وهو يصرخ بآلامه الحقيقية التي لا يعرفها هؤلاء.
إنكم لا تقتلون القضية الجنوبية ولا تستطيعون أن تقتلوها، لكنكم ترفعون كلفة حلها وضريبة استحقاقاتها على أنفسكم وعلى الشعب الجنوبي نفسه، وغدا ستكتشفون كم كنتم واهمين باعتقادكم أن الشعب بلا ذاكرة وأنه سينسى ضحايا السلب والنهب والإقصاء والاستبعاد والتمييز والتهميش أو أنه سينسى دماء الشهداء وآلام الجرحى وإعاقات المعاقين من مناضلين المقاومة الجنوبية السلمي والمسلحة، فاقتربوا من القضية ولامسوها ملامسة حقيقية وكفوا عن الخداع والمغالطة الذان لم يجلبا لنا ولكم إلا الآلام والعذابات والتشرد والنزوح والبحث عن مأوى يقينا رصاصات القتلة ونيران العدوان التي لم تدع بقعة في اليمن آمنة إلا للقتلة واللصوص والأدعياء والمجرمين الذين ظلوا يمثلون علينا دور الضحايا المظلومين أو دور الاولياء الطاهرين.