تشييع مهيب لجثماني الشهيدين الملازم أول عبدالله منصور الحنق والنقيب مختار قائد قاسم بمأرب
مباحثات مصرية إيرانية بشأن غزة والوضع في البحر الأحمر
أبطال أوروبا: برشلونة يبصم بالأربعة وباريس يتجاوز مفاجئة إستون فيلا
الغارات على ''النهدين'' تسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صنعاء وروايتين حول الضربات في نقم
ماذا يحتاج منتخب اليمن للناشئين لخطف بطاقة التأهل الثانية وضمان التواجد في مونديال قطر؟
منظمة العفو الدولية تحذر من ''عواقب انسانية وخيمة'' سيتضرر منها ملايين المدنيين في اليمن
مليشيا الحوثي تغتال حياة 3 أطفال كانوا يلعبون في فناء منزلهم.. تفاصيل جريمة مروعة ارتكبت في الحديدة (صور)
طال انتظارها.. ميزة جديدة من واتساب تعزز الخصوصية
تحسن الدولار والنفط بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
أسواق الخليج تصعد بقوة وبشكل مفاجئ بعد قرار ترامب تعليق الرسوم الجمركية
* أ.د. محمد المتوكل
تعود العلاقة بين السلطة والتيار الإسلامي إلى مرحلة الصراع في المناطق الوسطى حيث وجد النظام في الشمال أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر وأن الحجر لا تكسر إلا بأختها. وقد وجد النظام في التيار الإسلامي- بكل أجنحته- بغيته, فالفكر الإسلامي يواجه الفكر الماركسي وبندقية الماركسي تواجه بسيف الله المسلول.. وفي خيمة السلطة وتحت ظلها نما التيار الإسلامي واتسعت قاعدته وتعددت مفاهيمه وتوجهاته من الإمام حسن البنا حتى الشيخ محمد عبد الوهاب, ومن عمر طرموم وياسين عبدالعزيز حتى الوادعي وعلي جار الله السعواني, ومن عبد المجيد الزنداني وعبد الوهاب الديلمي حتى محمد العيدروس وعبد الوهاب الآنسي, ومن محمد قحطان واحمد القميري حتى نبيل الصوفي وجمال أنعم وسعيد ثابت.
في الفترة الانتقالية التي تلت إعلان قيام الوحدة وحتى حرب الصراع على السلطة سنة 1994م دخل المؤتمر الشعبي العام والتيار الاسلامي بكل اجنحته وامتداداته الخارجية في تحالف استراتيجي هدف إلى هزيمة الحزب الاشتراكي واخراجه من الشراكة وكان لكل طرف من المتحالفين استراتيجيته الخاصة بل ومفاهيمه الدينية والسياسية. وبانتهاء الحرب على الشيطان الأكبر دخل المتحالفون في حرب باردة جديدة هي حرب الشركاء على اقتسام الغنيمة والتي جرت حسب العادة عندما تم القضاء على الثور الأبيض, وهدفت إلى العمل على التخلص من الشراكة والاستمتاع بالوحدانية. وقد تطلب ذلك البحث عن حجر أخرى لتقوم بكسر أختها, فبدأ المؤتمر التقرب إلى الجناح السلفي الرافض للحزبية والتعددية, والزاهد في السلطة والملتزم بطاعة ولي الأمر, وظهر كتاب الوادعي في تكفير الزنداني وكل الجناح المتحزب داخل الإصلاح, وبدأت المعركة على المساجد والمنابر. ولم يكتف المؤتمر بذلك فعمل عل جر حزب الحق- كحزب ديني- إلى الصراع. لكن حزب الحق بفضل علاقة قيادته بالشيخ عبدالله الاحمر, رئيس التجمع اليمني للاصلاح. وبفضل حكمة قيادة الحزب لم ينجر بالشكل المطلوب إلى الصراع فلم يكن امام المؤتمر من خيار سوى شق حزب الحق وتبني الجناح المتطرف داخله للقيام بجزء من المهمة ضد حليف الأمس التجمع اليمني للإصلاح. وبما أن الهدف ليس إقامة تيار يكون له كيان فعال وقرار منفرد, فقد اختلف المؤتمر مع التيار الذي ساهم في إقامته ودخل معه الحرب المدمرة التي تدور في جبال صعدة.. وأراد المؤتمر ان يجر الإصلاح من جديد إلى صعدة لكن الإصلاح قد تعلم الدرس فقال له: (عصيدتك متنها!).
ولم يجد المؤتمر حليفاً حقيقياً لا يشكل له منافساً على السلطة سوى التيار السلفي المتطرف.
ومع ذلك فقد وقع المؤتمر في حيرة, فهذا التيار مطلوب دوليا والمؤتمر يريد ارضاء الادارة الامريكية واقناعها بانه شريك في الحرب على الإرهاب فاضطر إلى التعامل بازدواجية, وحاول ان يقنع الطرف الخارجي ان جماعة صعدة هم الإرهابيون الذين يهتفون بالموت لإسرائيل وأمريكا.
لكن القوى الخارجية لا تهتم بمن يهتف حتى تحت البيت الابيض, وهي تعرف جيداً من هم الذين تريدهم ومن الذي قتل جار الله عمر وأطباء جبلة وفجر البارجة الأمريكية والباخرة الفرنسية, وقد اضطرت السلطة إلى اعتقالهم او التحفظ عليهم وحتى إعدام بعضهم. وحين اشتدت الحاجة إليهم عند اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وتماسك جبهة اللقاء المشترك وخطورة مبادرته للإصلاح السياسي والوطني, كان لابد للجماعة من نفق يفرون من خلاله. وحين اشتد الضغط الدولي وجاء التفجير في السعودية واتهم ا لفارون بالقيام به, خشيت السلطة العواقب، ولهذا كان لابد من الاعلان عن استسلام الثلاثة المتهمين بتفجير البارجة والباخرة, وتأكيد السلطة أن الباقين لم يغادروا اليمن وأنهم يفاوضون على تسليم أنفسهم.. وكل التعب الذي عانوه في حفر النفق ذهب ادراج الرياح.. والشيء الجميل أنهم لم يسملوا أنفسهم إلا بعد اتهامهم بتفجيرات السعودية.
صدق المثل القائل:(من تغدى بكذبة ما تغشى بها).