الحوثيون يبدأون عمليات الإتلاف ل13مليار من العملة المحلية ويفرضون تداول قرابة 30 مليار من العملة المنتهية وغير قابلة للتداول الإنساني
محافظ تعز يدعو الى اليقظة والجاهزية لمواجهة التحديات الأمنية
من أقاصي شرق اليمن بمحافظة المهرة.. حيث الانسان ينهي معاناة أكثر من 10 آلاف نسمة ويخفف عليهم خسائر الوقت والمال
الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
رئيس الوزراء يتوعد بالتصدي للفساد ومحاربة الإختلالات ومواجهة المشروع الكهنوتي ورئاسة الجمهورية تؤكد دعمها له
الكشف عن الدور الأمريكي حول ابرام أكراد سوريا اتفاق مع الحكومة السورية
ما هي الأسباب التي دفعت قسد والقيادة السورية لتوحيد الرؤى في إطار اتفاق تاريخي؟
عيدروس الزبيدي يدعو لاعتماد شبوة منطقة عسكرية مستقلة لا تخضع للوصاية ويتحدث عن إنشاء شركة ''بتروشبوة'' النفطية
توجيهات عاجلة برفع الجاهزية بعد أحداث الخشعة بوادي حضرموت ومقتل أحد الجنود
بن مبارك: ''ننسق مع المجلس الرئاسي وملتزمون بمحاربة الفساد مهما كانت التحديات و التكلفة''
لم تتعرض أقلية عراقية الى اعمال عنف وارهاب بهدف الابادة منذ تغيير النظام السابق عام 2003 مثلما تعرض لها الغجر في محافظات الجنوب والوسط، مما اضطرهم إما الى الفرار لدول الجوار العربية او التسول بالخفاء. وقال ابو حميد، وهو رجل أعمال في البصر
ة، «تعرفت على الكثير من الغجريات المبرقعات اللواتي امتهنَّ التسول من خلال معرفتي ببعض الجمل والكلمات من لغة الغجر التي تعلمتها منهن خلال ترددي عليهن منذ اواسط السبعينات». واضاف لـ«الشرق الاوسط» ان المتسولات من المبرقعات يتكاثرن عند تقاطعات الطرق في الاشارات الضوئية لطلب المعونة من اصحاب السيارات الخاصة. «وعند اقتراب احداهن اتكلم معها بلغة الغجر، فإن استجابت اعتقادا منها أنا واحد منهن او من مريدهن اعود اتحدث معها باللهجة المحلية واجزل لها العطاء، وإن لم تستجب، فانها متسولة غير غجرية، وبهذه الطريقة سمعت الكثير عن احوالهن..». ويعتبر عدد الغجر العراقيين أو «الكاولية» بحسب التسمية المحلية أقلية عرقية ويقدر عددهم بما بين الـ150 و200 ألف نسمة يسكنون قرى وتجمعات عادة ما تكون منعزلة عند أطراف المدن والبلدات، ولهم تجمعات في بغداد والسماوة والبصرة وناحية الفجر في الناصرية والديوانية وديالى إضافة إلى بعض قرى الجنوب.
وكان الغجر الى وقت قريب يمتهنون الرقص والغناء في الحفلات والملاهي وعند هجرتهم الى دول الجوار العربية عادوا لامتهان حرفتهم، حتى اصبحوا ينافسون غجر سورية من النوريات وفي الاردن، واشتهرن بالرقص في الفنادق الكبيرة في اقليم كردستان، وبعدد من دول الخليج العربي لما يمتلك التراث الغجري العراقي الغني من انواع الرقص والغناء، والتي اصبحت في هذه الايام الموضة السائدة لبعض القنوات الفضائية. ويقول الدكتور كريم عبود، الاكاديمي في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، «ان الغجر اقلية عراقية معروفة منذ أزمان بعيدة وقدموا ضحايا خلال الحرب العراقية ـ الايرانية عندما شمل اولادهم النظام السابق بالتجنيد الالزامي». وقال «اتهم شريحة مسالمة لا تدخل في السياسة فلا احد من البرلمانيين يطالب بحقوقهم.. وهم يعتقدون بانهم (شعب الرياح) وبالتالي لا يركنون الى مكان واحد». ويتفق معظم الباحثين في ما يسمى علم الغجريات على أنهم من أصول هندية، هاجروا على شكل موجات نحو الغرب والشمال مرورا بالشرق الأوسط. والباحثون في أصول الغجر وعاداتهم وتقاليدهم يجدون صعوبة في تتبع أصولهم، فهذا الشعب لم ينظم سجلا لتاريخه مكتوبا كان أم شفهيا. والغريب أن جميع البلدان التي استوطنوها على مر العصور لم تسهم أيضا في تنظيم حتى سجلات أو وثائق رسمية لهم في الدوائر الحكومية، وحتى في دائرة الأملاك العامة.
ومشكلة الغجر الاساسية تكمن في عدم الاعتراف بهم كشريحة اجتماعية لها خصوصيتها وثقافتها، كجزء من ثقافة وتراث الشعب والأرض التي عاشوا فيها باستثناء غجر اسبانيا. والغجر في العراق انتشروا في جميع الاتجاهات، وسكنوا أطراف المدن وفي مناطق معزولة وبعيدة عن التجمعات السكانية، وامتهنوا حتى منتصف القرن السابق الحدادة وصناعة الأسلحة، كالبنادق والخناجر، وبعض المهن البدائية، كصناعة الأسنان الذهبية والفضية وصناعة القدور النحاسية أو «الصيكر»، و«الربابة» بالنسبة إلى منظف القدور ومصلحها. ولم يمتهن غجر العراق الزراعة أو الرعي، لكنهم استلهموا أزياءهم ولهجتهم من الوسط الذي عاشوا فيه، محتفظين بلغتهم الخاصة التي ظلت مجهولة للغير، وهي خليط من الفارسية والهندية والتركية والكردية والعربية، ويطلقون عليها اسم «الرطين».
وفي تعداد سكان العراق للعالم 1957 تم إحصاء أعداد الغجر أضيفوا كأفراد ضمن الشعب العراقي، لكن القانون لم يعترف بهم كطيف اجتماعي أو قومي كبقية الأقليات، ولم يحصلوا على الجنسية العراقية إلا في زمن النظام السابق..
واكد يوسف نصار (ملحن) ان «الساحة الغنائية في البصرة شهدت ظهور اصوات غنائية متميزة للغجريات امثال امل بغدادي وحنان البدوي وغزلان وغيرهن من اللواتي هجرن البلد، لكن فنون الغجر التي رفدت الفن العراقي الغنائي والموسيقي بالكثير لم يتعرض لها نقاد الموسيقى، ولم يدرج الفولكلور الغجري ضمن الانماط الغنائية العراقية..». وقال حاتم العقيلي (ناقد) «ان اللوحة التشكيلية التي عرضتها الفنانة الكندية من اصل عراقي، سندس عبد الهادي، أخيراً بعنوان «انانا في دمشق» ونالت شهرة واسعة كانت تمثل الغجريات اللواتي لا يجدن غير توظيف الجسد وليس المرأة العراقية بدليل ان الفنانة هي امرأة عراقية الاصل ومن المهاجرات».