آخر الاخبار

قبائل لقموش بـ شبوة تحدد مهلة زمنية للكشف عن مصير أبنائها المخفيين منذ سنوات في عدن قيادي حوثي ينهي حياة مواطن رمياً بالرصاص والقبائل تنفذ هجوماً واسعاً على مواقع المليشيات رداً على الجريمة سلطنة عمان تكشف عن إجمالي أصولها السيادية .. تعرف على ثروة السلطنة المليارية وكالة الاستخبارات الأميركية توثق شيخوخة السكان حول العالم وتحدد سكان الدول الأكثر تراجعاً واليمن تتصدر ضمن اعلى الدول نموا في السكان منظمة دولية تكشف ما أخفته المليشيا الحوثية حول الضربات الإسرائيلية على ميناء الحديدة.. تفاصيل الكوارث المدمرة على اليمنيين خبراء بارزون يكشف حقيقة أحدث علاج لجدري القرود.. تفاصيل عن كل ما تريد معرفته عنه... منظمة الصحة العالمية تكشف التفاصيل المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر يحذر 15 محافظة يمنية من الأمطار الغزيرة والعواصف الشديدة.. وانهيار الحصون الطينية والانهيارات الصخرية وزاره الدفاع تحذّر من أي محاولات لإنشاء معسكرات أو جماعات مسلحة خارجة عن القانون وزارة الأوقاف اليمنية تجري مباحثات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة عدن أمن أبين توضح ملابسات مقتل قائد الحزام الأمني في المحفد وماذا حدث؟

الحوثي يقتل وغريفيثس يعزي
بقلم/ د. عبده البحش
نشر منذ: 4 سنوات و 3 أشهر و 28 يوماً
الثلاثاء 21 إبريل-نيسان 2020 07:00 م
 

 عندما اطلق وزير الأوقاف اليمني احمد عطية على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن لقب غريفيثس بدر الدين او كما يسخر البعض ويسمونه غريفيثس برم الدين، لم اكن ادرك الدوافع الحقيقية لأصحاب هذا الرأي وكنت انظر الى ذلك النوع من السلوك على انه مجرد تحامل على السيد مارتن غريفيثس الذي مازلت اقدره واثق في واسطته كمبعوث دولي يسعى الى وقف اطلاق النار وإعادة الامن والاستقرار الى اليمن الذي يعاني من التفكك والفقر والمرض والمجاعة والانتهاكات المروعة لحقوق الانسان.

 لكن الجريمة التي حدثت في مدينة الحديدة قبل أيام جعلتني اراجع حساباتي واعيد ترتيب اوراقي واولويات مواقفي من القضايا والشخصيات الفاعلة في الملف اليمني، الجريمة التي هزت كياني تمثلت في مقتل ضابط الارتباط الذي يعمل كمراقب على وقف اطلاق الناس في خطوط التماس بين الحوثيين وقوات حراس الجمهورية. الضابط الصليحي يعمل مع الأمم المتحدة ويقوم بمهمته الأممية على اكمل وجه ومع ذلك لم يسلم من قناصة الاجرام الحوثية التي قتلته بدم بارد وهي تعلم مسبقا انها محمية من الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والقوى الدولية الفاعلة.

كنت أتوقع ان السيد مارتن غريفيثس سوف يقيم الدنيا ولن يقعدها حتى يضع الحوثيين عند حدهم او على الأقل يجعلهم يندمون على جريمتهم الوحشية بحق مراقب اممي محايد لا ذنب له الا انه كان يؤدي واجبه بأمانة وإخلاص، لكن غريفيثس خيب امال العدالة والإنسانية وخيب امال عائلة الضحية ليكتشف الجميع ان الصليحي قضى نحبه في مذبح الدناقة الحوثية الدولية التي يرعاها غريفيثس نفسه بدلا من ان يكون سفيرا للسلام اصبح سفيرا للإجرام والقتل والاغتيال ولسان حاله يقول اقتل يا حوثي وانا سوف اقدم التعازي، فكان حاله كما يقول المثل اليمني الشعبي عزي سوى يا خبلا.

كان الجميع ينتظر من السيد مارتن غريفيثس موقفا صارما حيال هذه الجريمة النكراء لكن دناءة المصالح وعبثية السياسة افقدت المبعوث الدولي حياديته ومهنيته وحولته الى نخاس في سوق المليشيات الحوثية، ليس هذا فحسب بل ان الامر يصل الى حد خيانة المبادئ العامة للأمم المتحدة التي تجرم استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية. كان من المفترض على غريفيثس ان يطالب الحوثيين بتسليم القاتل الى يد العدالة الدولية لكي ينال جزاءه العادل ولكي لا تصبح دماء موظفي الأمم المتحدة رخيصة او العبوة بيد مجرمي الحرب وزعماء المليشيات الإرهابية. وعلى اية حال فان الفرصة ماتزال سانحة امام المبعوث الدولي لضبط البوصلة وإعادة الأمور الى نصابها والتي تقتضي منه تسمية الأطراف المعرقلة للسلام والرفع بها الى مجلس الامن لاتخاذ الإجراءات الرادعة فأمراء الحرب لا تجدي معهم لغة الدلال التي مارسها غريفيثس كثيرا مع الحوثيين.