آخر الاخبار

جريمة اغتصاب طفل سجن رداع.. القبائل تحاصر المجمع الحكومي وتجبر المليشيات على الاستسلام خالد مشعل يوجه رسالة لأمريكا ويدعو للعودة إلى “العمليات الفدائية” ايران تهين عبد الملك الحوثي تحت قبة الأمم المتحدة : الحوثيين وافقوا على هدنة في البحر الأحمر الرد الإيراني خلال أيام.. البنتاغون يستدعي جمع الملحقين العسكريين العرب في واشنطن لتطمينهم ويناقش معهم رد طهران المحدود عاجل خمسة عشر محافظة يمنية مهددة بأمطار غزيرة وسيول جارفة خلال الساعات القامة والمركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يحذر المواطنين رئيس هيئة الأركان من حضرموت يطالب مختلف القوات والقطاعات العسكرية بالاستعداد مباحثات بين وزير الأوقاف والإرشاد ومفتي الديار المصرية في مجالات التعاون المشترك أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم بنيت على «سطح مبنى» اللواء سلطان العرادة يشيد بمواقف دولة الكويت حكومة وشعبا وتدخلاتها الإنسانية في شتى المجالات نادي الهلال يتعاقد مع بديل سعود عبدالحميد أول لاعب سعودي يحترف في إيطاليا

مارب.. وطن صغير لهوية بلا منتهى
بقلم/ د.عمر ردمان 
نشر منذ: سنة و 10 أشهر
الجمعة 28 أكتوبر-تشرين الأول 2022 11:01 م
 

في لحظة سقوط الدولة والجمهورية كانت مارب حضن الوطن وعمود الجمهورية، ومنطلق النضال الوطني، ومأوى أفئدة الأحرار، ولقد كانت مأرب بقيادتها وقبائلها كنقطة الضوء التي لم تخفت وسط ظلام الإمامة الجديدة الذي خيم أرجاء الوطن من صعدة إلى عدن، فتداعت خيرة

رجالات اليمن لتهب إلى مصدر ضوء أملها وموطن عمقها التاريخي كما يعود الفرع إلى جذوره الأصلية في حالات الحنين وأزمنة الشدة؛ توافدت لتضع اليد على اليد والساعد جنب الساعد معلنة بداية العودة ومنطلق الانبعاث الهادر لدحر جحافل الإمامة ومليشيا إيران المحاصرة لمدينة

مارب (المجمع) لتتوسع دائرة التحرير من مارب وتعز وعدن نحو صنعاء لاستعادة الهوية والجمهورية والدولة لوطن مغدور به على مائدة اللئام. وفي لحظات الفداء والعطاء لا تتمايز السواعد المقاتلة بين أوصاف:

سكان أصليين ووافدين، ولا مستضافين وضيوف، بل في أوج المحن والحروب كل من يقطن ساحة النزال هم محاربون شرسون في معركة وحدة الهدف والغاية والمصير، معركة البذل والعطاء الواسع.

وكل الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم على أسوار مارب من أبنائها وأحرار اليمن أجمعين، لم يسقطوا دفاعا عن مارب في معركة صغيرة، بل سقطوا دفاعا عن الوطن في معركته الكبيرة، مثلما هو الحال فيمن سقطوا على

أسوار بقية محافظات اليمن المحتلة: تعز وعدن والجوف وصنعاء ولحج والبيضاء والحديدة وعمران والضالع وشبوة وحجة وصعدة ... كلهم عناصر أشداء يتحركون كتروس صغيرة تدور بترس الوطن الكبير نحو التحرير الشامل. وما زالت شواهد القبور وسجلات شرف التضحيات شاهدةً بحقيقة المعركة اليمنية الجامعة التي ذابت فيها العناوين الصغيرة بعد أن تشكلت رابطة أوسع وأوثق من الانتماءات المناطقية وهي رابطة الدم المسكوب دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة ابنائه في مختلف ساحاته

ومساحاته؛ فتعدت رابطة الدم الهويات المحلية لأبطالها لتشكل هوية عربية أصيلة بمشاركة دماء عزيزة لشجعان دول التحالف العربي التي أسالوها رخيصة على ثرى وطننا المختطف من قبل أعداء الأوطان والعروبة. هذه الرابطة الجامعة هي ما تجاوزت بأبطالنا العناوين والانتماءات الصغيرة، وهي أعز ما ملكناه في ثنايا المحنة، وأهم ما يجب الحفاظ عليه لمواصلة سير النضال الوطني؛ فما زالت دماء الشهداء في منتصف طريق النصر، وستصل غايتها بالتزام شعار كرام المهاجرين والأنصار على لسان نبي الإسلام: بل الدم الدم، والهدم الهدم.