مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا
لا أدري هل من حسن حظ ثورة شباب اليمن أن يكون مبعوث العالم إليها هو عربي مغاربي يتكلم بلساننا ويفهم لغتنا, ويعرف عن حالنا وتاريخنا ما يجعلنا نؤمل عليه, ام أن كونه عربياً فهو يضيف إلى حملنا ثقلاً جديداً ؟
دون بلاد العالم كلها يخشى العرب من المسئول المحلي والقومي أكثر من الغريب, ويأملون من البعيد الإنصاف والعدل أكثر مما يرجونه من صاحب الشأن وإبن البلد, ربما هذه نظرية غريبة لكنها واقع نشهده في بلادنا العربية والإسلامية اليوم بسبب الهوة الشاسعة بين الحاكم والمحكوم, إلا ماندر.
أصبحت حكومة العالم المسماة بهيئة الأمم المتحدة وما ينبثق عنها من أجهزة ومنظمات تحتل مساحة واسعة في الشأن الداخلي للبلدان التي كانت إلى وقت قريب تعتبر ذلك من أخطر مهددات السيادة الوطنية للبلدان, وأصبح المسئول الدولي يمارس في الشأن الداخلي لأي دولة – خصوصاً الأضعف مستوى – أكثر مما يمارسه الحاكم المختار من شعبه. ولذلك لم يعد هناك مجالٌ للتهرب من التعامل مع هذه المنظمات بل وقعت الدول وأقرت في دساتيرها مشروعية هذه المعاملات.
يدرك الجميع أنه حين يختلف العربي – شعبا أو فردا - مع حاكمه الذي لا تتوفر فيه ادنى مقومات شرعية الاختيار يتجه بصره نحو تلك المنظمات مؤملاً منها لي عنق حاكمه المتغطرس, لكن خوفه يبلغ مداه فيما لو أدرك أن من تنتدبه الحكومة العالمية للنظر في قضيته يكون عربياً أيضاً, ومنبع الخوف هو أن هذا العربي تعين لدى العالم كمندوب عن شخص حاكم بلاده لا ممثلاً عن شعبه الواقع في الأسر.
في ثورتنا اليمنية الشعبية العظيمة التي أوشكت أن تكمل العام دون كلل أو ملل انتدب العالم إلينا رجلاً ندرك من خلال مجرد اسمه أنه من بني جلدتنا, فهل بلغ الخوف مداه كالعادة ؟.
أعترف أنني حين سمعت الاسم توجست خيفة فبحثت عن من يكون صاحبه الذي نسميه (جمال بن عمرو) ويكتبه هو بهذه الصيغة (جمال بنعمر) متصلاً لا منفصلاً.
مغاربي هو "جمال بنعمر" ومغاربيته عندي بارقة أمل لا اعلم سبب انجذابي إليها لكنني كمواطن يمني أرى في مواطن المغرب العربي صورة تشبهني وجسداً وتقاسيم تتكرر في بلادي كثيراً أكثر من أشقائنا العرب الآخرون!!.
بارقة الأمل هذه لم تكن لي إلا نافذة واسعة بمقدور صاحب القامة الطويلة والهامة المنتصبة أن يحققها لي وللملايين في شعب اليمن, لقد تحققت المفاجأة الغريبة, "بنعمر لا يمثل نظاما عربيا" في المقام الرفيع الذي يقف فيه بل صوتا عربيا وإنسانياً مناضلاً يملك في أدراج مسيرته وثائق انتصار وقصة نجاح ونضال عظيمة.
بحثت في اكثر من موقع وعنوان عن هذا المغربي الذي وقع على عاتقه قرار مصيري يهم بلادي, فوجدت سجيناً مغربياً حمل منذ طفولته قضية كبرى في وطن من شأنه إضاعتها, ولأنه كذلك فقد آل حاله إلى السجن.
لم يستسلم جمال بنعمر للقضبان كما لم يستسلم شعبنا اليمني لقضبان سجان بليد وفاسد, حصل جمال على الثانوية والبكالوريوس والماجستير بتفوق وهو وراء القضبان, وكان تميزه في مرحلة الماجستير مثار تساؤل أستاذه في جامعة من جامعات أوروبا, ليجد أن طالبه المتميز يقبع في سجن ملك عربي دون ان يتذكره أحد, والمفاجأة الأبرز أن يكتشف هذا الباحث الأوروبي أنه يعمل مستشاراً قانونياً للملك الذي سجن جمال!!.
كانت هنا البداية لتجاوز القضبان, لكنها ليست نهاية المنغصات لشاب ثائر, وحين وجد نفسه ممنوعاً من السفر واقتناء الجواز بعد ان ضاقت بلاده – كحال كثيرين في بلادي – لم يكن بوسعه إلا أن يخاطر ويقتحم البحر مهاجراً سريا نحو العالم الآخر في مهمة شاقة يخوض فيها المغاربة البحر نحو أوروبا ويسمون من يمارسها "الحريك".
وصل بنعمر إلى أوروبا لا ليستريح بل ليواصل نضاله وقصة نجاحه, وكان من فصولها أن نظم واحدة من أشهر حركات الاحتجاج في لندن تدعو لعدم استقبال الملك المغربي الراحل منتصف التسعينات لأن البلاد التي تركها الملك فيها كثير من السجناء دون ذنب!! وكانت هذه التظاهرة الاحتجاجية تكشف قوة ونجاح شخص يعمل نائباً لرئيس منظمة العفو الدولية يطلق عليه "جمال بنعمر".
شاءت الأقدار أن يكون هذا الرجل ومن موقعه في أهم مؤسسة عالمية حاملاً لطموحات أمة من المطحونين منذ ثلث قرن, فهل هو قادر على تلبيتها والمساهمة في تحقيقها ؟ أنا أؤمل ذلك.
يا جمال ,, كثيرون في اليمن يشتركون معك في قصة السجون والسفر في طرق الموت, لكنهم لم يجدوا في أوروبا من يحتضنهم أو يكتشف إبداعاتهم, والسبب أن السجون هنا لا توصل من يدخلها بأحد خارجها, كما أن هروب اليمنيين بالآلاف يومياً عبر الحدود لا يفضي بهم إلى أوروبا, بل في صحاري الأشقاء التي تلفظهم بسرعة إن لم يحرقهم حراس حدودنا الشقيقة في مقالب النفايات كما حصل ذات مرة.
يا بنــــــعمر: أشياء كثيرة تجمعنا بك, ربما من حسن حظنا أنك تجيد لغتنا وعايشت آلامنا نؤمل فيك بعد الله نصرة قضيتنا, لقد رأيت شعبنا في المستشفى وساحة الاعتصام , ويقيناً أنك أدركت كم هو مغلوب, وكم هو الأمل الذي يحدوه... فهل أنت ذلك؟