إصابة قائد بالجيش الإسرائيلي وعشرات القتلى.. ماذا يجري بالضفة الغربية ؟ الجيش الوطني يعلن عن تقدم في جبهات تعز إثر معارك عنيفة 3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع
يبدأ الاستبداد يوم يقرر الحاكم بأن الشعب غوغاء ورضاه لا يدرك، وحين يوصف الوزير بصاحب المسؤولية الجسيمة والشعب بمجرد لحوحين ومستعجلين.
يطلب البعض منك الصبر على الحكومة وتقديم أعذار لها فمازالت جديدة، والوزراء بحاجة لأن يفهموا عملهم.. وتحت هذا الطلب يمر شهر وشهرين وثلاثة وسنة وسنتين ونحن لم ننجز شيئا.
في المقابل لم يطلب أحد من الحكومة أن تتحمل الشعب باعتباره صاحب السلطة كما ينص الدستور من خول الحكومة واستأمنها على ماله وأرضه ما تحتها وما فوقها وأنه أوكل لها أن تشكل لجانا وتشغل الموظفين وتستأجر الخبرات من أجل أن تنجح في تحقيق مراده في أن يعيش عيشة كريمة.
مع هذا حتى الوزراء المنتمين للثورة في حكومة الوفاق أتوا من ثقافة تتعامل مع المناصب كملك خاص ومع الموظفين كمجموعة من الأبناء الذين هم بحاجة إلى والد كبير.
يصل الوزير في أول يوم ليجتمع بالموظفين ثم يلقي كلماته التعريفية، ثم بعدها يسأل هل لدى أحدكم أي مشكلة ؟ وتكون الإجابة، لا، لسبب بسيط وهو أن الوظيفة العامة عندنا فقدت قيمتها والموظف ليس لديه أي مشكلة فهو لا ينتج. وإذا ما تحدث موظف أواثنين أوثلاثة عن بعض المشاكل، ثم لندرتهم يعتقد بأن: إرضاء الناس غاية لا تدرك هذه المقولة التي قيلت لتتهرب الحكومات من مسؤولياتها.
كنت أتمنى بالفعل أن يتحدث الوزراء مع الموظفين ويطلبوا منهم موافاتهم بالقصور التي تعاني منها كل إدارة وكل قسم ثم يتم طرح مقترحات عن كيفية التطوير،. إن مشكلتنا الحقيقية في الإدارات الحكومية هو عدم الانتاج، الذي يتجاوز المشاكل السهلة والبسيطة للأفراد. ولمعالجة هذا لا يستحق الأمر التأجيل ولو ساعة واحدةا.
الأكيد في تولي أشخاص أيدوا الثورة مناصب وزارية هو أنه ليس من الضروري أن يكونوا كفاءات في الإدارة، إضافة إلى أن القادرين منهم يضيعون أوقاتهم ويبطؤون بسبب مخاوف تعتمل في داخلهم فيكون المضي في أي خطوة مصحوبا بثقالات: انفجار الوضع، أو نفور الناس من العمل الجاد فقط لأنهم لم يتعودوا، من أجل ألا يقال. والخائفون كما تعلمون لا يبنون بلدا. الأيدي المرتعشة لا تصحح وضعا، النفوس المليئة بالمحاذير لا تقدم عملا صحيحا.
يقوم الوزير بتركيز كل شيء بشخصه دون التفكير بتفويض بعض صلاحياته لتجنب حل الإشكالات في وزارته. ولا بد أن يمر كل شيء من تحت يده. والوزير لديه لقاء صحفي والوزير لديه وفد والوزير في اجتماع رئاسة الوزراء والوزير لديه سفرية، وسيتوقف العمل حتى يكمل ما بيده.
بهذه الطريقة ومع انتشار البيرقراطية المقيتة سيحتاج حل مشكلة بسيطة كإعادة الموظفين إلى أعمالهم وإعادة رواتبهم إلى أشهر، ومن هنا تتولد مشاعر السخط لدى الناس.
كم من الوقت إذن ستستغرقه الحكومة في بناء البلد وإعادة بث الحياة فيه بعد أن هده الفساد والتواكل. وإذا ما حولت الناس بطريقة إدارتها العشوائية وغير المرنة إلى مجموعة من الساخطين.
إن يوما واحد يمضي دون أن يكون هناك إنتاج حقيقي من خلال شراكة حقيقية بين الشعب والحكومة يمضي بنا إلى الهلاك.
هل يريد رئيس الوزراء باسندوة أيضا أن ينظر له الناس بشفقة لأنه تولى رئاسة حكومة في بلد يعاني من المشكلات، مستغرقا بالتفكير فيها دون الشروع بالتفكير في كيفية حلها. متجاهلا أنه ليس وحيدا وأن هناك مئات الخبرات والكفاءات التي تستطيع أن تقف إلى جواره وتساعده.
وبإمكان إصلاحات كثيرة أن تبدأ بالتوازي بعيدا عن فكرة مفادها أن انقضاء ثلاثة أشهر ومجيء رئيس جديد هو الإنجاز الحقيقي الذي يفترض بالبلد أن تتوقف من أجله.
سيكون من الخطأ عدم استغلال ما حدث للإنسان اليمني خلال أشهر الثورة والذي أصبح مستعدا لأن يكون مسؤولا وشريكا حقيقيا في التغيير بعد أن زرعت الثورة في فكره قيما ومفاهيم جديدة تواقة إلى التغيير.
اليمن يحتاج إلى اكتشاف بطرح مشاكله ووضع حلول لها مع توسيع دائرة المشاركة من الجميع من أكبر مسؤول إلى أصغر موظف، اليمنيون بحاجة لأن يكونوا منتجين، وعلينا ألا نتحجج بالظروف فبلدي يصنع ظروفه ولا يستسلم وهذا ما تعلمناه من الثورة.