قيادة السيارات في اليمن.. ركوب على أجنحة الموت
بقلم/ د/محمد القاضي
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و يومين
الخميس 08 مارس - آذار 2007 07:31 ص

مأرب برس – الرياض - - محمد القاضي

 تحولت قيادة السيارات في اليمن الى ما يشبه ممارسة الركوب على أجنحة الموت، اذ ان أرقام الأشخاص الذين يلقون مصرعهم في حوادث السيارات والأضرار الناتجة عن حوادث السير تنبىء بخطورة وحجم المشكلة التي بدأت تدق ناقوس الخطر لدى الجميع .

وحسب إحصائية صادرة عن وزارة الداخلية فان العام الماضي شهد وفاة وإصابة 19963شخصا بمعدل 8وفيات و 47إصابة يوميا. وتشير إحصائية المرور الى ارتفاع عدد الحوادث المرورية وعدد الضحايا في كل عام اذ وصل عدد الوفيات في عام ( 2006) 2816شخصا في مختلف أنحاء اليمن

بزيادة عن عام 2005ب 237حالة وفاة، في حين بلغ عدد الإصابات التي نجمت عن الحوادث العام الماضي 17147حالة إصابة وتسبب في خسائر مادية تجاوزت ال المليارين و 651مليوناً و 905آلاف ريال.

وقالت الداخلية أن معظم الحوادث غلب عليها طابع الإهمال البشري، وأنها تنوعت مابين حوادث اصطدام ودهس وانقلاب مركبات.

وتشير صحيفة الوعي المروري الصادرة عن إدارة مرور العاصمة صنعاء الى وقوع ما يقارب 5آلاف حادثة مرورية فقط في العاصمة صنعاء خلال العام 2006م راح ضحيتها 3855شخصاً بينهم 277لقوا حتفهم أغلبهم من الذكور فيما وفيات الإناث بلغت 61امرأة والإصابات وسط النساء أكثر من

600.وبحسب الإحصائية ذاتها فإن شهر ديسمبر سجل أعلى رقم في عدد الحوادث وصل 464في حين سجل شهر أكتوبر أكبر عدد في حالات الوفاة ب 36شخصاً، وكان شهر يناير الأقل في الحوادث بحوالي 345لكن شهر مارس كان الأقل في عدد الوفيات حيث لم يتجاوز 16حالة وفاة.

وتصدرت حوادث صدام السيارات قرابة نصف الحوادث تليها وقائع دهس المشاة بحوالي 2000حادثة وصدام لجسم ثابت281، و 116انقلاب سيارات، والصدام مع الدراجات النارية 86حادثة ولم تسجل إلا حالة حريق واحدة.

وخلال 15عاما أي بين 1990و 2005وصل عدد الحوادث المرورية الى أكثر من 135ألف حادثة أودت بحياة أكثر من 26ألف شخص وإصابة أكثر من 152ألف شخص مابين إصابات خطيرة وجروح متفاوتة وإعاقات دائمة، الامر الذي يشير الى حجم وخطورة المشكلة.

ارقام كبيرة ومخيفة وضحايا كثر لم يسقطوا حتى في بعض الحروب الاهلية كما يرى البعض.

ويرجع المرور أسباب الحوادث وارتفاعها إلى السرعة الجنونية وغياب الصيانة الدائمة للسيارات والمركبات وضعف الوعي المروري لدى السائقين والتجاوز المفرط. لكن هناك اسباباً اخرى تتعلق بسوء الطرق والشوارع وعدم الالتزام بالمعايير الفنية لتنفيذها وتهريب قطع غيارات السيارات والمركبات وعشوائية منح رخص القيادة، قيادة السيارات من قبل صغار السن وغيرها. آخرون يرون ان غياب الثقافة المدنية كليا في كيفية تعامل السائق مع السيارة وأخلاقياتها ومزاحمته الناس وعدم الانصياع لرجل المرور واحترام عبور المشاة تعد ايضا من العوامل الريئسة للمشكلة .

وينظر الكثير من اليمنيين الى سيارات الأجرة من نوع "بيجو" التي تجوب الخطوط الطويلة بين المحافظات والمدن على أنها سيارات الموت، لسرعتها وعبثية وعدم مبالاة من يقودونها، والذين يحرصون على تجاوز السيارات والمركبات الاخرى رغم ضيق الطرقات، في محاولة لاختصار المسافات باقصر الاوقات، وخاصة في أوقات الأعياد الدينية التي تشهد حركة تنقل كبيرة بين المحافظات والمدن، حيث يحرص الناس على قضاء إجازات العيد مع اقاربهم في مسقط راسهم. جشع اصحاب سيارات البيجوت بالذات وسهرهم لعدة ليالي يقطعون المسافات بين المدن لايصال اكبر قدر ممكن من الناس يجعل من سياراتهم وسيلة سهلة للموت. لكن الحوادث لا تقتصر فقط على الطرقات الطويلة، بل تتكرر حتى في المدن، بفعل السرعة وعدم الالتزام بقواعد المرور، مما حدا باحد الأجانب بتشبيه قيادة السيارات في اليمن بما يشبه مصارعة الثيران او معركة الدفاع عن النفس.