آخر الاخبار

الاعلان عن مفاوضات مهمة الأحد القادم بين طرفي الصراع في اليمن بمسقط وصحيفة سعودية تؤكد :جاءت نتيجة جهود جبارة سهرت عليها الدبلوماسية السعودية والعمانية وزير الدفاع لا سلام إلا بهزيمة ميليشيا الحوثيوإخضاعها بالقوة لكي تجنح للسلم مجلس الأمن يعتمد قرارا بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ندوة سياسية طالب بدعم الجيش والمقاومة لاستعادة صنعاء وتؤكد على عدمية الحل السياسي مع الحوثيين استقبال رفيع في بكين لقيادة حزب الإصلاح اليمني بقاعة الشعب الكبري .. ابرز القضايا والملفات شيطان البحر: الكشف عن السلاح السري لأمريكا عبر البحار .. وغوغل تلتقط أول صورة اللجنة الأمنية العليا تضع عيدروس الزبيدي امام تأثيرات الوضع الاقتصاد على الأوضاع العسكرية والأمنية وتطلعه على أنشطة القاعدة وداعش والمليشيات الحوثية بلا قيود : لا يزال التعذيب أداة في منطقة الشرق الأوسط لقمع المعلومات وإعاقة التحقيقات الصحفية وأداة ممنهجة لقمع حرية الصحافة من تايلاند وخلال مؤتمر دولي :توكل كرمان تجدد وقوفها إلى جانب غزة والتحدث بجرأة عن حرب الإبادة التي يرتكبها أسوأ احتلال في تاريخ البشرية البنك المركزي بمحافظة عدن يصدر قرارات صارمة بحق شركات الصرافة ويطيح بتصاريح عدد منها

لعبة التوازنات وصراع المصالح في اليمن
بقلم/ عادل امين
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 24 يوماً
السبت 01 يناير-كانون الثاني 2011 08:40 م

تعد زيارة نائب الرئيس الإيراني حميد حقاني لليمن الأسبوع الفائت أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع يقوم بها لصنعاء، منذ انتهاء الحرب السادسة (11شباط/فبراير2010) في صعدة، التي ألقت بظلالها على علاقة البلدين وعكرتها إلى حدٍ ما، بيد أن زيارة المسؤول الإيراني في هذه الظروف تعكس توتراً في علاقة اليمن بحلفائه في الخارج، وبالأخص الأمريكيين والسعوديين، على خلفية ما كشفته وثائق موقع 'ويكيليكس' بشأن تسهيلات غير محدودة قدمتها الحكومة اليمنية لأجهزة الاستخبارات الأمريكية لتعقب وضرب أهداف قيل بأن لها علاقة بما يسمى 'تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية' الذي يتخذ من اليمن منطلقاً له، وتسببت تلك الضربات بوقوع العديد من الضحايا في صفوف اليمنيين فاقوا الـ 200 يمني، في حين تسترت السلطات اليمنية على تلك الضربات، ووصل الاستياء اليمني من تلك التسريبات المحرجة حد رفض الرئيس استقبال فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكي الذي سارع من جانبه للالتقاء بأحزاب المعارضة.

وقد اعترف جون برينان مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب بتوتر العلاقات مع الجانب اليمني نتيجة تلك التسريبات، على الرغم من أن الدكتور الإرياني اعتبر أن التسريبات أضرت بأمريكا وليس اليمن. وكشفت وثائق ويكيليكس أيضاً تقارير سعودية مرفوعة للولايات المتحدة ودول غربية تفيد بأن اليمن دولة فاشلة، والحكومة فيها تدار بأشخاص غير مؤهلين، إلى جانب تصريحات لبعض كبار المسؤولين السعوديين بأن اليمن بات منطلقاً لتصدير الإرهاب.

زيارة المسؤول الإيراني لليمن الى جانب أنها تعكس استياء صنعاء من الأمريكيين، فإنها تعكس أيضاً استياءها من المحيط الإقليمي، وهي رسالة توجهها الحكومة لمؤتمر الرياض الذي كان من المقرر انعقاده في شباط/فبراير، وتأجل إلى مطلع آذار/مارس المقبل، والتأجيل يوحي بما ذكرناه آنفا من توتر العلاقة بين صنعاء واللاعبين الفاعلين في مجموعة أصدقاء اليمن، وفي الوقت الذي هللت الحكومة وطبّلت لـ'خليجي عشرين' وعدّته خطوة متقدمة على طريق التقارب مع دول الخليج، إلاّ أن الخطوة التقاربية التي كان الجميع بانتظارها نحت صوب إيران وليس مجلس التعاون الخليجي. لقد ذهب النظام يستدعي مجدداً الورقة الإيرانية ليُشهرها في وجه شركائه، على الرغم من كل ادعاءاته السابقة بحق الإيرانيين من أنهم آزروا الحوثيين وقدموا لهم كل أنواع الدعم السياسي واللوجستي، وأنهم هدفوا بذلك إلى الإضرار والعبث بأمن الخليج، وفي مقدمة ذلك المملكة السعودية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل ذهبت صحف عربية ومن ورائها صحف محلية قريبة من السلطة لترويج ما أسمته خطة (يمن خوش هال- أي اليمن السعيد) إيرانية لتمزيق اليمن وتقسيمه، وبحسب مجلة 'الوطن العربي' في عددها رقم 1701 بتاريخ 7 تشرين الاول/أكتوبر2009، قالت إن ثمة مخططا مدروسا أشرفت على إعداده ومن ثم قامت بتنفيذه (قوات القدس) التابعة للحرس الثوري الإيراني يهدف لتمزيق اليمن، في الوقت الذي ذكرت مصادر إعلامية يمنية أن الجيش اليمني عثر على ما قال إنها وثائق تثبت دعم إيران للحوثيين وتشمل العتاد العسكري والأموال، وتضمنت الوثائق معلومات تصب في تأكيد تلك الخطة. وقال تقرير المجلة المنسوب إلى تقرير غربي أن خطة (يمن خوش هال) اعد لها منذ أكثر من عام بمباركة محمد جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، وخصص لها أربعة ملايين دولار، وبُنيت على تأجيج النزوع الانفصالي وتعزيز الحركات الانفصالية الجنوبية، كما قامت قوات القدس- طبقاً للتقرير- بتدريب عناصر من حركات جنوبية على فنون حرب العصابات والقتال داخل المدن والتحريض الجماهيري على الفوضى، كآليات متساندة لتفكيك الدولة اليمنية، وتتضمن تلك الخطة، بحسب مجلة 'الوطن العربي'، مسارين رئيسيين: الأول، شراء ولاءات قبائل الجنوب لضمان استمرار ما يسمى انتفاضة الجنوب. المسار الثاني، احتضان ودعم الحركات الانفصالية الجنوبية كالحراك الجنوبي الذي يقوده علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني السابق. وكان الرئيس صالح أكد في مقابلة له مع قناة الجزيرة في ايلول/سبتمبر2009 وجود دعم خارجي للتمرد الحوثي بصعدة من جهات في إيران، وقال ضمن برنامج 'لقاء خاص' لا نستطيع أن نتهم الجانب الرسمي الإيراني، ولكن الإيرانيين يتوسطون ويتصلون بنا بأنهم على استعداد للوساطة بمعنى أن الإيرانيين لهم تواصل مع عناصر التمرد طالما يطلبون التوسط بين الحكومة والمتمردين، وأوضح أن الأجهزة الأمنية ضبطت خليتين اعترف أعضاؤها بتسلم مبالغ مالية من جهات في إيران تصل إلى نحو مئة ألف دولار وهم أمام المحاكم. وفي أثناء الحرب السادسة ، آب/أغسطس 2009 الى شباط/فبراير 2010، ادعت الحكومة أنها ضبطت ستة مخازن للحوثيين احتوت على سلاح إيراني الصنع، ثم أعلنت عن ضبط سفينة إيرانية قالت انها كانت محملة بشحنة سلاح متجهة لتفريغ حمولتها في ميناء ميدي الذي يستخدمه الحوثيون لتهريب السلاح من إيران، الذي يصلهم عبر إريتريا كما زعمت المصادر.

وعندما قامت الحكومة بمداهمة المستشفى الطبي الإيراني الذي قيل بأن ريعه كان يذهب لدعم أنشطة التمرد قالت بأنها وضعت يدها على وثائق دامغة تثبت تورط إيران في مساندة التمرد، ووعدت بكشفها في وقت لاحق وإطلاع الرأي العام على حجم التدخل الإيراني في اليمن، لكنها لم تفعل، ثم تناست الأمر برمته وفضلت عوضاً عن ذلك القيام بمحاولة إقناع أصدقائها الأمريكيين بتورط إيران في اليمن لزعزعة المصالح الأمريكية والإضرار بمصالح حلفائها في منطقة الخليج، لكن محاولاتها باءت بالفشل كون الخطاب الإعلامي الرسمي ظل اقرب للتهريج منه لتقديم أدلة ووثائق دامغة، كان الخطاب الإعلامي يحاول ابتزاز دول الجوار بالتمدد الشيعي، الذي سمحت السلطة وعن قصد بتمدده صوب الجيران وذللت له الصعاب ليبقى شوكة في خاصرتهم تستدر به أموالهم التي سرعان ما تجد طريقها إلى بنوك سويسرا، بحسب ما كشفته وثائق 'ويكيليكس' على لسان الأمير محمد بن نايف.

نُذّكر بذلك لنستبين حجم الانتهازية السياسية التي تُمارس من قبل السلطة لتحقيق أغراضها الآنية التي لا علاقة لها في الأغلب الأعم بمصالح الوطن. اليوم تحاول صنعاء اللعب مجدداً بالورقة الإيرانية لترويض جيرانها الذين يستعدون لمحاسبتها في مؤتمر الرياض، كما صرح بذلك وزير الخارجية الكويتي عقب مؤتمر نيويورك المنعقد في 24 ايلول/سبتمبر الفائت. وتهدف صنعاء للإفلات من محاسبة جيرانها الذين سيستخدمون الورقة الجنوبية هذه المرة لعمل ذلك، فهم قرروا استدعاء قادة المعارضة الجنوبية في الخارج لحضور مؤتمر الرياض لعرض قضيتهم وتقديم رؤية محددة لمناقشتها مع الحكومة اليمنية، الأمر الذي يعني بوضوح أن القضية الجنوبية لم تعد شأناً يمنياً خالصاً بل اصبحت شأناً خليجياً أيضاً، وهو ما يستوجب تدخل الطرف الإقليمي (الخليجي) للبحث عن فرص حل القضية أو حتى فرض حلول جاهزة، بعبارة أخرى، الملف الجنوبي يوشك أن ينحو صوب التدويل أسوة بالملف الأمني (ملف الإرهاب) الذي جرى تدويله بالفعل في مؤتمر لندن (27 كانون الثاني/ يناير 2010)، وللحيلولة دون مضي الجيران على طريق تدويل ملف الجنوب أو محاولة إشهاره في وجه صنعاء لترويضها على محور صعدة، عمدت صنعاء إلى التلويح لهؤلاء بالورقة الإيرانية التي تُعد الأكثر حساسية بالنسبة لهم، وهذا يفسر إلى حد كبير سبب احتفاظ صنعاء بشعرة معاوية مع الإيرانيين، وتدرك طهران جيداً طبيعة الصراع غير المعلن بين صنعاء والفاعلين الدوليين والإقليميين في مجموعة أصدقاء اليمن، وتجدها فرصة مواتية للتماهي مع رغبات صنعاء وتحقيق مصالح مشتركة وفق معطيات اللحظة الراهنة، بما يعزز الدور الإيراني في هذا الجزء المهم من العالم، الذي بات محل اهتمام ومطامع التحالف الدولي في الحرب على ما يسمى بالإرهاب.

بالإضافة الى ذلك، فالورقة الإيرانية صالحة للعب ليس على المستوى الإقليمي والدولي فحسب، بل والمحلي كذلك، فهي مفيدة للسلطة في إحداث الاختراق المطلوب في جدار العلاقة المهترئة بين النظام الحاكم والحوثيين، وكسر الجمود المسيطر عليها أو لنقل التشوهات التي لحقتها في الآونة الأخيرة، خاصة عقب إخفاق الوساطة القطرية للمرة الثانية في تسوية الخلافات بينهما، وتبعاً لذلك سيكون الإيرانيون وسيطاً مُرحباً به من قبل الحوثيين الذين يتوقون لخطوة كهذه، ومن دون شك سينجح الإيرانيون فيما أخفق فيه القطريون، ساعتها من المتوقع أن تنجح السلطة، وهي تخوض تحديا انتخابيا مع المشترك في الإطاحة بتحالفاته التي شادها عبر تحضيرية الحوار. السلطة تتخوف من نجاح المشترك في إغلاق بعض المحافظات الشمالية أمامها عبر تحالفه مع الحوثيين، فالوضع في الجنوب مُقلق بالنسبة لها وهي لا تريد تكراره في مكان آخر.

ومع ذلك يبدو ان السلطة لا تبالي أنها بخطواتها الانتهازية تلك تزيد من أسهم إيران في اليمن، وتضاعف من أوراق اللعب بيدها ضمن لعبة التوازنات التي اعتادتها مع الأطراف الفاعلة وذات المصالح الإستراتيجية في اليمن. وتلك هي طبيعة السياسة التي لا تعرف صديقاً دائماً ولا عدواً دائماً بل مصالح دائمة.

عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالفتاح الحكيمي
القبيلي والولاية ودجاجة ستالين
عبدالفتاح الحكيمي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
محمد بن عيضة شبيبة
عبدالملك الحوثي يختطف طائرات الحجاج
محمد بن عيضة شبيبة
كتابات
عمار الاصبحيدمت سالماً يافؤاد
عمار الاصبحي
رضوان ناصر الشريفشجرة القات مأساة أهل اليمن
رضوان ناصر الشريف
مشاهدة المزيد