آخر الاخبار

شاهد الصور.. مأرب برس يرصد فرحة أبناء تعز بدخول مدينتهم المحاصرة منذ 10 سنوات هل تغيرت أسعار الصرف بعد الاعلان عن المنحة السعودية؟ تعرف على الأسعار هذه اللحظة نواعم من بيت المؤيد والشامي والكحلاني.. أسماء أقارب قيادات حوثية تشغل مناصب عليا داخل مؤسسات دولية مقرها أمريكا... تفاصيل تكشف لأول مرة العليمي يتحدث عن ''أبلغ الأثر'' للمنحة السعودية الجديدة ويبشر الموظفين بشأن دفع المرتبات رئيس الوزراء يبشر بإيقاف التدهور في أسعار العملة الوطنية ودفع مرتبات موظفي الدولة وتحسين خدمات الكهرباء وزير الأوقاف يطلع رئاسة الجمهورية على كافة وسائل الرعاية للحجاج اليمنيين.. وزير الصحة يقوم بزيارة تفقدية للجنة الصحية في بعثة الحج اليمنية بمكة المكرمة ''الأخلاق'' تعاقب لاعب الهلال السعودي بالإيقاف وغرامة مالية مسئول بحضرموت يكشف أسباب انهيارات صخرية جعلت المواطنين يغادرون المنازل وتسببت في أضرار نصائح للحجاج وتحذير من درجة حرارة تصل إلى 72°

26 سبتمبر في سجون الحوثي
بقلم/ محمد عبدالله القادري
نشر منذ: 8 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 26 سبتمبر-أيلول 2023 05:55 م

هناك في داخل أقبية سجون ميليشيات الحوثي الإرهابية ، ووسط الزنازن الإنفرادية الضيقة والمظلمة ، تستشعر عظمة ثورة 26 سبتمبر المجيدة وتدرك لماذا قامت بشكل أكبر ، وتتوغل داخل أعماق روحك بشكل أقوى ، وتعيش بإحساس يخالجك معها طيلة فترة بقاءك في السجن. هناك فقط تشعر بحق وحقيقة أنك ماضي على درب ثورة 26 سبتمبر الخالدة ، تحدث نفسك قائلاً : أنا في سجون الحوثي ، فترد عليك نفسك بالقول من أنت بجانب أولئك العظماء ثوار سبتمبر ، فإن سجنوك فقد سجنوا الثلايا واللقية والزبيري وغيرهم. تنظر لحيطان زنزانة سجنك ، فيرتسم في مخيلتك سجون الأمامة ، وترى السجان الحوثي كنسخة من سجان إمامي بالأمس ، وتنظر نفسك فيتجسد داخلك اليقين بأنك سبتمبري حر مقاوم للظلم والاستبداد والكهنوت والإمامة.

كنا نردد الأناشيد الوطنية بشكل عابر قبل دخولنا السجون ، ولكن في السجون كان لها مذاق مختلف. الله ما كان ألذ الأناشيد الوطنية لأيوب طارش ، التي كنا نرددها في الزنزانة بصوتٍ همس.

دمت يا سبتمبر التحرير.

يا بلادي يا كبرياء

جراحٍ شربت من نزيفها الكبرياءُ

عاد أيلول كالصباح جديداً.

كنا نردد التي تتحدث عن السجون بشكل يومي ، وعرفنا لماذا كان للسجون نصيب من الاغاني الوطنية السبتمبرية والشعر الثوري السبتمبري. هدم الشعب السجونا ووكور المجرمينا ومضى يحمي العرينا.

ان القيود التي كانت على قدمي صارت سهاماً من السجان تنتقمُ نبا عن السجن ثم ارتد يهدمهُ كي لا تكبل فيه بعده قدمُ. تعرضنا في سجون الحوثي لكل أصناف التعذيب الجسدي والنفسي ، سلب الحوثي فيها صحتنا وشبابنا وعقلنا السليم وحيويتنا ، ولكنه لم يستطع أن يسلب منا الإيمان بثورة 26 سبتمبر ، بل أن ما فعله بنا كان بالنسبة لنا كجرعة سبتمبرية زادتنا إيماناً وتمسكاً.

السجن الذي أصبح ذكرى مؤلمة ، والحديث عنه أصبح مؤلم لدينا ، لا تريد ان تتحدث عن ما جرى لك بتفصيل ، لا تريد ان تشرح ما تعرضت له ، أصبح الكلام عنه يؤلمك ويزيد آلآمك. فقط ترديد الاناشيد السبتمبرية مع ذاتك بمذاق مختلف مستمتعاً بها ، هو الذكرى الجميلة الوحيدة داخل السجون. تخرج من السجن وتريد أن تنسى كلما حدث لك ، ولكن لم تنسى إطلاقاً أن اول عمل يجب القيام به بعد التحرير هو تهديم تلك السجون وإخراج من فيها. تخرج من السجن وأنت شبه ميت ، شبه ميت إحساساً وشعوراً وجسماً وكلاماً واتزاناً وتصرفاً وحركةً ، ولكن 26 سبتمبر أكثر حياةً فيك.